* يبدو أن قراءتنا للسيناريو الغريب والمعيب الذي يرغب د. شداد في فرضه على مجتمع المريخ أصبح واقعاً خطيراً، يضع كل أهل المريخ أمام أخطر تحدٍ في التاريخ القريب للنادي الكبير. * الأخبار التي رشحت من الاتحاد تفيد أن رئيسه طرح ثلاثة خيارات لحل أزمة المريخ، ينحصر أولها في تكوين لجنة تسيير مشتركة تجمع بين المجلس المحلول ولجنة ود الشيخ، والثاني تكوين لجنتين تتولى الأولى إدارة دولاب العمل في النادي، وتعمل الثانية على توفيق أوضاع النادي بتعديل النظام الأساسي، والثالث تكوين لجنة تسيير مستقلة من خارج المجموعتين! * خلاصة ما يحدث الآن يشير إلى أن شداد يريد بسط هيمنته على المريخ، ويرغب في التحكم في مصيره مشهراً سيف الفيفا، بعد أن مارس ما يشبه التواطؤ عندما رفض توضيح الأمر للفيفا، وأبى أن يفند مزاعم المجلس المحلول الذي زعم أن الحكومة تدخلت في شئونه كطرف ثالث بلا وجه حق، ولم يقر بأن أعضاء المجلس ترشحوا في الوزارة، ودفعوا رسوماً للوزارة، وسمحوا لها بالإشراف على الجمعية العمومية التي انتخبتهم، بل طالبوا الوزير أن يعين لهم أعضاء في المجلس! * لو فعلوا ذلك، أو لو تكرم اتحاد شداد بشرح القضية كاملة للفيفا، وأكد له أن المريخ لم يوفق أوضاعه بعد، وأن النظام الأساسي للاتحاد منح النادي مهلة تمتد حتى منتصف سبتمبر المقبل، وأن وضعه الحالي يمكن الوزارة من مواصلة الإشراف الإداري عليه لاختلف رد الفيفا بكل تأكيد. * لم يفعل شداد ذلك عمداً، لتمام علمه بأن الفيفا لا يهضم تدخل السلطات في الشئون الكروية بسهولة، ومن الواضح أن سعى لاستغلال ذلك الوضع كي يحقق مراده ويفرض هيمنته على النادي، سعياً لفرض قريبه في لجنة التسيير المشتركة التي يريد تكوينها لإدارة النادي الكبير. * المريخ ليس نادياً لكرة القدم كي يسيطر عليه اتحاد الكرة ويحدد مصيره منفرداً. * المريخ لديه فرق مناشط تتبع لاتحادات أخرى، فلماذا لا يحدد مصيره اتحاد السلة أو اتحاد السباحة أو اتحاد الملاكمة أو اتحاد الشطرنج؟ * مساعي شداد لاستغلال ورقة الفيفا لفرض حل منفرد سيقوده لصدام عنيف مع مجتمع المريخ أولاً، ومع السلطة ممثلة في حكومة ولاية الخرطوم ثانياً. * أهل المريخ لن يقبلوا مجلساً يكونه شداد ويتحكم في اختيار أعضائه اتحاد بادر بإظهار العداء للمريخ وبالغ في استهدافه منذ الشهر الأول، وضرب الرقم القياسي في عدد العقوبات الموقعة على المريخ في أشهر معدودات. * أوقف جمال سالم بعد مباراة القمة، وانتزع ثلاث نقاط من المريخ في قضية باسكال (بعد نهاية الموسم)، وعاقب جماهير المريخ بصرامة وتساهل مع جماهير الهلال التي رفعت صورة هتلر ووصفت المريخاب باليهود، وغرم المريخ 40 ألف جنيه ثم حول جماهيره إلى لجنة الانضباط، بعد أن أوقف أن أوقف بكري المدينة ستة أشهر وحرم المريخ من إشراكه في البطولة الإفريقية بلا وجه حق، مع تمام علمه بمدى حاجة الفريق لخدماته. * اتحاد تعامل مع المريخ وكأنه ناد أجنبي، وتفنن في معاقبته وإيذائه ليس مؤهلاً لتحديد هوية من يديرون المريخ. * لو كان رئيس الاتحاد راغباً في منع تدخل الفيفا لخاطبه ووضح له الحقائق وشرح له تفاصيل القضية بالكامل، لكنه وكما وضح من سير الأحداث راغب وساعٍ إلى إثارة حفيظة الفيفا كي يستغل تدخله في تحقيق مراده في المريخ. * أخطر ما في القضية أن الفيفا أمهل الاتحاد حتى يوم 25 الجاري لإيجاد حل لأزمة المريخ في قضية ما زالت معروضة أمام القضاء الذي سيستمر في نظرها حتى يوم 26 على أقل تقدير. * إذا حكمت المحكمة لصالح قرار الوزير، فسيدخل اتحاد شداد في مواجهة مع السلطة والقضاء على حد السواء! * علماً أن القرار الصادر من المحكمة الإدارية ليس نهائياً، وسيكون بمقدور الطرف الخاسر أن يطعن فيه إلى محكمة الاستئناف والمحكمة العليا. * ماذا سيفعل شداد إذا انصاع أهل المريخ لرغباته وسمحوا له بتكوين لجنة لإدارة النادي ثم أصدرت المحكمة قراراً لصالح المجلس المحلول أو لجنة التسيير؟ * ماذا سيحدث وقتها للجنة الشدادية؟ وماذا سيكون مصيرها؟ * من المؤسف أن تبلغ رغبة شداد في نصرة قريبه درجة وضع الكرة السودانية أمام خطر التجميد من جديد! * إذا استمر السيناريو الحالي سيحدد الفيفا مهلة للحكومة السودانية كي تلغي قرار اليسع، مثلما فعلت مع قرار وكيل وزارة العدل (برغم اختلاف الحيثيات)، وإذا لم يحدث ذلك فسيتم تجميد نشاط الاتحاد السوداني لكرة القدم إلى حين إلغاء قرار الوزير، فهل يمتلك شداد الاستعداد الكافي لسداد تلك الفاتورة الضخمة الخطيرة ثمناً لمجاملة قريبه الذي سجل أعلى معدلات الفشل في إدارة المريخ؟ * وهل سيكافئ الحكومة التي أتت به باتهامها ضمنياً بالتدخل في شئون كرة القدم مع تمام علمه بأنها لم تفعل ذلك وأن الوزير تدخل بموجب قانون سارٍ ومسنود بنص واضح في النظام الأساسي الجديد للمريخ؟ آخر الحقائق * أي لجنة يفرضها الاتحاد ستكون منبوذة من مجتمع المريخ ولن يعترف بها أحد. * نتوقع أن لا تسمح لها جماهير المريخ بدخول النادي والإستاد. * التجميد أهون على المريخاب من تحكم اتحاد شداد * في ناديهم. * في العام الماضي تضرر المريخ من التجميد الذي تسبب في إقصاء الفريق من دوري الأبطال. * دي سنةً ما عندنا فيها نفقة.. بعد أن ساهم الاتحاد في إضعاف المريخ وإقصائه من البطولة الإفريقية بحرمانه من مجهود أفضل مهاجميه. * جمدوا فوق عديلكم، فالمريخ لن يدفع الثمن منفرداً هذه المرة! * الغريب في الأمر أن شداد تحدث مع الزميل سامر العمرابي بحضور عدد من الشهود مؤكداً شرعية تدخل الوزير لتكوين لجنة التسيير، لأن مجلس قريش تم انتخابه بإشراف الوزارة وتم ترشيح أعضائه في المفوضية التابعة للوزارة بعد أن قبلوا بأن يدفعوا رسوماً لها. * ذكر ذلك الحديث بعظمة لسانه وعلى رؤوس الأشهاد، قبل أن يغير رأيه ويعود لمساندة مجلس قريبه منكراً شرعية لجنة ود الشيخ!! * ألم أقل لكم أننا أمام نسخة جديدة من دكتور شداد، لا علاقة بها بالنسخة المعلومة لدينا؟ * نسخة معدلة وموغلة في التناقض. * نسخة تتنكر لتاريخ طويل قوامه النزاهة والمصداقية وعدم المجاملة والبعد عن شخصنة القضايا. * من أتى لرئاسة الاتحاد بدعم الدولة والمؤتمر الوطني ينكر شرعية تدخل الدولة وأحد وزراء المؤتمر الوطني في الشأن المريخي مع تمام علمه بأن التدخل الأخير مشروع ومسنود بالقانون والنظام الأساسي لاتحاده. * إذا خضع ود الشيخ لرغبة شداد برغم تنكر الأخير له فسينال سخط كل مجتمع المريخ. * علماً أن تردد ود الشيخ وعدم قدرته على السيطرة على النادي بعد تعيينه فتح الباب واسعاً أمام تدخل شداد. * القرار للمحكمة فقط وليس لاتحاد تخصص في ملاحقة المريخ بعقوبات غير مسبوقة في تاريخ الكرة السودانية. * وضع شداد اتحاده في مأزق كبير بتدخله السالب في قضية المريخ. * ماذا سيفعل إذا حكمت المحكمة لصالح الوزير والتسيير؟ * هل سيرفض الحكم ويدخل في مواجهة مع الحكومة والقضاء ويجمد نشاط المريخ؟ * إلغاء قرار الوزير لن يتم إلا بأمر القضاء. * إذا حكمت المحكمة للوزير فستدخل الكرة السودانية نفق التجميد من جديد. * وذلك سيحدث بأمر شداد هذه المرة. * بمقدور رئيس الاتحاد أن يخرج نفسه واتحاده من تلك الورطة بمخاطبة الفيفا وشرح تفاصيل القضية له وتأكيد أن النظام الأساسي للاتحاد يمنح الأندية مهلة حتى سبتمبر المقبل لتوفيق الأوضاع وأن تدخل الوزير شرعي بأمر النظام الأساسي والقانون. * عليه أن يفعل ذلك قبل يوم 25! * بخلاف ذلك عليه أن يجهز نفسه لتحمل عواقب صمته عن ذكر الحقيقة وإصراره على مجاملة فرد على حساب الكرة السودانية كلها. * التجميد أهون لدينا من تحكم اتحاد القوة الجبرية في المريخ. * آخر خبر: الرهيفة التنقد يا حميدتي ويا شداد.