زاملت جيل العمالقة في الأحمر.. وثنائيتي في شباك الهلال مازالت في الذاكرة أجمل أهدافي في شباك ليبردس الكيني.. ومررت بأصعب المواقف عندما التحقت بالمريخ لأول مرة
عمر الجندي طارق بشير جاديكا، نجم المريخ السابق وأحد نجومه في العصر الذهبي، قدم مستويات رائعة في تلك الفترة، التقته الصدى في حوار رمضاني ليجتر ذكرياته على الملاعب الخضراء وحكى تجربته في الانتقال من المريخ إلى الهلال حيث كان هذا الأمر صعباً للغاية في ذلك الحين لافتاً إلى أن جماهير الهلال كانت لا تقبل أبداً بلاعب ارتدى شعار المريخ والعكس صحيح وتحدث جاديكا في عدد من الأمور المهمة تتابعونها عبر السطور التالي. في البدء ذكر الكابتن طارق بشير (جاديكا) بأنه غادر السودان منذ العام 2006 وعاد بعد 12 عاماً وهو يعمل حالياً في المملكة العربية السعودية أكاديمية A.C.D بالرياض جوار نادي الخطوط السعودية وهو عبارة عن أكاديمية تُعنى بتسويق اللاعبين دولياً ومحلياً. ومعه في مجال العمل من اللاعبين الريح مصطفى (كاريكا) وعادل العوني ونجم الدين أبوحشيش وعبد العظيم كروم. وهم نخبة ممتازة من الخامات السودانية التي أثرت الساحات الخضراء فناً وطرباً ولم يستفد السودان من خبراتهم في شيء. وأبان جاديكا بأنه لعب للمريخ لمدة 6 مواسم تعتبر من أجمل وأزهى سنوات عمره الكروي وهو يفتخر بها تماماً وقال: لقد زاملت لاعبين عمالقة بحق وحقيقة على رأسهم الأسطورة حامد بريمة، والمرحوم رمانة الكرة السودانية سامي عز الدين وأسامة سكسك، وعيسى صباح الخير وسانتو رفاعة وزيكو، وأسامة أم دوم ورمضان حبني، كاكوم، ابراهومة وخالد أحمد المطصفى، وإدوارد جلدو ونميري أحمد سعيد وحاتم محمد أحمد وحمد الجريف ومحمد خليفة وطارق أبو القاسم وقائمة يطول حصرها إلا أن هؤلاء اللاعبين كانوا ملء السمع والبصر في نادي المريخ وهم خيرة الشباب أداءً داخل الملعب وخلقاً خارج الملعب. أما عن قصة انتقاله إلى المريخ فقد قال: كنت ألعب في فريق مريخ الحصاحيصا وأنهينا الموسم بصدارة الدوري وكان الهلال العاصمي في جولة إقليمية استعداداً لبطولة دوري أبطال أفريقيا وتم إحضاري من أجل اللعب أمام الهلال العاصمي بإستاد الحصاحيصا وجاء الهلال بكامل نجومه، إلا أننا قدمنا أفضل عرض وتفوقنا على الهلال وهزمناه بأربعة أهداف كانت حدثاً ومثار تعليق كل الأوساط الرياضية في حينها وقد أحرزت فيها هدفين ونال دقل وبرهان الهدفين الأخيرين. تلك المباراة كانت بداية شهرتي وكانت المفاوضات في موسم التسجيلات ولقد سافرة إلى نيجيريا بدعوة من المريخ بواسطة قطب المريخ الطيب محمد عثمان الطيب وبعد العودة قررت الذهاب إلى مسقط رأسي ود السيد، وتفاجأت بوصول إدارة الهلال بقيادة بابكر بخيت وخضر الكجم وفوزي المرضي وعرضوا على التوقيع للهلال وعدت للخرطوم وتم تسفيري إلى سوريا في مخبأ أعده السفير سليمان محمد سليمان وكانت سوريا مقر معسكر الهلال ووجدت هنالك الراحل المقيم والي الدين محمد عبد الله وأنس النور. المهم بعد العودة وفي مطار الخرطوم تم إجراء العديد من المقابلات الصحفية ولم أستقر على وضع إلا بعد أن وجدت نفسي في عربة تسجيلات المريخ وبعد مطاردة عنيفة استقر بي المقام في منزل الراحل المقيم فيصل محمد عبد الله وتم تغيير الأمكنة عدة مرات حتى لحظات التوقيع في كشوفات المريخ. وأتذكر أنه في ذلك اليوم كان الإستاد مكتظاً بالجمهور ووقع معي في نفس اليوم كل من أسامة أم دوم ورمضان حبني وعبد المنعم كاكوم والراحل المقيم عبد العظيم الدش. أجمل الأهداف من أجمل أهداف اللاعب طارق جاديكا طوال مسيرته الرياضية تحدث عنه بنفسه وقال: كانت المباراة أمام فريق ليبردس الكيني ومن كرة معكوسة من زميلي خالد أحمد المصطفى عالجتها فيرست تايم على الطائر في سقف المرمى هدفاً متقدم للمريخ وهو من الأهداف العالقة بذهني كثيراً لحلاوته وطريقة تنفيذه. وأيضاً في مباراتنا أمام فريق أم دوم الذي كان يضم العديد من المواهب الكروية لم أشارك منذ البداية وكان الجهاز الفني طلب مني الاستعداد للشوط الثاني بحجة أني لاعب جديد في المريخ ولابد من أن تكون مشاركتي بالتدرج وبالفعل شاركت في الشوط الثاني واستطعت أن أحرز هدف السبق ونال سانتو الهدف الثاني وذلك في أول مشاركة لي بشعار المريخ. وكذلك في منافسات كأس السودان وأنا بشعار المريخ الحصاحيصا في مباراة ضد الهلال انتهت بالتعادل بهدف لكل أحرزت الهدف الأول لمريخ الحصاحيصا ونال وليم هدف التعادل لهلال في الدقائق الأخيرة. وكذلك هدف بشعار المريخ العاصمي أحرزت هدف التعادل في شباك الرشيد فيصل من تمريرة زميلي كافي، مما يعني أني كنت متعوداً على هز شباك الهلال في أي مباراة أشارك فيها ضده. وسط العمالقة بعد توقيعي في كشوفات نادي المريخ والفريق يعسكر في فندق القرين فيلدج دخلت وأنا أرتجف أمام حامد بريمة وباكمبا وزيكو وسانتو وجمعيهم لاعبين لهم وزنهم وثقلهم الكروي، إلا أنهم أخذوا بيدي واعتبروني منذ اليوم الأول بأنني منهم وأزالوا عني هاجس الخوف وأدخلوا الطمأنينة إلى نفسي وكانوا خير معين ومتعاونين معي طوال مسيرتي الكروية. اللعب للقمة صعب تحدث طارق جاديكا عن اللعب لناديي القمة وقال: اللعب في القمة صعب في ذلك الوقت بل صعب جداً والدخول إلى التشكيلة يعتبر من سابع المستحيلات إلا أن يصاب لاعب تلعب في نفس وظيفته أو يتم إيقافه بالكروت لأن من يلعب في خانة لا يفرط فيها أبداً، وكان على كل لاعب بذل المزيد من الجهد حتى تحافظ على مكانك في التشكيلة، حالياً لو قلنا بأن بكري المدينة من المريخ ومدثر كاريكا من الهلال هما الأفضل ففي ذلك الزمن لا يمكنهم المشاركة في ظل وجود عدد كبير من اللاعبين الأكفاء أصحاب المهارة والكاريزما الجماهيرية والجماهير لا تقبل بأي لاعب حتى وإن حاول الجهاز الفني تجريبه على سبيل المثال، لأن الجمهور كان يمثل حائط صد عن اللاعبين الموهوبين والذين يحب أن يراهم داخل الملعب. قصة اللاعب يوهانس تحدث طارق بشير (جاديكا) عن اللاعب الفلتة يوهانس والمواقف العصيبة التي حدثت معه في فترة تواجده في فندق هو وزميله أسامة أم دوم في كشوفات المريخ الأفريقي وقال: كنا أنا وزميلي أسامة أم دوم نسكن في فندق القرين فلديج ونواصل التدريبات بصورة مستمرة وصادف أن حل اللاعب الراحل يوهانس بنفس الفندق وكنا نخرج صباحاً إلى التدريب مع المريخ نرتدي الزي الأحمر وكان يوهانس يتضايق كثيراً من ذلك اللون، ووصل الأمر أن اتصلت إدارة الفندق بإدارة المريخ بضرورة إخلاء الثنائي من الفندق إلا أن القائمين على الأمر أوضحوا بأن الأمر بسبب لا يستحق كل هذه الضجة وفعلاً بعد مدة خرجنا من الفندق وبعد شهر توفي اللاعب يوهانس مما يدل على أنه لا علاقة لوفاته باللون الأحمر بل هي حالة نفسية أصابته. شطب باكمبا تحدث اللاعب جاديكا عن شطب زميله اللاعب بابكر الحلو باكمبا وقال: بعد إيقافنا وزميلي باكمبا ونميري أحمد سعيد ودخول الهلال في الخط تم الاجتماع بنا، وحضر مجلس المريخ بكامل هيئته وأذكر بأن الاجتماع كان معلناً في الصحف وحضرت أعداد غفيرة من الجماهير المريخية وبداية الاجتماع تحدث أعضاء المجلس بأنهم قرروا إعادة تسجيلنا في الكشوفات ويريدون سماع آرائنا فقال باكمبا سأعيد تسجيلي ولكن اتركوا حكاية ود النادي ويجب تقييمي بأفضل ما يكون وتمت الموافقة على شرطه الأول، وواصل باكمبا هنالك لاعبين تم تسجيلهم للمريخ لا يعرفون حتى (الون – تو) وهم يسار قورماهيا وعبد العزيز قاقرين من سنار وشروط من نيالا يجب شطبهم وهنا تدخل الفاتح المقبول وقال له هذه أشياء فنية لا علاقة للاعبين بها. أما أنا فكان حديثي منصباً نحو خلافي مع عبد الصمد محمد عثمان ويجب حله فتمت الموافقة. \\\\\\\\\\\\\ الاهتمام بالمراحل السنية تحدث الكابتن طارق بشير جاديكا عن ضرورة الاهتمام بالمراحل السنية حتى نلحق بركب الأندية والمنتخبات المتقدمة لأن هذه الطريقة الصحيحة لبناء الفرق للمراحل السنية وأضاف: انظروا إلى المملكة العربية السعودية التي كنا نعلمهم كرة القدم حالياً هم في كأس العالم للمرة الخامسة لأنهم يهتمون بالنشء من عمر ثماني سنوات و11 ثم 13 ف15 وحتى 18 عاماً، لهذا يجب علينا أن نعمل بكل جد من أجل إيجاد خامات صغيرة في السن تتم رعايتها والاهتمام بها للنهوض بكرة القدم في بلادنا الحبيبية، إذا لم يحدث هذا الشيء سنظل محلك سر حتى لو جلبنا كبار المحترفين لأنهم لن يلعبوا للمنتخب. ثانياً انعدام المواهب في السودان له تأثير كبير في تراجع الكرة السودانية لذلك علينا أن نهتم بتنمية المهارات التي يمكن اكتسابها في سن مبكرة إذا أردنا التقدم إلى الأمام.