الذين يعتقدون بان نادي فيتا كلوب بريء من تهمة تزوير اسم وعمر اللاعب الرواندي بيروري دادي الذي تحول فيما بعد الى تاجي ايتيكاما، لا يعرفون حقيقة ما يجري خلف كواليس الاندية الافريقية. فالفساد المستشري في دوائر تلك الاندية والاتحادات الوطنية بالقارة السمراء، يمكن ان يفعل ما لا يمكن ان يخطر على بال احد ، في ظل ضعف وهوان الاتحاد القاري. وعملية تزوير اسم وعمر اللاعب تاجي التي تم اكتشافها كما نعلم ، بناءا على معلومات قدمها الاتحاد الكنغولي، كان يمكن ان تموت وتقبر اذا لم تخسر الكنغو من رواندا في تصفيات امم افريقيا. ان سعي الاتحاد الكنغولى الى استرداد النقاط التي خسرها منتخب بلاده في مباراته امام رواندا، كان هو المفتاح الذي قاد الكاف الى كشف هذه الحقيقة المؤلمة. لكن نسأل، هل عملية التزوير تمت بعيدا عن نادي فيتا كلوب والاتحاد الكنغولي ام انها اقتصرت على اللاعب والاتحاد الرواندي؟. كل الدلائل تشير الى ان نادي فيتا كان يعلم بان هذا اللاعب من مواليد 1986 وليس عام 1990، وان اسمه الحقيقي هو بيروري دادي وليس تاجي ايتيكاما. فعندما اندلعت احداث رواندا، سمحت الكنغو بتجنيس اللاعبين الروانديين الراغبين في نيل جنسيتها شريطة ان يكونوا من مواليد 1990 وما فوق. ولما كان اللاعب مثار القضية لا يحق التجنيس لانه من مواليد 1986، حدثت عملية التزوير في تاريخ ميلاده ثم بعد ذلك في اسمه. هذا الاجراء اتاح لنادي فيتا كلوب تسجيل اللاعب بيروري الذي تحول اسمه فيما بعد الى تاجي ، كلاعب وطني،وهو ما سعى له النادي الكنغولي، ليستفيد من خانته بتسجيل لاعب اجنبي. والجديد في الموضوع ان اللاعب كان يلعب باسمه الحقيقي بيروري دادي قبل عام 2012 وهو العام الذي وقع فيه مع نادي فيتا كلوب باسم تاجي اتيكياما . الخطوة التي اقدمت عليها ادارة الهلال أمس بتقديمها احتجاج رسمي الى الاتحاد الافريقي، ومطالبتها بنقاط مباراتي فيتا كلوب كانت مطلوبة ومهمة وان جاءت متاخرة. فالاحتجاج الهلالي ان لم يعيد النقاط للفريق الازرق، وهذا هو الاحتمال الارجح، فانه سيثبت على الاقل ان نادي فيتا كلوب داس على شرف المنافسة واشرك لاعبا غير مؤهل قانونيا. كان بالامكان ان يكون استرداد نقاط فيتا مضمونا اذا اتخذت ادارة الهلال التي كان يقودها الحاج عطا المنان الخطوات الصحيحة وقامت بتقديم احتجاج ضد اللاعب قبل بداية المباراة. لكن يبدو ان قلة خبرة اغلب اعضاء لجنة التسيير، وعدم معرفتهم بما يجري في الاندية التي تنافس الهلال خارجيا ، سيتسبب في ضياع هذا الحق الاصيل. وحتى لا يتكرر هذا الامر مستقبلا، نامل من ادارة الهلال المنتخبة بقيادة الريس اشرف سيد احمد الكاردينال ان تهتم بكل ما يدور في دوائر الفرق المنافسة ،حتى لو اضطرت لتشكيل لجنة خاصة لهذا الغرض. آخر الكلام تجاوز الهلال امس ضيفه الرابطة كوستي بهدفين نظيفين سجلهما الظهير الايمن سيسيه ولاعب الوسط المهاجم احمد بشه في الشوط الثاني. وعزز الهلال بهذا الفوز مكانته في صدارة الدوري لكن اداءه لم يكن مقنعا خصوصا في الشوط الاول الذي اهدر فيه الفريق فرصا بالجملة. من المفارقات الغريبة ان مهاجمي الهلال، مدثر كاريكا وبكري المدينة صاما عن التسجيل ولم يتمكنا من الوصول الى الشباك رغم انهما وجدا فرصا سهلة ومضمونة. نجح مدرب الهلال الجديد مبارك سليمان في قراءة الشوط الاول الذي انتهى سلبيا ، فاسهمت تبديلاته وتعديل طريقة اللعب في احداث الفارق في الشوط الثاني . دخول مهند الطاهر، ومحمد عبدالرحمن كبدلاء لبشة وبكري المدينة انعش خط الهجوم وكسر الرتابة، ونتج عن ذلك تسجيل هدفين ملعوبين. اعجبني اداء الغاني نيلسون الذي اكد انه من انجح صفقات الصيف ،حيث لعب برجولة ومسؤولية، وكان له دور كبير في تسجيل الهدف الثاني. لعب دينلسون كرة ذكيه من مسافة بعيدة لمدثر كاريكا في الجهة اليسرى والاخير قام بتهيئتها للمتقدم بشة الذي عالجها بسرعة وقوة في قلب المرمى. وظهر السيراليوني سيمبو بمستوى جيد في قلب الدفاع مع اتير توماس، وادى بوي ادواره الدفاعية والهجومية بحيوية لكن كراته المعكوسة على قلتها لم تكن مضبوطة. وضح ان نزار حامد كان يحتاج للراحة، فقد كثرت اخطاءه في الشوط الاول وان كان مستواه قد شهد تحسنا في الشوط الثاني، فيما قدم عمر بخيت قدم مردودا ايجابيا. سعدنا باتاحة الفرصة للحارس المعز محجوب الذي غاب لفترة طويلة ، وكنا نتمنى ان تتاح الفرصة لوليد علاء الدين، وبقية الشباب الذين طالت غيبتهم عن التشكيلة. الفوز على الرابطة التي لم تخسر في أربع مباريات متتالية بهدفين نظيفين، يعتبر بداية جيدة للمدرب مبارك سليمان والذي ننتظر منه الكثير في المباريات المقبلة. فجعنا امس بنبأ رحيل الاخ والزميل، داود عبدالحق "ابو رونق" المقيم في مدينة الاحساء بالسعودية والذي كان يكتب بمداد احمر في الزميلة كفر ووتر. ونسال المولى عز وجل ان يتغمده بواسع رحمته ويدخله الجنة مع الصديقين والشهداء ويلهم اله وذويه وزملائه الصبر وحسن العزاء. وداعية : اللهم انا نسألك حسن الخاتمة.