عقب انقضاء قرعة دوري أبطال افريقيا واتضاح مسار المريخ في البطولة منذ دورها التمهيدي وحتى مرحلة دور ال (16) أشفق الكثيرون على وجود عقبة (الترجي التونسي) في طريق المريخ رغم أن الفرقة الحمراء وقتها لم تبدأ بعد مشوارها في البطولة. * طالبنا يومها بعدم استعجال الأحداث وترك الحديث عن مواجهتي دور ال (32) و ال (16) عقب الفراغ من لقاء عزّام التنزاني في الدوري التمهيدي والتعامل مع ادوار البطولة (بالقطعة) دون الالتفات للخصم المتوقع خلال المرحلة التالية. * وبالفعل صب الجميع تركيزهم على لقاء عزّام التنزاني والذي خسر الأحمر ذهابه بهدفين نظيفين قبل ان ينتفض اياباً ويمزّق شباكه بثلاثية نظيفة بعد إستنفار جماهيري وإعداد نفسي للاعبي المريخ على أعلى مستوى. * تجاوز المريخ عزّام واستضاف كابو سكورب الأنجولي وتفوق عليه بهدفين نظيفين بأمدرمان وتشاءم البعض بأن تتكرر نتيجة إنتر كلوب في 2011 ويغادر المريخ بالترجيحية او بخسارة عريضة ولكن فتية المريخ الاشاوس استفادوا من ايجابيات الوصول لشباك الخصم بأرضه وخسروا بهدف لهدفين ليبلغوا المرحلة الحاسمة أمام الترجي التونسي. * العامل الأساسي لتجاوز المريخ للترجي يكمن في التحضير النفسي للفرنسي غارزيتو للاعبيه بعد أن أكّد على قدرتهم لتجاوز فريق باب سويقة وأطلق تصريحاته المدوية بأنه يملك لاعبين قادرين على العودة ببطاقة العبور من رادس وأن نجوم فريقه لا يقلون عن لاعبي الترجي في شيء. * خلال عامي 2007 و 2008 تعامل الألمانيان اوتوفيستر وكروجر بنفس المفاهيم وأخضعا لاعبيهم لجرعات معنوية مكثّفة بغرض إزالة الحاجز المعنوي أمام مواجهة الفرق الكبرى وزراعة الطموح لدى اللاعبين بضرورة بلوغ مراحل متقدمة من البطولة. * وبالفعل قدّم لاعبو الأحمر وقتها أجمل مواسمهم الأفريقية خلال الألفية الجديدة وبلغوا نهائي الكونفدرالية (2007) عبر بوابة صدارة المجموعة وكانوا قاب قوسين أو أدنى من تكرار الإنجاز في العام التالي (2008) لولا مهزلة تحكيم مباراة الأشانتي الغاني والنجم الساحلي وقتها والتي أطاحت بالمريخ بفارق (نقطة وحيدة). * مشكلتنا في الكرة السودانية (إدارة – لاعبين – جماهير – إعلام) هى التسليم (بعقدة الدونية) متى ما وضعتنا قرعة احدى البطولات في طريق الفرق الكبرى لأننا لا نثق في قدراتنا ولا نزرع الثقة في لاعبينا فأكثر المتفائلين من شعب القبيلة الحمراء لم يضع في الحسبان عبور الأحمر لعقبة الترجي (منذ لحظة إعلان مسار الفريق في البطولة). * وهو الهاجس الذي بدأ في التضاؤل عقب لقاء الذهاب بأمدرمان لذلك لا نجد ما يخيف لوقوع الأحمر في مجموعة (الكماشة الجزائرية) فوفاق سطيف وإتحاد العاصمة ومولودية شباب العلمة من الفرق التي وصلت لدور الثمانية وبالتالي فإن أي مواجهة خلال هذا الدور تعتبر (نهائي) سواء كانت ضد أندية الجزائر أو الفرق الأخرى. * البعض يتهيّب من تطبيق نظرية (التواطؤ) نسبة لتواجد ثلاثة أندية من دولة واحدة بمجموعة المريخ ولكن هذا التخوّف تسقطه حساسية التنافس الشديد بين الأندية الجزائرية فيما بينها فحتى قبل (أربع جولات) من نهاية الدوري الجزائري يتصدّر سطيف البطولة بفارق (4) نقاط عن إتحاد الجزائر و (7) نقاط عن مولودية شباب العلمة. * وهذا يعني أن تلك الفرق لن تخدم مصالح بعضها البعض بغرض الإطاحة بالمريخ وإنما (النقيض) بأن نتائجها ستخدم الأحمر كثيراً في بلوغ الدور نصف النهائي وهذا لا يعني اعتماد الأحمر بأي شكل كان على (هدايا الغير) وإنما لازالة التخوف بأن (التواطؤ) سيكون حاضراً لا محالة. * أضف إلى ذلك أن ترحال الأحمر سيقتصر على دولة واحدة مما يمنحه فرصة اقامة معسكره الإعدادي قبل بداية دور المجموعات بالجزائر. * حاجة أخيرة كده :: كيف يهيئ الإتحاد العام البيئة الصالحة لمشوار القمة الافريقي*