تغلب الهلال على كافة الظروف التي واجهته قبل واثناء مباراته مع مازمبي الكنغولي وحقق المهم في اول مشوار له بدوري الابطال حين فاز بهدف دون مقابل. وضع الازرق اول ثلاثة نقاط في رصيده في اول جولة من مرحلة المجموعات ، نحسب انها ستكون عون له باذن الله في مشواره نحو التاهل لنصف النهائي. مر الهلال كما نعلم بظروف فنية وادارية صعبة قبل المباراة بايام قليلة تمثلت في استقالة مدربه التونسي نصر الدين النابي، والتعاقد مع البرازيلي كامبوس. واثناء المباراة ، فقد اهم لاعبين في صفوفه قبل أن ينتهي الشوط الاول بسبب الاصابات، وهما لاعب الوسط بشة، والمدافع مساوي، لكن البديلين كانا في الموعد. ان تجاوز الهلال لهذه المطبات، وتقديمه مباراة كبيرة وتحقيقه الفوز على فريق بطل، يؤكد بانه فريق كبير لا يتاثر بذهاب مدرب او بغياب لاعب. لذلك كانت فرحة الجماهير كبيرة، عقب نهاية المباراة، وكذلك فرحة الجهاز الفني التي عبر عنها المدرب كامبوس لمراسل الجزيرة حين اكد بان الهلال فاز على فريق كبير. تميز اداء الازرق بالجدية، والروح القتالية، والتزم اللاعبون بالمهام الموكلة اليهم، دفاعا ووسطا وهجوما، لكن الحظ خانهم في التسجيل في كثير من المناسبات. الشوط الاول الذي انتهى بالتعادل السلبي كان من المفترض ان ينتهي بفوز الهلال على الاقل بثلاثة اهداف ، لولا سوء طالع مهاجميه وتالق حارس مازمبي. الجميل ان اداء الهلال تصاعد من آخر مباراة قدمها محليا بشكل لافت، فضلا عن تطور مستوى بعض لاعبيه الذين كانت لهم الكلمة في المباراة كصلاح الجزولي صاحب الهدف الوحيد. واصل نزار تالقه المعتاد، وخطف نجومية مباراة أمس بفضل مواهبه المتعددة ولياقته البدنية العالية وتركيزه المستمر وتعاونه اللافت مع زملائه. قدم نزار السهل الممتنع، ولفت الانظار بثباته، ومراوغته المجدية، وتمريراته المتقنة، والتحامه القوي ،وتواجده في المكان المناسب عند الاستحواذ على الكرة او فقدانها. نعتقد ان كامبوس نجح بدرجة الامتياز في اول مهمة له مع الهلال، وذلك بتوظيفه لامكانات لاعبيه، واختياره للتشكيلة المناسبة واللعب بالطريقة التي يفضلها اللاعبون. وحتى عندما اضطر للدفع بمهند الطاهر والمدافع السيراليوني سيمبو ، لم يهتز اداء الفريق او يتغير رتمه، رغم ان مهند لم يقوم بالادوار المطلوبة منه كما ينبغي. لكن السراليوني اثبت انه مكسب كبير، حيث ملأ خانة مساوي بجدارة ، ولعب بثبات، وشكل ثنائيا متفاهما مع اتير توماس، وبقية زملائه في الدفاع. نجاح الجزولي وثبات سيمبو يؤكد بان امثال هؤلاء اللاعبين كانوا يحتاجون الى الثقة، ونعتقد ان هذا ما توفر لهم بعد استلام كامبوس لدفة القيادة. كان كل لاعبي الهلال نجوما بدءا من الحارس جمعة مرورا بسيسه واتير وبويا وعمر بخيت والشغيل، وانتهاءا ببكري المدينة وكوليبالي. لكن فان نزار حامد وبكري المدينة وصلاح الجزولي كانوا الابرز، وفي المقابل اثار مستوى مهند المتواضع اكثر من علامة استفهام. آخر الكلام يلعب الهلال في الجولة الثانية امام الزمالك يوم السبت المقبل في القاهرة، وفوزه او تعادله سيؤمن له سكة الوصول الى نصف النهائي. لذلك ينبغي على الجهاز الفني، واللاعبين ان يحرصوا على اعداد انفسهم بصورة جيدة قبل السفر، ونامل من الادارة ان تواصل جهودها بتوفير كافة المعينات. هناك فارق كبير في المستوى بين الهلال والزمالك، يميل لصالح الازرق لذلك ينبغي ان يكون شعار مباراة القاهرة هو الفوز ولا بديل عنه. سيكون دخول مدثر كاريكا الذي غاب عن مباراة أمس للايقاف ورقة رابحة امام الزمالك، وكذلك البرازيلي سيرجيو الذي فقده الهلال امس بسبب عدم اكتمال اجراءات تسجيله. وسننتظر كذلك مفاجآت كامبوس المدرب الخبير الذي يعرف الكثير عن الفرق التي سيواجهها الهلال وخصوصا الزمالك، لاحداث الفارق وحسم التاهل مبكرا. اعجبني الحضور الانيق واللافت لجماهير الهلال في مدرجات استاد الخرطوم وتشجيعها المتواصل خصوصا في الدقائق الاخيرة التي كنا نعيش فيها على اعصابنا. حضرت الجماهير بكثافة وملأت المدرجات ودفعت اكثر من خمسمائة مليون جنيه بالقديم، لتؤكد وقوفها بالدعم والمال خلف ممثل السودان الوحيد خارجيا. قال الاستاذ عبدالله مسعود نائب سكرتير الهلال في حقبة السبعينات الميلادية، ان من لم يشاهد السد العالي سليمان فارس فاليشاهد نزار حامد. لو لعب الهلال بنصف مستواه الذي قدمه أمس امام مازمبي، امام المريخ في الاسبوع الماضي لفاز على الاحمر على الاقل برباعية بيضاء. على راي الحبيب مدثر البحر: ناس تلعب مع ابطال افريقيا، وتقبض بالدولار الحار ، وناس تدفع عشان تلعب مع ابطال زنزبار ودول الجوار. فرق يا مزمل! انتصر الهلال على مازمبي لعبا ونتيجة، ورد اعتباره من هذا الفريق العنيد في الخرطوم ، بعد ان كان قد ثأر منه في عقر داره بعد ايام قليلة من خماسية 2009 باستاد الهلال. فوز الهلال أمس رجح كفته على الفريق الزامبي، بعد ان كان الفريقان يتساويان في عدد مرات الفوز، حيث اصبح الازرق يتفوق عليه بمباراة. صدى صوت سوار الدهب ، كان كالذهب .. وصدق من قال عنك بانك فال خير لفرقة الذهب. وداعية : تعاينو بس.