* تمر الكرة السودانية بواقع بالغ الغرابة، منذ أن تم انتخاب الاتحاد الحالي، بصدور سلسلة متصلة من العقوبات القاسية ضد أحد أكبر أندية السودان. * معاقبة المريخ أصبحت ثابتاً قلما يغيب عن أي اجتماع للجان المساعدة للاتحاد الحالي، بدءاً بلجنة الاستئنافات في قضية باسكال، مروراً بلجنة المسابقات التي بدأ رئيسها الفاتح باني عمله بإنكار اجتماع رسمي للجنته، قررت فيه نقل مباراة نصف نهائي كأس السودان بين المريخ وأهلي شندي من شندي إلى الخرطوم، قبل أن يتدخل ويعيد المباراة إلى شندي لتجري بعد 48 ساعة من موعد مباراة قمة ختام الممتاز. * حملة الاستهداف المقيتة التي تحدث للمريخ استمرت بقرار إيقاف بكري المدينة محلياً وخارجياً وتحويله إلى لجنة الانضباط، بدعوى أنه تمرد على المنتخب، واستمرت بقرار مجحف ومخالف للقانون اتخذته لجنة الانضباط، وأوقفت به بكري لنصف عام، من دون أن تكلف نفسها عناء استدعائه لينال حقه القانوني في الدفاع عن النفس، في واحدة من أسوأ صور انتهاك العدالة واغتيال القانون. * تواصل الاستهداف بنقض القرار الوحيد الذي صدر من إحدى لجان الاتحاد، وألغت به قرار الإيقاف المعيب، لأن رئيس الاتحاد تدخل بنفسه ليفرض إيقاف بكري من جديد، رغم أنف قرار الاستئنافات! * اتخذ الظلم نهجاً جديداً هذه المرة بالإصرار على توسيع نطاق الإيقاف المفروض على أفضل لاعبي المريخ، ليسري على المستوى القاري، بلا أي مسوغ قانوني، ليفقده المريخ في أهم مبارياته الإفريقية. * يوم أمس الأول تدخلت لجنة المسابقات مرة أخرى، لتفرض عقوبات جديدة على نادي المريخ بتحويله إلى لجنة الانضباط بدعوى أن جماهيره تسببت في طرد بعض مسئولي الاتحاد من استاد المريخ، عشية مباراة فريقها مع تاونشيب البوتسواني! * علماً أن ذات اللجنة سبق لها أن عاقبت جماهير المريخ بعد نهاية مباراة القمة، مساوية إياها بجماهير الهلال، مع أن الأخيرة رفعت لافتات عنصرية، ولوحت بصورة السفّاح النازي أدولف هتلر، وأثارت بها موجة استياء عارمة وضجة كبرى، انتظمت وسائل الإعلام في العالم أجمع. * جديد لجنة باني قرار مضحك، قررت بموجبه اتخاذ إجراءات قانونية ضد بعض صحافيي المريخ بدعوى أنهم يحرضون الجماهير ضد الاتحاد! * لم تمض 24 ساعة على تلك القرارات حتى تدخلت لجنة الانضباط (غير المنضبطة) من جديد، لتوقف بكري المدينة لمدة أربعة أشهر تبدأ من 11 فبراير المنصرم! * إذا استمر الوضع الحالي فلن نستغرب إذا ما تدخلت إحدى لجان الاتحاد لتعاقب كل مشجع مريخي بالجلد والغرامة والمنع من دخول الإستادات! * حالة الاحتقان الحالية بين الاتحاد والمريخ تنذر بالتصاعد، حال إصرار الاتحاد على الاستمرار في معاقبة المريخ بسبب وبلا سبب، وإمعانه في تجاهل القوانين وتطويعها للتشفي من أكبر أندية السودان! * لو كانت العقوبات مبررة ومدعومة بأسانيد قانونية قوية لتفهمنا مواقف الاتحاد وقراراته وقبلناها. * في قضية باسكال أقدم رئيس لجنة الاستئنافات على الذهاب بقدميه إلى مكاتب السجل المدني بحثاً عن مستندات تتعلق بالدعوى، مرتدياً ثوب الشاكي الملزم بتقديم ما يدعم قضيته. * في قضية إيقاف بكري تمت معاقبة اللاعب رغم أنف لائحة أوضاع اللاعبين في الفيفا، لأن بطولة الشان غير مدرجة في الروزنامة الدولية، وغير ملزمة للأندية واللاعبين، ورفض المشاركة فيها لا تترتب عليه أي عقوبات. * ثورة جماهير المريخ ضد بعض أعضاء الاتحاد كانت رد فعل على فعل مستفز للغاية، صدر من الاتحاد بإيقاف أفضل هدافي المريخ وتوسيع نطاق عقوبته لتسري على المستوى القاري بلا مبرر قانوني، علماً أن بكري لم يكن معاقباً وقت صدور ذلك القرار العنتري القبيح. * هل كانوا يتوقعون أن تستقبلهم جماهير المريخ بالأحضان وتنثر عليهم الورود وتقذفهم بالبرتقال بعد أن حرموا المريخ من أفضل هدافيه بقرار ظالم ومخالف للقانون؟ * لو كنت في مكانهم لتجنبت الذهاب للإستاد يومها، لأن كل فعل له رد فعل، وثورة جماهير المريخ كانت رد فعل لأقبح فعل، مع أننا لا نحبذ مثل تلك الأفعال، لكننا نعلم دوافعها لأن الإمعان في استفزاز الملايين له عواقب وتبعات. * مشاركة بكري مع المريخ في مباراة تاونشيب كانت ستصبح قانونية حتى ولو سرت عليه عقوبة الإيقاف التي أصدرتها ضده لجنة المشجعين المسماة زوراً بلجنة الانضباط، لأن أثرها محصور في المستوى المحلي! * وقد فصلنا ووضحنا كيف انتهك الاتحاد كل نصوص لائحة الانضباط الصادرة من الكاف لينفذ عقوبته الظالمة، ويشبع رغبته في الانتقام من لاعب استجاب لدعوة المنتخب، وانتظم في معسكره وتدريباته وهو مصاب! * أسوأ ما في القرار الصادر من لجنة الانضباط أمس ما ذكره مقرر اللجنة صلاح الأمين (المعروف بانتمائه للهلال) عن أن الإيقاف سيبدأ من يوم 11 فبراير، أي من تاريخ صدور القرار المنقوض بأمر لجنة الاستئنافات ضد بكري! * إيقاف المدينة لم يبدأ في 11 فبراير، بل بدأ في 27 ديسمبر المنصرم، عقب تخلفه عن السفر مع بعثة المنتخب إلى تونس مباشرة! * ذلك يعني أن العقوبة تمتد فعلياً ستة أشهر وليس أربعة، وأن اللجنة (أكلت) بكري في شهرين كاملين. * حتى في القضايا الجنائية تحتسب فترة الاعتقال التحفظي ضمن عقوبة السجن الصادرة ضد أي مدان! * خطورة الحكم الصادر ضد بكري تكمن في تجاوزه للقوانين الدولية المنظمة لاستدعاء اللاعبين للمنتخبات، وفِي صدوره بلا سند قانوني محلي، لأن لجنة الانضباط التي عاقبته فعلت ذلك (كيري)، إذ أن الاتحاد لم يصدر اللائحة التي تنظم وتحكم أعمالها حتى اللحظة! * التبرير الذي ساقه شداد ليدعم به عقوبة بكري لم يستند إلى أي نص من اللائحة الدولية، بقدر ما استند إلى ونسة زعم شداد أنها جمعته مع رئيس الفيفا السابق جوزيف بلاتر، ليس هناك من يدعمها في لائحة أوضاع اللاعبين الصادرة من الاتحاد الدولي. * ادعى شداد أن اللائحة الدولية المنظمة لإطلاق سراح اللاعبين للمنتخبات لا تسري إلا على اللاعبين الذين يلعبون خارج بلدانهم، من دون أن يورد أي نص يدعم به ذلك الادعاء الأخرق. * أصدر الفيفا تعميماً لكل اتحاداته في 11 مارس 2015، شرح في موجهات وضوابط إطلاق سراح اللاعبين للمنتخبات الوطنية، وكتب فيه ما يلي: * If representative teams exceptionally play matches outside an international window established in the international match calendar, clubs are not obligated to release their registered players for these The possible release of players for these matches is to be determined between the clubs and the member associations. * الترجمة المختصرة تفيد أن الأندية ليست ملزمة بإطلاق سراح لاعبيها للمنتخبات التي تلعب مباريات دولية استثنائية خارج الفترة المحددة للروزنامة الدولية، وأن إطلاق اللاعبين لتلك المشاركات يتم تحديده بالتنسيق بين الأندية والاتحادات. * في ذات التعميم أكد الفيفا أن الروزنامة الدولية تم وضعها لتوفير إطار يوازن بين مصالح الاتحادات القارية والوطنية والأندية وروابط الدوري واللاعبين، وقد تم لفت انتباه الفيفا لحالات تتعلق بعدم التقيد بالشروط واللوائح ذات الصلة، وتحديداً في ما يختص بتعيين مواعيد المباريات واستدعاء اللاعبين للمباريات الملعوبة خارج الروزنامة، (عليه يأمل الاتحاد الدولي التزامكم بالشروط واللوائح المعنية بما يحافظ على فعالية الإطار المذكور). * التعميم المذكور حمل عنوان (الالتزام بشروط الروزنامة الدولية للمباريات في الفترة من سبتمبر 2014 وحتى يوليو 2018)! * تابعنا جميعاً كيف رفضت الأندية المصرية إطلاق سراح لاعبيها للمنتخب، للمشاركة في بطولة الشان بالمغرب، برغم رجاءات هاني أبو ريدة لها، بل إن موقفها امتد لرفض إطلاق سراح لاعبي الفئات السنية، لأن البطولة المذكورة ليست مدرجة في روزنامة الفيفا! * اضطر الاتحاد المصري للانسحاب عن البطولة، مع أن رئيسه عضو في اللجنة التنفيذية للفيفا، ولم يستخدم العنتريات التي مارسها شداد مع بكري، ولم يوقف أي لاعب اختاره المنتخب، ولم يعاقب أي ناد رفض إطلاق سراح لاعبيه لأنه يعرف القانون الذي ينظم عملية الاستدعاء لمثل هذه المشاركات، ويحترمه خلافاً لرئيس الاتحاد السوداني المغرم بالعنتريات. * إذا استمر الوضع الحالي، وتواصلت حالة الاحتقان الناتجة عن توالي العقوبات الظالمة ضد أكبر أندية السودان فسيصبح الموسم في كف عفريت! آخر الحقائق * الاتحاد تحول إلى ما يشبه محكمة للنظام العام. * كل يوم عقوبات وإيقافات مع أن كل اللجان المساعدة تعمل بلا لوائح. * لا أدل على ذلك من أن لجنة الانضباط أجازت اللائحة المقترحة لها توطئة لتحويلها إلى اللجنة القانونية والمجلس لإجازتها. * أجيزت في نفس الاجتماع الذي عوقب فيه بكري. * ذلك يمثل اعترافاً صريحاً بأن اللجنة تعمل حالياً كيري، بلا لائحة!! * أنا متأكد أن اللائحة المقترحة لم تتضمن الحد الأدنى من المتطلبات المفروضة من الفيفا! * سيحدث ذلك مع أننا نبهنا اللجنة إلى أن الفيفا يطلب تضمين 104 مادة من لائحته الخاصة بالانضباط في أي لائحة وطنية. * لائحة المسابقات تحوي عقوبات، والعقاب في النظام الأساسي حصري على اللجان العدلية المستقلة. * لوحت لجنة المسابقات بمقاضاة الزميلين مأمون أبو شيبة ومعاوية الجاك لأنهما يهاجمان الاتحاد. * هل تمتلك اللجنة تلك السلطة؟ * لماذا لم يشمل التهديد فاطمة الصادق التي وصفت الفاتح باني (بكيس الجوافة) عدة مرات؟ * ولماذا لم يشمل صحافي هلالي شتم الاتحاد ورئيسه بعبارات يعف اللسان عن ذكرها؟ * ولِم لم يشمل رئيس الهلال الذي أمتن على الاتحاد وهدده بالإزالة، واتهم أحد الحكام بالرشوة في التلفزيون؟ * ألأنه دعم مجموعة النهضة مادياً وقدم لها مئات الملايين كي تتمكن من الفوز بالانتخابات؟ * لماذا لم يوقف الاتحاد لاعب الهلال بوي خارجياً مثلما فعل مع بكري المدينة؟ * لماذا لم يمنعوه من اللعب مع فريقه في توغو مع أن الاعتداء على الحكم يندرج ضمن (المخالفات الجسيمة) التي يمكن أن توسع نطاق المخالفة لتسري على المستوى القاري؟ * من لم يخالف القانون أوقف محلياً وقارياً. * ومن تجاوزه بمخالفة جسيمة رفعوا عنه الإيقاف وسمحوا له باللعب محلياً وقارياً. * اللجنة رفعت الإيقاف المؤقت عن بوي إلى حين مقابلته للجنة الانضباط!! * وعندما تعلق الأمر ببكري تم إيقافه إلى حين مقابلة اللجنة. * لماذا أعفوا بوي من الإيقاف المؤقت؟ * على رأسه ريشة؟ * حالة الاحتقان الحالية بين المريخ والاتحاد سببها غياب التوازن عن تركيبة المجلس واللجان المساعدة. * لجان تضم أعضاء في المجلس الاستشاري لنادي الهلال، ماذا نتوقع منها؟ * أمس رفض الاتحاد سداد رسوم شكوى كاس وطلب من مجموعة النهضة دفعها إذا شاءت. * فعل ذلك مع أن الدعوى مرفوعة من قبل الاتحاد السوداني ضد الفيفا!! * في اتحاد سوداني غيرك؟؟ * تم دفن القضية رسميا، وأصبح بمقدور المتضررين من موقف شداد رفع قضيتهم إلى الفيفا مباشرةً. * آخر خبر: لجنة الأخلاقيات نفر!!