يبدأ اليوم المنعطف الحقيقي لمباريات كأس العالم عندما ينطلق الدور نصف النهائي بمواجهتين من العيار الثقيل الأولى في الخامسة مساءً بتوقيت (مكه) بين فرنسا الأنيقه والأورجواي المحارب وعند التاسعة مساءً سنكون على موعد مع المتعة بين البرازيل بنسقها الهجومي المميز وبلجيكا بمنظومتها الجماعية المخيفة. □ منعطف حقيقي رغم أنني على يقين بأن أي مباراة في كأس العالم تعتبر منعطفاً لأي منتخب لأنهم خلاصة (32) منتخباً من أصل (211) من جميع دول العالم المنضوية تحت لواء الفيفا. □ حديثنا اليوم يتعلّق بمنتخب يحظى بأجمل دوريات العالم ومن المنطقي أن يكون منتخب الدوري المذكور هو الأميز ولكن على النقيض تماماً فإن منتخب الأسود الثلاثة ظل يعاني خلال البطولات القارّية على مر السنين ولم يظفر في تاريخه سوى ببطولة عالمية وحيدة هي كأس العالم عام (1966) في النسخة التي استضافها. □ إنجلترا إن لم تحقق كأس العالم 2018 فمتى ستحققه يا ترى؟ فكل الظروف سارت كما يشتهي رفقاء كين ونجح تخطيطهم الذكي عندما تنازلوا عن صدارة المجموعة بالهزيمة بالبدلاء أمام بلجيكا في مواجهة حسم صدارة المجموعة. □ الإنجليز كانوا يعلمون جيّداً أن المسار الآخر مخيف جداً فرنسا الأورجواي الأرجنتين البرتغالالبرازيلالمكسيك فاختاروا صعوبة مواجهة كولومبيا عسى ولعل، وبالفعل نجحوا في تجاوز هذا الفريق (العكليته) عن طريق ركلات الترجيح بعد أن فرطوا في تقدمهم في آخر الدقائق. □ لو تابعنا مسيرة الإنجليز في المونديال في العام (1950) خروج من مرحلة المجموعات أمام إسبانيا وتشيلي والولايات المتحدة، 1954 خروج من الدور ربع النهائي أمام (الأورجواي)، (1958) مغادرة من دور المجموعات أمام البرازيل والاتحاد السوفيتي والنمسا، (1962) خروج أمام البرازيل من الدور ربع النهائي. □ (1970) خروج من الدور ربع النهائي أمام (ألمانيا الغربية)، (1982) خروج من مرحلة المجموعات أمام إسبانيا وألمانيا الغربية، (1986) خروج من الدور ربع النهائي أمام (الأرجنتين)، (1990) خروج من الدور نصف النهائي أمام (ألمانيا الغربية)، (1998) خروج من الدور ثمن النهائي أمام (الأرجنتين)، (2002) خروج من الدور ربع النهائي أمام (البرازيل)، (2006) خروج من الدور ربع النهائي أمام (البرتغال). □ (2010) خروج من ثمن النهائي أمام (ألمانيا)، (2014) تذيل مجموعتها التي ضمت إلى جوارها كلاً من إيطاليا وكوستاريكا والأورجواي. □ عقدة الإنجليز منذ مونديال (1950) وحتى (2014) تمثّلت في منتخبات الأورجواي وألمانيا الغربية وألمانياوإيطالياوالبرازيل والأرجنتين والبرتغال وإسبانيا ومسار الإنجليز في (2018) وحتى النهائي يخلو من تلك المنتخبات. □ هولنداوإيطاليا غادروا منذ التصفيات ألمانيا من مرحلة المجموعات والأرجنتين والبرتغال وإسبانيا من الدور ثمن النهائي والبرازيلوفرنسا خارج مسار الإنجليز حتى النهائي فما الذي يمنع إنجلترا من العبور للمبارة النهائية؟ □ طريق إنجلترا مفروش بالورود حتى النهائي والفرصة لا تأتي مرتين رغم طموحات السويد وعنفوان روسيا وتميّز كرواتيا إلا أن الإنجليز يملكون أيضاً دوافع أقوى ولديهم منتخب محترم. □ هاري كين قاطرة الهجوم وبجواره ستيرلنج ووسط قوي بقيادة هندرسون ولينجارد وآشلي يونج وديلي الي وتريبير الجناح المميز ودفاع مميز بقيادة ستونز ووالكر وماجوير العملاق. □ لم يقبلوا سوى (أربعة) أهداف خلال (أربع) مباريات وأحزوا (تسعة) أهداف هذا في النهائيات الحالية أما في التصفيات فلم تستقبل شباكهم سوى (ثلاثة) أهداف خلال (عشر) مباريات وأحرزوا في المقابل (18) هدفاً وهذا إن دل إنما يدل على التميّز الدفاعي لمنتخب الأسود الثلاثة. □ السويدي (اريكسون) المدير الفني الأسبق للمنتخب الإنجليزي ذكر مراراً وتكراراً بأن عدم وجود فترة توقف (شتوية) في بطولة الدوري الإنجليزي على غرار ما يحدث في ألمانياوفرنساوإيطالياوألمانيا تصيب اللاعبين الإنجليز بالإجهاد لذلك يعاني الإنجليز دوماً في بطولتي كأس العالم وكأس أوروبا. □ جميع لاعبي المنتخب الإنجليزي يلعبون (بإنجلترا) وهنا السؤال المهم لماذا لا يحترف اللاعب الإنجليزي خارج دياره؟ □ الخوف من التجربة الفاشلة في الاحتراف خصوصاً أن أسماء مثل (ستان كوليمور وجوناثان وودغيت وجيرمن بينانت ومايكل اوين وغاري لينكر وقبلهم جاسكوين وبيكهام وبول انس ودافيد بلات وتريفور فرانسيس) لعبوا خارج إنجلترا وصاحبت تجربتهم الفشل وعدم تقديم العرض الذي يرضي الطموحات. □ لذلك فضّل غالبية النجوم البقاء في إنجلترا بسبب الأجواء وإثارة البريمر ليج والأرقام الخرافية التي باتت السمة الأساسية لتعاقدات الإنجليز. □ عموماً إنجلترا الآن أمام فرصة لن تتكرر قريباً خروج الكبار والمسار الآمن الآن يبدأ من مواجهة السويد ومن ثم مقابلة الفائز من مباراة روسياوكرواتيا وبعدها فليأتي من يأتي في نهائي الخامس عشر من يوليو على إستاد (اولمبيسكس كومبليكس لوزنيكي). □ حاجة أخيرة كده :: مريخ التحانيس !!!