* في عام 1986م نال المريخ بطولة شرق ووسط أفريقيا على حساب الشباب التنزاني بدار السلام. * وفي عام 1988 أحرز كأس دبي بفوزه على الزمالك المصري من أرض زايد الخير. * إلا أن كل تلك الكؤوس لم تشف غليل لاعبي المريخ. * شعروا بأن دولاب الأحمر ينقصه كأس مرصع بالذهب وله قيمته الدولية والمعنوية. * فكان أمامهم أكبر تحدٍ وهو كأس الكؤوس الأفريقية. * شمّروا عن ساعد الجد في أول المطاف بعد أن قهروا حامل اللقب البنزرتي التونسي بهدفين من توقيع الرأس النووي فتح الرحمن سانتو. * بعد تلك المباراة أيقن لاعبو المريخ بأنهم على موعد مع النجاح وأن المجد بانتظارهم إذا ساروا على نفس الخُطى". * أدرك بأنهم إذا تعلقوا بالثريا لنالوها. * باترونج الكنغولي كان المحطة الثانية للزعيم، ومن عاصر تلك الحقبة الجميلة يتراءى له على الفور عيسى جاري والجماعة جارين وراهو!! * وكانت قمة التحدي أمام قورماهيا الكيني أفضل الفرق الأفريقي آنذاك، مدجج بالنجوم وكان اسمه يرفع من أسهم الخوف والتوتر لكل من يواجهه. * إلا أن لاعبي المريخ كان لهم رأياً آخر. * وخسروا في الذهاب بكينيا بهدف. * وأدرك لاعبو قورماهيا بأن الجحيم ينتظرهم في أم درمان. * وبالفعل كان لاعبو المريخ مثل السيل يكسح ما يفضل شي. * سانتو منح فريقه هدف التعادل بلعبة مزدوجة (دبل كيك) أعاد التوازن مبكراً. * بينما تكفل دحدوح بسل الروح ومنح الكينيين تأشيرة خروج من المنافسة. * وحان نزال الأمتار الأخيرة. * والخوف يضرب بقوة في الدواخل في مواجهة خصم عنيد شرس هو بندل يونايتد. * وهدف من ضربة جزاء يتصدى لها المقاتل كيمو. صدى ثان * وفي الإياب بنيجيريا تعطلت كل الحواس في أم درمان. * في ذلك اليوم لم يكن هنالك هم أو تفكير إلا في المباراة. * وتخوفنا من التحكيم الذي يلعب دائماً مع أصحاب الأرض. * وزاد من دقات القلوب إن المباراة لم تكن منقولة لا على الراديو ولا التلفزيون. * كلما مر الوقت كلما ازداد التوتر. * وعقارب الساعة تمر ببطء والتوجس يحتل مكاناً عريضاً في الدواخل. * وقبل المغيب كان نادي المريخ يغلي كالمرجل والكل يمنّي النفس بالانتصار. * وطالت ساعات الانتظار. * وتسرب القلق مجدداً. * وصرخة مدوية كسرت حاجز الصمت. * إشارة من الإذاعة بأن المريخ ظفر بكأس مانديلا. * في تلك اللحظات لم تكن تهم التفاصيل بقدر الفرحة بتحقيق حلم جميل انتظرناه طويلاً. * وظهرت نجمة كبيرة على شاشة التلفزيون أكدت بأن المريخ كتب اسمه في سطور التاريخ. * ويالها من ليلة. * وما أجمل عبارة عندما يبكي الرجال. * وخرجت الآهات، واختلطت بالدموع وانطلقت الزغاريد. * وغمرت الفرحة القرى والحضر. * حقيقة لا يشعر بطعم كأس مانديلا مثلما حضر وشاهد ذلك اليوم التاريخي الذي نعتبره مفخرة للسودان عامة وللمريخة خاصة. آخر الأصداء * شكراً للمولى أولاً وأخيراً بعد أن هدانا النصر وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله. * شكراً للجهاز الفني للمريخ بقيادة الألماني رودر والخبير مازدا والدكتور مكي فضل المولى. * شكراً لمجلس إدارة نادي المريخ في ذلك الحين. * شكراً للاعبي المريخ الأشاوس الرجال أولاد الرجال الذين أفرحونا وأسعدونا منذ ذلك التاريخ وحتى الآن. * وهنالك من يستغربون للفرح بعد كل هذه السنوات. * أقول لهم بأن إنجلترا التي اخترعت كرة القدم نالت كأس العالم عام 1966ولا تزال تحتفل به حتى الآن. * شكراً حامد بريمة، كمال عبد الغني، إبراهيم عطا، عبد السلام حميدة، عاطف القوز، بدر الدين بخيت، جمال أبوعنجة، سكسك، قلة، الدحيش، سانتو، عيسى صباح الخير، موسى الهاشماب، عاطف منصور ودحدوح. * مناي يا هدف تتحقق وأرجع للوطن ظافر. * ومادام يا هدف مؤمن بيك أكيد تتجاوب الأقدار. * هكذا كان شعار نجوم المريخ. * حقيقة الماعندو كأس ذهبي جوي يفتش ليهو كأس! * الذهب للمريخ، والمريخ يشبه الذهب. * أما الحديد والنيكل فهو حلال للطير من كل جنس. * مانديلا عُقدة مستعصية على الأهلة منذ 80 عاماً وأكثر. * مانديلا عرس كروي لكل مريخي. * نجتر ذكرياتها لأنها جزء مضيء من تاريخنا الكروي. * مانديلا منح المريخ اسماً في أضابير الاتحاد الدولي لكرة القدم مع الكبار في القارة الأفريقية. * لذلك نتحدث دائماً بلغة الكبار والبقية يمتنعون. * وكما ذكرت، 100 كأس دوري ممتاز لا تساوي قطعة من كأس محمول جواً. * ومن حقنا أن نفتخر بإنجازاتنا ولا يجب أن يغضب الأهلة. * عليهم البحث وتعقب آثار المريخ. * حقيقة مهما فعل الأهلة فإن كل أحلامهم جزء من ماضينا. * إنا قد عقدنا العزم يا مريخ إنا في رحابك سائرون مؤقنون بزعامتك مهما تكاثرت الظنون، فالمرء إما أن يولد مريخياً أو لا يكون. * ختاماً يأتي الكل للقلب وتبقى أنت من دونهم يا مريخ السعد كل الكل في القلب.