□ تتجه أنظار عشّاق الكرة في مختلف أرجاء الكرة الأرضية صوب (الإستاد الأولمبي) بالعاصمة الأوكرانية (كييف)، الإستاد الذي تم افتتاحه في العام (1948) وتم تجديده في العام (2012) إبان نهائيات الأمم الأوروبية بسعة مقاعد تصل إلى (70050) مقعداً بكلفة بلغت نصف مليار دولار. □ هذا المسرح الأوكراني الجميل سيحتضن نهائي دوري أبطال أوروبا بين (ليفربول الإنجليزي) و (ريال مدريد الإسباني) كأجمل ختام للموسم الكروي الأوروبي قبل الدخول إلى معمعة (نهائيات كأس العالم) بعد أقل من شهر من الآن. □ عندما بدأت مباريات دوري أبطال أوروبا صبّت جميع التوقعات والتكهنات نحو أندية أخرى تمتلك المميزات الفنية التي تؤهلها للوصول إلى كييف وفي مقدمتها برشلونة الإسباني ومانشستر سيتي الإنجليزي وباريس سان جيرمان الفرنسي ولكن هي كرة القدم وجنونها ومتغيراتها المثيرة التي تخالف التوقعات. □ ريال مدريد الإسباني بتباين نتائجه في الليغا وتباين مستوياته في دوري أبطال أوروبا لم يكن مرشحاً على الورق ووفقاً لتلك المستويات ولكنها الكاريزما في نهاية المطاف بعيداً عن مضغ علكة التحكيم المملة فالريال يملك شخصية الفريق البطل مهما كان مؤشّره الفني متدنياً. □ ليفربول بجل مشاكله الدفاعية وخروج البرازيلي كوتينهو من القوة الهجومية الضاربة للريدز جعل أقصى معدلات طموح جماهير الآنفيلد رود هو العبور من مرحلة المجموعات أو الحصول على إحدى المراكز المؤهلة لدوري الأبطال في البطولة المحلية. □ وكما يقول المثل الشهير (رب ضارة نافعة) كان خروج كوتينهو بمثابة وقود الإصرار للنادي الأحمر للوصول إلى مراحل متقدمة في البطولة الأوروبية وكان سبباً مباشراً في تحرر الثلاثي الناري (صلاح – ماني – فيرمينيو) من اختزال قوة ليفربول في كوتينهو فقط. □ كما زاد من قوة الوسط الدفاعية كون الألماني كلوب كان يعتمد على الرباعي مجتمعاً في عدد من المباريات مما يقلّص من الأسلوب الدفاعي للنادي الأحمر بسبب النزعة الهجومية التي تميز الرباعي. □ مواجهة ستلعب على الأخطاء في المقام الأول والأخطاء المذكورة تتمركز حول ظهيري الفريقين وتحديداً مركز (الظهير الأيمن). □ في ليفربول رغم أن الشاب ارنولد قدّم مباراة كبيرة أمام مانشستر سيتي وحبس أنفاس الألماني الخطير ساني إلا أنه يعتبر ثغرة دفاعية كبيرة جداً بسرحانه في الكثير من المواقف كان آخرها أمام روما وهذه المرة سيكون مواجهاً بمد هجومي خطير يتمثّل في البرازيلي (مارسيلو) مع دعم مباشر من مودريتش أو أسينسيو إن بدأ المواجهة. □ ولكن ربما تقلّصت إمدادات مارسيلو الهجومية كون المتواجد هذه المرة أمام البرازيلي هو الماسة المصرية (محمد صلاح) الذي سيحد كثيراً من طلعات مارسيلو لأن أي مساحة سيتركها مارسيلو ستضعه في موقف صعب لحظة الارتداد الهجومي للريدز المتميّز بالسرعة في هذه المواقف. □ أما كارفاخال فهو الآخر سيكون في رحلة من المعاناة أمام الثنائي الأسكتلندي روبنسون والسنغالي ماني والأخير لاعب يجيد التحرّك خلف المساحات ويصنع العديد من الكرات بالتحرّك المذكور. □ فحتى مشاركة كارفاخال مازال يكتنفها الغموض بسبب الإصابة وزيدان لا يثق في قدرات المغربي المتخصص في الخانة المذكورة أشرف حكيمي ويقوم بتوليف (لوكاس فاسكيز) في مركز الظهير الأيمن. □ خطا الوسط سيكونان بمثابة الورقة الرابحة للفريقين في كيفية الاستحواذ على منطقة المناورة وإن كان ريال مدريد الأفضل في ذلك الجانب ولكن في المقابل تتحوّل طريقة ليفربول في الكثير من الأحيان من 4-3-3 إلى 4-5-1 بعودة فيرمينو وماني لأداء الأدوار الدفاعية وترك صلاح للاستفادة من الهجمات المرتدة. □ من سينجح في تضييق المساحات على خصمه سيظفر بالكأس أبو أذنين لأن جميع مفاتيح الانتصار في الفريقين رونالدو ايسكو مارسيلو صلاح ماني فيرمينو تعتمد في المقام الأول على المساحة الخالية. □ لعنة النهائيات وسطوة النهائيات زيدان وصل مع الريال إلى (سبعة) نهائيات فاز بها جميعها منها دوري الأبطال في النسختين الماضيتين. □ بينما وصل كلوب (لست) نهائيات في مختلف المسابقات (أربعة مع بروسيا دورتموند) وإثنين مع ليفربول حقق خلالها الفوز في (ثلاث) نهائيات كانت جميعها مع ناديه السابق بروسيا بينما لم يظفر مع ليفربول بأي نهائي بعد أن خسر نهائي الكابيتال أمام السيتي ونهائي الدوري الأوروبي أمام إشبيلية. □ النهائي (السادس عشر) للفريق الملكي و (الثامن) لليفربول فالأول حقق اللقب (12) مرة بينما توج ليفربول بالبطولة (خمس) مرات فهل تكون الثالثة عشر للفريق الملكي أم السادسة لليفربول والإجابة ستكون بعد إطلاق صافرة النهاية بكييف. □ حاجة أخيرة كده :: بالتوفيق لليفربول.