لم تكن النتيجة التي خرج بها الهلال مفاجأة لعشاقه لأن المستوى الذي قدّمه الأزرق خلال المباراة كان كفيلاً بأن يُخرجه خاسراً وليس متعادلاً بهدفين لكل أمام فريق منظّم ومنضبط تكتيكياً (يونياو دو سونجو) الموزمبيقي. □ الفائدة الوحيدة التي خرج بها الهلال أمس الأول هي انتهاء مباراة نهضة بركان المغربي والمصري البورسعيدي بالتعادل السلبي لأن فوز أي منهما كان سيمهّد لخروج الأزرق مبكراً ولكن عقب التعادل المذكور فإن الأمور مازالت بيد الفرقة الهلالية ولكن المهمة أشبه بالمستحيلة. □ مستحيلة لأن الهلال بلا قائد ولا انسجام ولا أية لمسة فنية بل حتى مدرجاته أصبحت غريبة للغاية وليست بتلك الشراسة التشجيعية باستثناء الجهة الشمالية (موقع الالتراس). □ هلال شاحب وغريب قدّم مباراة مملة جداً وغير جاذبة ولا تستحق حتى عناء متابعتها لمدة تسعين دقيقة والسبب بالتأكيد منهج كروي ضعيف بالسودان وفكر إداري فقير بالهلال. □ تمريرات خاطئة غياب الضغط على الخصم أطراف مقصوصة هجوم معزول تماماً خط وسط سلحفائي. □ تقدّم بهدفين نظيفين وكان بالإمكان إغلاق المنافذ والتكتل لأن المباراة تأتي عقب فترة توقف طويلة وغالبية اللاعبين بعيدين تماماً عن الجاهزية البدنية. □ ولكن للأسف الشديد لم يتعامل لاعبو الخبرة في الهلال ولا مدربهم بعقلانية مع المواجهة وواصلوا مجاراة الفريق الموزمبيقي الأفضل بدنياً وفنيّاً حتى فرطوا في فوز سهل جداً وقنعوا بتعادل مرير. □ لاحظوا أن المباراة تعتبر المباراة الثالثة في مجموعات الكونفدرالية ومع ذلك حوت تشكيلة الهلال (ستة) لاعبين يلعبون لأول مرة أفريقياً ومع بعضهم البعض وهم الحارس (يونس الطيّب – محمد المعتصم – حسين افول – هارونا – سيرجيو – توماس أوليموانجو) وجهاز فني حديث عهد بالفريق. □ لا يعقل أن تنتظر من توليفة مماثلة ووضعية فنية مشابهة أية نتيجة إيجابية ويكفي أن الفريق الأزرق خاض بالأمس ثالث مباراة رسمية له بعد مواجهة ود هاشم سنار في الكأس ومريخ الفاشر في الممتاز منذ تاريخ (3-6-2018) بمعنى أن الفريق خلال شهر ونصف لم يؤد سوى (مباراتين رسميتين) فقط رغم الانقلاب الفني في توليفته وجهازه الفني. □ أما خصمه خلال نفس الفترة المشار إليها أدى (ست) مباريات ببطولة الدوري الموزمبيقي الممتاز ولم تشهد توليفته الكثير من التغييرات فتفوّق بدنياً وتكتيكياً على الهلال. □ حداثة مدرّب الهلال جعلته يغامر بعناصر بعيدة عن الخبرة الأفريقية ويعتمد على أسماء مازال أمامها الكثير لانصهارها مع المجموعة فالتجريب في المباريات الأفريقية (محظور) لأن الخطأ لا يمكن تعويضه خصوصاً عندما يكون داخل أرضك وبين جماهيرك. □ يمكن أن نهضم فلسفة السنغالي (لامين ندياي) إن كانت إدارة الهلال من نوعية إدارات التخطيط الاستراتيجي وقتها يمكننا أن نقول إن السنغالي يمهّد لتطبيق سياسة مستقبلية باعتماده على خطة ثلاثية (ثلاثة مواسم من العمل). □ ولكن نهج الإدارة الهلالي بات يعتمد على فقه (ملء الأكياس وخوائها) ويبدو أن السنغالي في طريقه للحاق بأكياس من سبقوه لأن الوضع الإداري بالفرقة الزرقاء مؤسف للحد البعيد ويعكس مدى تراجع الفكر الكروي بالسودان. □ نفس الأسماء المحترفة الحالية بمدربها السنغالي ستجدها عقب أشهر قليلة خارج الجوهرة الزرقاء لأن تعاقدات الهلال أصبحت تعتمد على (الكم) وليس (النوع) وبناء الفرق وسياسة الإحلال والإبدال لا تتم بهذا النهج المعوج. □ عقب نتيجة أمس الأول أصبح الهلال في المركز (الثالث) برصيد نقطتين فقط وللمفارقة الغريبة أن كلاهما أي (النقطتين) حصل عليهما الفريق من إستاده ويبدو أن هيبة (المقبرة) تلاشت في حضرة (الجوهرة الزرقاء). □ يتصدّر المجموعة حالياً فريق نهضة بركان المغربي برصيد (7) نقاط، ثم المصري البورسعيدي برصيد (5) نقاط، والهلال ثالثاً بنقطتين وأخيراً سونجو برصيد (نقطة) وحيدة نالها من الجوهرة الزرقاء أضاء بها طريق الآمال من جديد. □ فرصة الهلال للعبور لدور الثمانية باتت ضعيفة للغاية لأنه سيؤدي مباراتين خارج أرضه أمام الفريق الموزمبيقي والمصري لبورسعيدي ويستضيف بينهما فريق نهضة بركان المغربي وبالمستوى الذي قدمه أمام سونجو ربما قاده لأن يكون (حصّالة) المجموعة. □ نكرر من جديد مازلنا بعيدين كل البعد عن تحقيق إنجاز قاري لأن كل شيء يسير بالاتجاه الخاطئ فلا تحلموا بعالم سعيد واكتفوا بفرح الانتصارات المحلية. حاجة أخيرة كده :: شخصية الفريق البطل !! هل يوجد فريق أصلاً ليمتلك الشخصية؟