* جدة كده إتي وبحر جده كده إتي وبحر، بتلك الأهازيج الجميلة والأنشودات الرائعة خرجت جماهير العميد (إتحاد جده) أمس الأول منتشيه بفوز فريقها العريض على (هلال الرياض) بنتيجة كبيرة بلغت (أربعة أهداف) مقابل (ثلاثة) في واحدة من أجمل مباريات الدوري السعودي. *حتى قبل الكلاسيكو المثير كانت جميع التكهنات تشير إلى فوز (الهلال) بعددية وافرة من الأهداف أو على أقل تقدير (الفوز المؤكّد) على الإتي قياساً على تميز الاداء الجماعي للفريق الأزرق وتباين مستوى النمور خلال الفترة الأخيرة. *استراتيجية اللقاء الفنية اختلفت ما بين تقدّم الإتحاد بثلاثية نظيفة في الشوط الأول وانقلاب اداء الهلال في الشوط الثاني فاستمتعنا بلقاء هجومي من الطراز الرفيع وقتالية دفاعية من خط ظهر النمور ولكنها افتقرت لأهم عامل في التنظيم الدفاعي وهو (مراقبة اللاعب) وليس (مراقبة الكرة). *خلال الشوط الأول رسم المدير الفني لفريق الإتحاد الروماني (بولوني) استراتيجية المباراة بوضوح شديد والتي اعتمد فيها على عدم الاندفاع الهجومي (اطلاقاً) بل لعب بدفاع منطقة كامل وترك الإستحواذ كاملاً للهلال ولعب على تقدمّ ظهيري الجنب (ياسر الشهراني) و (محمد البريك). *وبالفعل تقدّم النمور بثلاثية نظيفة خلال (33) دقيقة فقط مما اضطر المدير الفني للفريق الهلالي إلى تحويل طريقة لعبه من (4-4-2) إلى (3-4-3) بعد أن سحب اليوناني (دونيس) المدير الفني لفريق الهلال اللاعب المخضرم محمد الشلهوب وأشرك بدلاُ عنه (نواف العابد). *وهو التغيير الذي أدّى مفعوله في شوط اللعب الثاني بعد أن قلّص الفريق الأزرق النتيجة إلى (2-3) بعد أن أحرز له كل من كارلوس ادواردو وياسر الشهراني هدفين في غضون (11) دقيقة في ظل حالة (اطمئنان) للنتيجة كادت أن تعصف بالتقدّم الإتحادي المبكر. *نجح اليوناني دونيس في كتم أنفاس الإتحاد الذي استسلم تماماً للضغط الهلالي وفشل مدربه بولوني في شوط المدربين حيث وقف يتفرج على خط دفاعه وهو يمارس أسوأ أنواع التمركز ويعجز عن مراقبة أخطر لاعبي الهلال في الخطوط الأمامية (الميدا – العابد – ادواردو). *حتى جاء الفرج من ضربة زاوية في الدقيقة (74) ترجمها محمد بو سبعان في المرمى الهلال معلناً مولد الهدف الرابع للنمور ولكن لأن بولوني ودفاعه عجزوا تماماً عن صد المد الهجومي لأبناء دونيس تلقوا الهدف الثالث من البرازيلي (الميدا) في الدقيقة (85). *رغم الرباعية الكبيرة إلا أن جمهور العميد ظل صامتاً حتى أطلق حكم اللقاء صافرته لينفجر مدرج الإتي فرحاً بتحقيق الفوز على فريق قوي ومنظّم وزاخر بالنجوم كالهلال لتبدأ أهازيج الفرح من ملعب الجوهرة وتجوب شوارع درة البحر (ياكلك حبه حبه يا كلك حبه حبه اكل البرشومي) !! *دوري مثير جداً وممتع للغاية لا يوجد به من يحاول لي ذراع (القوانين) ولا لجان (الجودية) ولا حكام المحاباة والإنحياز ولا خرمجة التنظيم أو داء التأجيلات. *تابعنا (94) دقيقة من أجمل مباريات كرة القدم لم نشهد فيها أية محاولات لإهدار الوقت أو التساقط على الأرض أو الخروج عن نص الروح الرياضية. *انقضت المباراة ورغم نديتها واثارتها إلا أن جميع اللاعبين حيوا بعضهم البعض بمبروك للفائز وهاردلك للخاسر. *تزدان مدينة دنقلا مساء اليوم بسفيري الكرة السودانية (المريخ) و (الأهلي شندي) لارساء مفاهيم جديدة لكرة القدم واسعاد وابهاج مواطن الولاية البسيط بمتابعة الأحمر ونمور دار جعل في لقاء مثير. *الغريب أن إتحاد كرة القدم السوداني لم يختار الأهلي شندي كبديل (للهلال) لخوض نهائي كأس السودان بفرية عدم تقديم الأخير (لخطاب) انسحاب وهو أمر سنعود إليه بإذن الله. *ولكن المخرج الصحيح من تلك الجزئية كان يفترض أن يُبنى على منح الوقت الرسمي لحضور الهلال وفي حالة عدم الحضور يدخل الأهلي شندي كطرف ثاني في النهائي بدلاً من صبغ لون الودية على اللقاء المثير. *حاجة أخيرة كده :: من الدمازين لدنقلا ونحن ماشين وغيرنا منسحبين.
