□ أحاول دوماً أن أكتب خارج تأثير الصدمة ليس هروباً من الواقع وإنما كسباً لأكبر وقت من التفكير المتأني قبل الخوض في تفاصيل ما حدث لأن ما حدث أمر مرير دون شك بعد أن أصبحت طموحات الجماهير الحمراء فوق حاجز الدور التمهيدي أو دور ال 32 وإنما المجموعات والتقدّم في البطولة الافريقية. □ نعم، خروج المريخ من الدور التمهيدي يعتبر (كارثة) ونتيجة صادمة لعشاقه ولكن لو قمنا بطرح سؤال بسيط هل نحن نموذجيون في تخطيطنا الإداري الكروي حتى نتقدّم في البطولات القارّية ونقارع أندية الترجي والأهلي المصري ومازيمبي؟ □ هل وصلنا مرحلة الكمال الكروي حتى نصدم بهذه النتيجة الأليمة إن كانت الإجابة (نعم) فالخسارة أمام فايبرز الأوغندي كارثة ومصيبة وطامة وإن كانت الإجابة (لا) فالخروج من التمهيدي يعتبر أمر عادي لأننا محكومون (بالأمزجة) وليس بالتخطيط والاستراتيجيات. □ إذا كانت الإدارة مقصّرة كامل التقصير والمجلس في قمة فشله وحقوق اللاعبين معلّقة والجهاز الفني ضعيف والفريق بلا تعاقدات وبلا أجانب وحتى الأجنبي الوحيد المتواجد بصفوف المريخ (سومانا) بسبب تقصير المجلس لم يستفد منه المريخ في مواجهته الافريقية. □ إذا كانت كل تلك الأسباب مجتمعة فكان المنطقي والمقبول أن يخسر المريخ بأرضه أمام إتحاد الجزائر بثلاثية نظيفة أو رباعية قياساً على الأسباب أعلاها. □ ولكن عندما نقول ما يحدث خاضع تماماً (لأمزجة اللاعبين) في المقام الأول فنحن نعني ما نقول لأنه لا توجد أدنى مقارنة أو علاقة بين مستوى (إتحاد الجزائر) و (فايبرز الأوغندي) على الإطلاق. □ قدّم المريخ مباراة كبيرة جداً أمام (إتحاد الجزائر) وإنتصر عليه (بالأربعة) مع الرأفة والأخير يتصدّر الدوري الجزائري بفارق (سبع) نقاط عن أقرب منافسيه وصاحب أقوى خط هجوم بالدوري وشتان ما بين كرة شمال افريقيا وكرة شرق ووسط افريقيا. □ ونفس المريخ بذات اللاعبين قدّم مباراة باهتة جداً أمام فايبرز الأوغندي بأمدرمان وتعامل مع خصمه بتعالي كبير بسبب مباراة إتحاد الجزائر وأكمل سوءه بالخسارة بأوغندا في تأكيد واضح بأن لاعبو المريخ يلعبون (بمزاجية) ودون (مسؤولية) لأنهم وصلوا حد الإكتفاء من الدلال. □ لماذا نمنح تلك العناصر المليارات طالما أنها غير قادرة حتى على تجاوز فرق مثل تاون شيب البوتسواني وفايبرز الأوغندي؟ □ لماذا توهج اللاعب المريخي امام إتحاد الجزائر وخفت بريقه أمام المغمور فايبرز الأوغندي؟ أليست أمزجة وعدم مسؤولية؟. □ لو عدنا للوراء قليلاً (السنوات الخمس الأخيرة) وتابعنا حصيلة أندية شرق ووسط افريقيا سنجد أن تقدمها في البطولات الافريقية ظهر تحديداً عقب مضاعفة الإتحاد الافريقي للحوافز المالية وتحديداً خلال مرحلة المجموعات. □ في 2017 وصل سانت جورج الاثيوبي لمجموعات الأبطال، وفي 2018 وصل كمبالا سيتي الأوغندي لمجموعات الأبطال وتتواجد حالياً في مرحلة دور ال (32) أربعة أندية من منطقة سيكافا وهى (سيمبا التنزاني – جورماهيا الكيني – فيبرز الأوغندي – جيما ابا الاثيوبي). □ والرباعي حتى وإن غادر من مرحلة ال (32) في دوري الأبطال فهو يملك فرصة أخرى في دور الترضية ببطولة الكونفدرالية. □ والوصول المذكور لم يأت من فراغ وإنما نتيجة لطموح ودوافع ورغبة في المواصلة لأنهم يعلمون تماماً أن هدفهم ليس تحقيق البطولة وإنما حافز نصف المليون دولار عقب الوصول لمرحلة المجموعات. □ في مجموعات الكونفدرالية أيضاً وصل كمبالا سيتي لمجموعات الكونفدرالية في 2017، وفي 2018 وصل لمرحلة المجموعات كل من رايون سبورت الرواندي – الشباب التنزاني – جورماهيا الكيني. □ حتى على صعيد بطولة الدوري الممتاز منذ العام (2009) وحتى العام (2018) أي خلال (عشرة مواسم) حقق المريخ البطولة (ثلاث مرات فقط) خلال الأعوام (2011-2013-2015) وحددت المواسم من 2009 وحتى 2018 لأن مشاركة فريقين في الأبطال للأندية السودانية بدأت منذ العام (2009). □ وسيكولوجية اللاعب المريخي لا تأبه لتفوّق الند التقليدي الهلال عليهم في عدد التتويج ببطولة الممتاز لأنها تعلم جيّداً أن الفريق سيشارك في دوري أبطال افريقيا لا محالة لذلك لا يهتم كثيراً ببطولة الدوري وهو أمر أثبتته لغة الأرقام لأنه ليس من المنطق أن يختم الأحمر مشواره في الدوري خلال أحد المواسم (دون هزيمة) ولا يحقق اللقب .! □ انفضوا غبار الدلال عن لاعب المريخ أولاً وأشعلوا فيه مبدأ المسؤولية والحرص على تحقيق الفوز ومن ثم ابحثوا عن النتائج الإيجابية والتقدّم في البطولات القارّية. □ فمن اكتسحوا إتحاد الجزائر بالأربعة كان بمقدورهم إكتساح الأفاعي بالخمسة ولكنها المزاجية المقيتة ليس إلا. □ حاجة أخيرة كده :: رمضان عجب كارثة الظهير الأيمن !!