* لم نجد مبرراً لحالة الترقب التي صاحبت اجتماع اللجنة القانونية للاتحاد، ولا للأخبار التي تناثرت بلا هدى ليدعي ناشروها أن اللجنة ستحسم الأزمة المريخية بقرار نهائي. * اللجنة المذكورة استشارية الطابع، لا تمتلك سلطة إصدار أي قرار، وعملها ينحصر في تقديم الدعم القانوني والاستشارات لمجلس إدارة الاتحاد ليس إلا، مثلما فعلت أول مرة حول المذكرة التي رفعها مجلس المريخ المحلول للاتحاد، احتجاجاً على قرار حله بأمر الوزير اليسع صديق. * يومها أوصت اللجنة مجلس إدارة الاتحاد بعدم اعتماد قرار الحل، وعدم التعامل مع المجلس المنتخب، وحاول شداد إيجاد حل وفاقي بين المجلس ولجنة التسيير، ووضع ثلاثة مقترحات على طاولة لجنة ود الشيخ، فرفضتها كلها، فرفض الاتحاد التعامل معها بأمر شداد نفسه، المنحاز لقريبه محمد جعفر قريش، الذي ترشح لمنصب النائب الأول للاتحاد، واضطر إلى الانسحاب بعد أن فشل شداد في فرضه على أمانة الشباب في المؤتمر الوطني، على حساب اللواء شرطة الدكتور عامر عبد الرحمن. * وصل تمسك أمانة الشباب بعامر درجة التلويح بالتخلي عن شداد وتقديم مرشح بديل له، ليضطر شداد إلى التخلي عن قريش عبر سيناريو فطير وسيناريو مضحك، طلب فيه أن يتم تقديم طلب سحب قريش بواسطة عدد من كبار المريخ! * نعود لاجتماع الأمس ونذكر أن بعض الأخبار أكدت أن شداد وجه بعدم مشاركة عضو اللجنة مدثر خيري في الاجتماع، بسبب تدخلاته المستمرة في الشأن المريخي، وانحيازه السافر لأحد طرفي النزاع، لكن ود خيري شارك في الاجتماع بأمر رئيس اللجنة بروف محمد جلال. * مدثر خيري ليس مؤهلاً لنيل عضوية اللجنة أصلاً، لأنه ليس قانونياً ولا يمتلك أي خبرات نوعية في العمل الرياضي، إذ تنحصر خبراته الرياضية في العمل كمدير تنفيذي لنادي المريخ لفترة قصيرة، وتم إبعاده بسبب ضعف الأداء، وتدخله المستمر في الأزمة المريخية الحالية برغم تمتعه بعضوية اللجنة القانونية للاتحاد يدل على أنه لا يدري حدود تكليفه، ويشير إلى أنه غير مؤهل للاستمرار في اللجنة. * قد يقول قائل إن رئيس اللجنة البروف محمد جلال نفسه غير قانوني، ونرد عليهم بأن جلال يترأس اللجنة بحكم موقعه كنائب لرئيس الاتحاد، وقد نص النظام الأساسي للاتحاد على إسناد قيادة اللجان المساعدة لأعضاء المجلس، ما خلا اللجان العدلية التي تعمل باستقلالية تامة عن المجلس. * فشلت اللجنة القانونية في إصدار توصية بخصوص أزمة المريخ، وفضلت أن تنفض يدها عنها لتحيلها إلى المجلس الذي سيجتمع بعد غدٍ السبت، وفعلها يطعن في كفاءتها، ويدل على عجزها عن أداء مهامها، يستوجب إجراء تعديل شامل في تكوينها، كي تتمكن من توفير الدعم القانوني للاتحاد. * شخصياً وصلت إلى تلك القناعة بعد نهاية الاجتماع الذي انحازت فيه اللجنة للمجلس المحلول، لأنها أنكرت ثوابت أقر بها رئيس الاتحاد نفسه في التعميم الذي نشرناه بالأمس. * بحسب خطاب شداد فإن الاتحاد غير مخول بالتدخل في أمور الأندية التي لم توفق أوضاعها، ولا يمتلك سلطة الإشراف على انتخاباتها إلا بصفة مراقب، ولو فعل ذلك وتدخل سيُصبِح طرفاً ثالثاً كما أشار رئيس الاتحاد. * وقتها اعتبرت لجنة بروف جلال الوزير والمفوضية الولائية طرفاً ثالثاً، مع أن الاتحاد ممثلاً في رئيسه أقر باستمرار إشراف المفوضية على الأندية التي لم توفق أوضاعها، مثلما أقر بسريان القوانين الرياضية الولائية على الرغم من تضاربها مع القانون الاتحادي الجديد، وأشار إلى الوضع الحالي ينبغي أن تتم معالجته قبل نهاية الفترة التي حددها النظام الأساسي الجديد لتوفيق الأوضاع. * صادفت توصية اللجنة هوىً في نفس شداد، فأقرها وتعامل بموجبها، رغبةً منه في مساندة قريبه محمد جعفر قريش. * حالياً اختلفت المعطيات، وتغيرت الملابسات بصدور قرار جديد من الوزير الولائي، انبنى في الأساس على تقرير من المفوضية التي أقر شداد بأحقيتها في الإشراف على الأندية، تبعاً لوجود إشارة مباشرة لها في النظام الأساسي الحالي لنادي المريخ. * رمت اللجنة القانونية بالكرة في ملعب المجلس، المطالَب بإثبات حقيقة أنه لا يتعامل مع الأهواء الشخصية، والمدعو لتقديم المصلحة العامة للكرة السودانية على الأمزجة الشخصية والانتماءات الضيقة. * المريخ يمثل أحد أكبر وأهم أعمدة الرياضة السودانية، ومجلس إدارة الاتحاد مطالب، بل وملزم بحماية المريخ من التدهور، وبإنقاذه من حالة الانهيار التي حدثت له في الشهور الماضية، وبمساعدته على تجاوز محنته، بعد أن تفكك مجلسه وعجز عن أداء مهامه تماماً. * لو فعل ذلك سيحظى باحترام ملايين المنتمين للمريخ وباحترام الرياضيين كافة، وسيضمن عودة المارد الأحمر لموقعه الريادي في قمة الكرة السودانية. * وإذا لم يفعل، وفضل مواصلة الانحياز لأربعة أفراد خامسهم حبيسهم، فسيصبح المسئول الأول عن أي خراب إضافي يحيق بالنادي في الفترة المقبلة، سيما وأن المريخ عوقب فعلياً بأمر الفيفا وتم حرمانه من ضم أي لاعب في فترة الانتقالات المقبلة، وإذا استمر وضعه على ما هو عليه فستتوالى عليه العقوبات الدولية، لأن المجلس الحالي فشل في تنفيذ الحكم الصادر ضده لمصلحة المدرب الفرنسي غارزيتو وابنه، مثلما فشل في تنفيذ الحكم الصادر لمصلحة النيجيري جابسون، والإيفواري باسكال. * انحياز مجلس إدارة الاتحاد لمجلس مفكك ومنهار فقد نصابه فعلياً سيعني تدمير شامل للمريخ، ويعني وضع النادي الأحمر في فوهة عقوبات الفيفا، وهي لا ترحم، وقد تقذف بالمريخ إلى الدرجة الأولى أو تتسبب في تجميد نشاطه أو شطبه نهائياً. * نقول لأعضاء المجلس إذا أردتم للكرة السودانية أن تفقد أكبر وأعرق أنديتها فسايروا شداد في مجاملاته الشخصية لقريبة قريش، وتحملوا المسئولية التاريخية أمام ملايين المنتمين لكيان المريخ. آخر الحقائق * يبدو أن المجلس المحلول تلقى إفادة مسبقة بأن اللجنة القانونية لن ترفع توصيتها في اجتماع الأمس، وأنها ستطلب مستندات إضافية من الطرفين. * الدليل على صحة تلك المعلومة أن أحد موظفي المكتب التنفيذي للمريخ ظل يبحث عن محاضر اجتماعات المجلس قبل انتهاء اجتماع الأمس. * كان المستهدف بالبحث محضر الاجتماع الذي قبل فيه المجلس استقالات الثلاثي المكون من طارق المعتصم وأحمد مختار وعمر محمد عبد الله! * أي محاولة لتعديل المحضر المذكور ستشكل مخالفة جنائية ستقود صاحبها إلى المحكمة. * وإذا صحت معلومة التسريب فستصم اللجنة بالتواطؤ مع المجلس المحلول. * وستدل على انحيازها له. * علماً أن الانحياز ثبت فعلياً بالتوصية السابقة. * مخاطبة اللجنة للمفوضية لمعرفة مسوغات قرار الحل إجراء غريب وغير مبرر. * اللجنة القانونية ليست مخولة بمراجعة القرارات الوزارية. * هي معنية فقط بتحديد ما إذا كان الوزير يمتلك سلطة على مجلس المريخ المحلول أم لا! * أجاب شداد على ذلك السؤال فعلياً بالتعميم الذي أرسله للاتحادات المحلية وأندية الممتاز في شهر نوفمبر الماضي. * سماح رئيس اللجنة البروف محمد جلال لعضو له علاقة وطيدة بالمجلس المحلول يؤكد أنه ليس محايداً ولا يقف على مسافة واحدة من الطرفين. * هذا الفعل لا يشبه رجلاً في قامة البروف محمد جلال. * هل يعقل أن يشارك ود خيري في صياغة المذكرات للمجلس المحلول، ثم يشارك في اجتماعات اللجنة القانونية التي تنظر ذات المذكرات؟ * أي مسخرة هده وأي ازدراء لقواعد العدالة؟ * ترى هل كنا مخطئين عندما اتهمنا بعض أعضاء الاتحاد الحالي بأنهم يستهدفون المريخ ويسعون إلى تدميره؟ * لو قبلنا المنطق الغريب الذي طالب فيه الطاهر هواري بإلزام لجنة التسيير السابقة بسداد مستحقات الإيفواري باسكال لأنها أَتت به، فسنطالب اللجنة التي عمل هواري عضواً فيها بسداد الديون الخاصة بصحيفة المريخ. * عاودت الصحيفة صدورها في عهد لجنة ونسي وعمل هواري مديراً لها وأورثت النادي ديوناً قيمتها مئات الملايين!! * حتى لجنة التسيير التي قادها الوالي ورثت ديوناً بالمليارات من لجنة هواري المنكر لمبدأ المسئولية التعاقبية. * بل إن ديون لجنة هواري تخطت لجنة الوالي للمجلس الحالي! * وأبرزها شيكات إعادة تسجيل علي جعفر وراجي ومصعب، وعشرات الشيكات الطائرة، وقيمتها بالمليارات!! * ومنها ما هو بالدولار، مثل مستحقات كوفي الذي فعل ذات ما فعله باسكال وشكا المريخ إلى الفيفا. * بمنطق هواري (الاتسبب في الديون يدفعها)! * كشكشوا جيوبكم وادفعوا ديونكم يا سيد هواري! * لم نستغرب عدول قريش عن استقالته. * لو لم يفعل ذلك لما كان قريش الذي نعرفه. * إداري فاشل لا هم له سوى البحث عن المناصب. * نرجح أن يكون عدوله عن استقالة سرت فعلياً محاولة إبرام حل توافقي يحفظ به موقعه حال ضم ضم المجلس المحلول ولجنة ود الشيخ للجنة تسيير جديدة. * السيناريو المذكور مرفوض تماماً من جماهير المريخ. * المحزن أن زيكو لحق به ولحس الاستقالة أيضاً. * استدرك خالد أحمد المصطفى وضعه في آخر لحظة واختار زيكو أن يدمر ما تبقى من تاريخه في المريخ. * التاريخ لن يرحم كل من ساهموا في تدمير المريخ في هذا العهد الكئيب. * لن ينسى لهم أنهم قبلوا للمريخ العظيم أن يدار من داخل سجن كوبر بأمر حبيس يخضع للمحاكمة في قضايا تمس الشرف والأمانة. * بدأت جماهير الزعيم التحرك لإنهاء المهزلة ونتوقع لحراكها أن يستمر. * لا مجال للحلول الوسطية في النزاع الحالي. * آخر خبر: إما أن يكون المريخ أو لا يكون.