في حفظ الله ورعايته تغادرنا اليوم الى القاهرة بعثة الفريق الاول لكرة القدم بنادي الهلال، لملاقاة الزمالك المصري السبت المقبل في الجولة الثانية لمباريات المجموعة الاولى بدوري ابطال افريقيا. تغادر البعثة وتحفها دعوات الملايين من محبي الهلال وعشاقه،ويحدوهم الامل بان يحقق سيد البلد النتيجة المرجوة ويعود من هناك بنقاط المباراة الثلاثة. وكما قلنا أمس في هذه المساحة، فان خسارة الزمالك من فيتا كلوب الكنغولي في كنشاسا ستصعب من مهمة الهلال، لأن اي نتيجة غير الفوز لابناء ميت عقبة ستعني تبدد آمالهم في المنافسة. لذلك فان الوضع سيكون صعبا، والمسؤولية ستتعاظم على المدرب واللاعبين، رغم تواضع مستوى الفريق المصري، لان النتائج كما نعلم لا تحسم دائما في الملاعب الخضراء. نجح الهلال في تجاوزمطب استقالة المدرب التونسي نصرالدين النابي قبل بداية مرحلة المجموعات بايام قليلة ، ووفق البديل كامبوس في قيادة الفريق امام مازمبي وفاز بهدف. ركز البرازيلي كامبوس على الجوانب المعنوية، امام الغربان، وشحن اللاعبين بدفعات كبيرة مكنتهم من تقديم كل ما عندهم رغم انه فقد اهم لاعبين (بشة ومساوي) خلال المباراة. كان كامبوس ذكيا، وهويلعب في تلك المباراة بالطريقة التي اعتاد عليها اللاعبون،2:4:4، فضرب بها عصفورين بحجر واحد، الاول انتزع به كل ما لدى اللاعبين، والثاني حقق به الفوز وكسب رضا الجمهور. لا نشك في قدرة البرازيلي على ادارة مباراة القاهرة بالصورة المطلوبة،أوالعمل على تحقيق افضل النتائج، لكننا نخشى عليه من مكر ودهاء الفراعنة خارج الملعب. في 2007 سافرت الى القاهرة لحضور مباراة الهلال والاهلي في الجولة الاولى من دوري المجموعات،واثناء دخولي الفندق ،في يوم المباراة وجدت رئيس الهلال وقتها صلاح ادريس منفعلا مع مدير الفندق. لما سالت عن السبب علمت انه اي الارباب كان قد وجه ادارة الفندق بان يتناول لاعبو الهلال وجبة الغداء في ذلك اليوم مع نزلاء الفندق،في البوفيه العام. لكنه فوجئ حين عودته من (مشوار) بان ادارة الفندق خصصت بوفيه للاعبي الهلال، وآخر لنزلاء الفندق،فجن جنونه،واعتقد ان هذا التخصيص تم عن عمد. ثار الارباب في وجه مدير الفندق، وكاد ان يحول الفريق الى فندق آخر، بسبب هذا التصرف، وتوعد باتخاذ اجراءات قاسية اذا حدث اي مكروه للاعبين اثناء المباراة. توجس الارباب من ذلك التصرف، وخشي من عواقبه ، لكن الامور سارت على ما يرام، وقدم اللاعبون مباراة كبيرة وكادوا يخرجوا بالتعادل لولا ان حكم المباراة انحاز لاصحاب الارض في آخر خمس دقائق ومنحهم هدفين اوانطة. لذلك ينبغي على رئيس البعثة الاخ محمد حمزة الكوارتي والجهاز الاداري المرافق للفريق ان يهتموا بادق التفاصيل منذ الوصول الى القاهرة وحتى المغادرة، لان كل شئ يمكن ان يكون واردا. الوجبات ينبغي ان تكون في مواعيدها وتحت اشراف الجهاز الطبي، والملاعب التي سيتدرب عليها الفريق يجب ان تخضع للفحص الدقيق قبل دفع اللاعبين اليها. مباراة القاهرة ستكون مباراة حياة او موت بالنسبة للزملكاوية، وقد وضح ذلك من خلال تصريحات احمد حسام ميدو الذي رهن استمراره بتدريب الفريق بنتيجة مباراة الهلال. ونفس هذا الشعور "يجب ان ننتصر باي ثمن"لمسناه ايضا في تصريحات رئيس النادي مرتضى منصور، واعضاء الجهازين الاداري والفني وعدد من اللاعبين في اغلب وسائل الاعلام المصرية. تبقى مباراة القاهرة هي مسؤولية الادارة، قبل ان تكون معركة لاعبين. آخر الكلام يراهن البرازيلي كامبوس على مواطنه اللاعب سيرجيو (35) عاما،بعد ان وقع قبل ايام للهلال بترشيح منه،على دعم الفريقالازرق في مشواره الافريقي. ونحن بدورنا نتمنى ان تصدق رؤية المدرب كامبوس في اللاعب وان يستفيد من امكاناته وخبراته ويسخرها لمصلحة الفريق الذي يحتاج فعلا للاعبين اصحاب خبرة. نقول ذلك رغم ان تجربة اللاعبين البرازيليين مع الهلال لم تكن موفقة، وخصوصا في البطولات الخارجية، وقد شابتها الكثير من السلبيات التي نامل ان تختفي مع قدوم سيرجيو ومواطنه الشاب فالديسي. نجاح الثنائي سيرجيو وفالديسي ان تحقق مع الازرق سيحسب بالطبع للمدرب كامبوس، لكنهما ان اخفقا ولم يقدما المرجو منهما، سيكون حسابه عسيرا مع جماهير الهلال. ليس من الحكمة، او المنطق ان تنعقد عمومية الهلال في هذا التوقيت لاختيار ادارة جديدة ،مهما كانت المبررات، لان التغيير قد يضر بمسيرة الفريق في البطولة الافريقية. نحن مع اهلية وديمقراطية الحركة الرياضية، ومن المؤمنين بمبادئها، لكننا سنقف ضدها ان كانت ستضر بمصلحة الهلال، او ستتسبب في عرقلة فريقه. وعلى الوزارة الولائية ان تراعي الظروف التي يمر بها الفريق الازرق، وينبغي عليها ان تتجاوب مع رغبات الاغلبية المنادية بتاجيل الانتخابات الى وقت لاحق. ونرى ان انسب وقت لقيام الانتخابات هو بعد نهاية الجولة الثالثة لمباريات المجموعة الاولى ، اي بعد مباراة فيتا كلوب في الخرطوم، يوم 7 يونيو لان المنافسة ستتوقف ثلاثة اشهر، قبل ان تستانف في سبتمبر المقبل. قيام الانتخابات في هذه الايام لن يجلب بطولة، او يرسم بسمة. وداعية : ديمقراطية شنو مع السخانة دي. هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته