* لعلي أظلم المريخ وأظلم التاريخ إذا زعمت أن مسيرة المريخ كانت خالية من الشوائب والسلبيات والتي أثرت بشكل أو بآخر على روح الترابط والإخاء التي اشتهر بها المريخ على مر الأجيال والأزمان.. * والتي أوشكت في بعض الأحيان أن تحيل مجتمع المريخ إلى جحيم لا يطاق.. الخلاف موجود في المريخ (ولكن اختلاف الرأي فينا دائماً يجعل المريخ أقوى) لم تكن أبداً مياه المريخ عذبة في كل الأوقات ولم تكن أبداً رياحه تأتي بما تشتهي السفن.. * لقد بدأ الاختلاف منذ التأسيس عندما اجتمع كل أبناء المريخ في منزل عبدالسيد فرح وشرح عبد السيد فكرته مقترحاً تغيير اسم المسالمة.. وجاءت سيدة فرح تحمل أقداح الشاي وقالت لهم: (ما تسموه المريخ).. وسرى الاسم السحري بين الجميع فوافقوا على الفور ولكن (فتح الله بشارة) كان له رأي آخر وهو بالمناسبة من أسس الهلال مع آدم رجب عام 1930).. مريخابي زعلان وأول من أرسى أدب الخلاف في المريخ * نعم اختلف أهل المريخ ولكنهم كانوا يؤمنون بمقولة الأديب الأريب حاج حسن عثمان علاقة المريخي بأخيه المريخي كعلاقة الرحم.. اختلفوا يوم جاءهم طلعت فريد بفكرة انضمام بعض لاعبي المريخ للهلال بحجة تقويته حتى يصبح في المستوى الذي يؤهله لمنافسة المريخ.. ولكنه أصر وانضم للهلال مع فهمي سليمان.. * ولعل أشهر الخلافات المريخية يوم جاء لاعب الهلال (حسن أبو العائلة) للديار الحمراء فأعلن البعض ترحيبهم بمقدمه منهم حاج التوم وحاج مزمل واعترض محمد سعيد بيومي ومحمد عثمان صالح وقالوا على رؤوس الأشهاد: (إذا دخل أبو العائلة من هذا الباب فسنخرج من الباب الآخر) وانتصر المؤيدون وأصبح أبو العائلة أقوى سكرتير يمر على تاريخ المريخ. * خلافات أبو العائلة وعديله الأستاذ حسن محمد عبدالله كانت من أقوى الانقسامات ووصلت إلى مجلس الإدارة وخاض المريخ الانتخابات عام 67 بجناحين لأول مرة وأفرزت جراحات عميقة في نفوس أبناء المريخ. * وجاءت فترة الثمانينيات تحمل بذور كيانات مريخية في شكل تنظيمات مناوئة لمجالس الإدارات مثل تنظيم (الصحوة) خالد حسن عباس وحجوج سيد الاسم والفاتح المقبول والراحل فيصل محمد عبدالله. * وأسس نادر حسن إبراهيم مالك تنظيم النهضة بينما أطلق البعض على رجال المريخ المرابطين بالنادي (جماعة المسطبة)، وأطلقوا على مجموعة عصام الحاج مجموعة (البركة). * ولعل أشهر خلاف في المريخ كان في عام 2000 والمريخ يستعد لعقد جمعيته العمومية وكان في مسألة العضوية وكيفية تسديد رسومها فظهرت بوادر الأزمة حيث أن بعض أعضاء مجلس الإدارة كانت لهم ديون على النادي فكان رأيهم أن يتنازلوا عنها مقابل تسديد اشتراكات بعض الأعضاء المعسرين وعرفت تلك الأزمة (بتسديد الاشتراكات من المديونية). * إبان رئاسة الرئيس المحبوب جمال الوالي قاد محمد جعفر قريش والمحامي خالد سيد أحمد معارضة ضده وأسموا تنظيمهم (بالتحالف المريخي) تحت شعار المريخ يحكم بالأفكار وليس بالمال. تبدلت المراكز وفاز التحالف على مقاعد مجلس الإدارة بعد تحالفهم مع مجموعة سوداكال وذلك بعد أن رفض جمال الوالي الاستمرار في قيادة دفة الحكم المريخي. * وسرعان ما أعلن المجلس حربه على الصحف الحمراء واتهمهم بمولاة جمال الوالي بل أن الأمين العام يومها طارق المعتصم صرح بملء فيهه بأن الإعلام الأحمر يعادي المجلس. * تبدلت المراكز مرة أخرى وقرر مجلس المريخ الاستغناء عن سوداكال وأعلن عن قيام جمعية عمومية لانتخاب رئيس جديد خلفاً لآدم سوداكال حينها تدخلت الدولة بطريقة ذكية وأدمجت مجلس المنتخب بلجنة تسسير بقيادة محمد الشيخ مدنى استطاعت أن تخرج المريخ من ورطة الفيفا وحللت الديون ولكن سرعان ما عادت حليمة إلى عادتها القديمة باستقالة أبو القانونين * يلاحظ دائماً أن كل خلافات المريخ بعيدة جداً عن فريق كرة القدم فقد كانت لجان الكرة دائماً تهيئ أجواءً مثالية للاعبين ودائماً ما تكون الانتصارات متواصلة والأداء دائماً ما يكون في غاية الروعة والجمال. * صغت هذه المقدمة لأؤكد بأن الاختلاف في المريخ موجود منذ التأسيس وهو ظاهرة صحية إذا تعاملنا معه بالحكمة والتروي والتشاور داخل البيت المريخي .. أكتب هذه السطور وأدعوكم للترحم على روح حكيم المريخ رئيس الرؤساء الراحل المقيم مهدي الفكي الذي افتقدناه.