□ الكل خرج مبتهجاً وسعيداً.. الكل استمتع بديربي رائع ومثير أرضى طموحات الجماهير وأشبع شغفهم الكروي رغم توقيته المبكّر جداً والذي تعارض مع ساعات الدوام الرسمية لفئة لا تملك حظها من (عطلة السبت) إلا أن (محيط الرعب) الذي تم تجفيفه من قبل فارس نجد (بعاصفة صحراوية) امتلأ عن بكرة أبيه. □ الهلال والنصر -وقدمنا الأزرق لأنه صاحب الضيافة (فقط) وليس صاحب القدح المعلى على العالمي- الذي عاد من بعيد بريمونتادا قوية بعد أن تدارك جهازه الفني خطأ الحصة الأولى واستشعر لاعبوه عظم المسؤولية فخرجوا بتعادل بطعم العلقم لأن تحقيق الانتصار كان أقرب. □ استمتعنا بنقل استثنائي وإخراج متقدّم جداً وصورة بدقة عالية وكواليس ما قبل المباراة بساعتين وأرشيف أهداف مباريات النصر والهلال خلال ال 24 ساعة التي سبقت المباراة بقناة السعودية الرياضية وتحليل نموذجي وتقييم لأداء الحكم بتقنيات عالية. □ تغطية في كامل التألّق والإجادة والتميّز الإعلامي أضفت على ديربي العاصمة السعودية بعداً جمالياً آخر وأشعل إثارة المواجهة حتى قبل أن تبدأ بساعات. □ لم ينجح البرتغالي (المؤقت) هيلدر كريستافو مدرب النصر في وضع التوليفة المناسبة لمواجهة الهلال ومنح خصمه تفوقاً لا يسحقه في شوط اللعب الأول وهو يصر على إشراك اللاعب (عوض خميس) كظهير أيسر ويدفع بإبراهيم غالب كلاعب محور ويقحم البيروفي الكارثي راموس في مركز قلب الدفاع. □ مع العلم أن البرتغالي كان يملك خيارات أفضل بكثير من تلك العناصر التي ظلّت تمثّل ثغرة واضحة خلال مباريات النصر الأخيرة وتحديداً مباراتي المولودية والوحدة. □ فراموس البيروفي (30 عامًا) رغم تواجده في قائمة بيرو لكأس العالم إلا أنه شكّل عبئاً على دفاع النصر بسبب بطء الحركة وغياب الرقابة اللصيقة لمهاجم الهلال (جوميز) الذي وصل لشباك النصر مرتين بنفس الطريقة وبكرات سهلة للغاية. □ إشراك عبد الله مادو كان الخيار المثالي لهيلدر في ظل غياب عمر هوساوي وتحويل عوض خميس من مركز الظهير الأيسر إلى خط الوسط ليلعب أمام الدفاع وسحب غالب والدفع بحمد المنصور المتخصص في المركز المذكور كان سيختصر الكثير من الوقت على النصر. □ لم يكن الهلال بذات نموذجية الجولات الماضية واستفاد من الحالة المعنوية السيئة للاعبي النصر عقب الخروج من كأس زايد للأندية العربية والخسارة بالدوري من الوحدة فتقدّم مبكراً عند الدقيقة الثالثة عن طريق الفرنسي جوميز في ظل حالة من التوهان الدفاعي لدفاع النصر وغياب ردة الفعل السريعة من قبل الحارس وليد عبد الله. □ حاول النصر أن يدخل لأجواء المباراة من جديد وقاد عددًا من الهجمات على المرمى الأزرق وأهدر لاعبه عبد الرزاق حمدالله فرصة ذهبية في الدقيقة الثامنة من عرضية أحمد موسى حيث تكفّل مدافع الهلال من صد الأولى بينما وقف البرازيلي جوليانو لاعب وسط النصر حائلاً أمام التسديدة الثانية. □ في ظل الاندفاع النصراوي توغّل البريك من الجهة اليسرى للنصر وكالعادة لم يقم عوض خميس بواجبه الدفاعي على أكمل وجه وفضل الانزلاق أرضاً لقطع الكرة ولكنه فشل فصنع منها البريك هدف فريقه الثاني الذي أحرزه جوميز في الدقيقة 18. □ عقب الهدفين أهدر الشهراني فرصة قتل المباراة في الدقيقة 42 بعد أن وجد نفسه في مواجهة حارس النصر وليد عبد الله ولكنه أرسل الكرة بجوار القائم. □ فرصة الشهراني الضائعة كانت نقطة التحوّل في المباراة لأن لاعبي الهلال توشحوا بغرور اكتساح النصر في الحصّة الثانية بأقل مجهود ولكن البرتغالي هيلدر عدّل من أخطاء الشوط الأول وتفوّق في شوط المدربين. □ فبعد بداية شوط اللعب الثاني لاحظنا تقدّم لاعبي النصر للأمام للضغط على لاعبي الهلال وعدم إتاحة الفرصة لوسط الهلال للاستحواذ على الكرة بضغط عالي جداً من جوليانو وبيتروس ومرابط وعوض والغنام. □ ولكن النقطة الفنية الأهم هي حبس أظهرة الهلال (ياسر الشهراني ومحمد البريك) من التقدّم بتحويل نور الدين امرابط إلى الجهة اليمنى وأحمد موسى إلى الجهة اليسرى بلا قيود دفاعية وسحب غالب وإشراك يحيى الشهري. □ فنقطة التفوّق الهلالي الهجومية كانت تبدأ بالبريك والشهراني وهو ما اختفى تماماً خلال الحصّة الثانية لأن البرتغالي هيلدر استفاد من التفوّق البدني للاعبيه وألزم ظهيريه بعدم التقدّم وأداء دور الضغط المتقدّم على لاعبي الهلال. □ وبالفعل نجح النصر من إدراك التعادل في غضون (أربع دقائق) فقط عن طريق البرازيلي جوليانو والمغربي عبد الرزاق حمد الله بنفس الطريقة والأسلوب. □ عرضيتان نموذجيتان من المغربي امرابط ورأسيتان من الثنائي لتعود المباراة إلى نقطة الصفر من جديد. □ ولكن البرتغالي هيلدر عاد لممارسة دور مدربي الهواة، فالهلال بعد الهدفين ظهر مرتبكاً والإبقاء على رأس الحربة الصريح (عبد الرازق حمد الله) كان أفضل من تغييره وإشراك الجبرين. □ عموماً هي قمة استمتعنا بها وأشبعت شغفنا الكروي فالنصر عاد من بعيد وحافظ على فارق النقاط الثلاث أمام الهلال رغم أن الأخير يملك مباراة مؤجلة. □ حاجة أخيرة كده :: هاتريك صلاح يفجّر بورنموث.