* على الورق، فإن الهلال نجح إلى حد بعيد في تدعيم صفوفه من الأجانب والمجنسين، واستطاع أن يحسم الصفقات في زمن قياسي متجنباً الكثير من المشاكل التي ظلت تلازم خطوات المجالس السابقة والوقوع في مقصلة السيستم المميتة واللهث المستمر في آخر الليلات للحاق بالتسجيلات الأفريقية، وهي خطوة لعلها تحسب للمجلس من ناحية الشكل والإجراء، ومن حقهم علينا ان نشكرهم عليها..!! * في حراسة المرمى يقبع مكسيم فودجو وجمعة جينارو مجنسين في كشف الهلال، وينتظر على دكة بديل البديل الحارس الوطني يونس الطيب، وفي الدفاع سيمبو وسليمانو وأتير توماس، إلى جانب الوطنيين مالك ومساوي ومعتصم، وعلى الأطراف سيسيه وبوتاكو إلى جانب بوي وفداسي وعلي النور، وفي الوسط نيلسون وسيدي بيه إلى جانب الوطنيين نزار والشغيل وبشة وأطهر وفيصل موسى ووليد علاءالدين، وفي الهجوم كاريكا الوطني إلى جانب كيبي وصلاح الجزولي ومحمد عبد الرحمن..!! * الرؤية الاستراتيجية تقول إن الهلال وضع نفسه على المحك وتحت رحمة الأجانب في أهم خطوط الفريق وهي حراسة المرمى والدفاع، ولعلها المنافذ التي تدخل منها الهزائم، وهو ما يتطلب جهداً خرافياً من المجلس في توفير استحقاقات اللاعبين أولاً بأول، والالتزام الكامل ببنود العقد فيما يخص حقوق اللاعب المادية والأشياء الأخرى المتفق عليها في العقد..!! * أي تقصير مثل ما حدث في الموسم السابق مع المحترفين سيدي بيه وسيسيه وسيمبو عندما كانوا يتنقلون يالأمجاد إلى التدريبات بعد أن سحب الحاج عطا المنان سياراته منهم وتركهم تحت رحمة المجلس الجديد، ولعل وجود الوطنيين في الكشف الأزرق حين ذاك كان يطغى على تذبذب مستويات المحترفين حتى اكتمل الموسم بسلام وحقق الأزرق لقب الممتاز فيما خسر كأس السودان..!! * عشرة محترفين تعني عشر شقق وعشر سيارات، وآلاف الدولارات شهرياً كمرتبات لهم، ما يعني أن خزينة الازرق موعودة بإرهاق كبير، وأن أي محاولات للدفع تحت التربيزة وتجاهل الآخرين تعني تمرداً وخروجاً على طاعة المدرب، والمدرب نفسه يدرك أنه لولا المال لما أتى أي محترف وترك بلاده وأسرته، وطالما أن المدرب أوسيمس أجنبي فهو سيتفهم بالتأكيد توقف اللاعبين حال التقصير..!! * وعلينا أن نفهم قبل انطلاق الموسم أن هؤلاء اللاعبين ليسوا هلالاب، ولا علاقة لهم بأن يكون هلال الحركة الوطنية أو "حركة ساي"، ولا يتفهمون تضحيات السابقين لأجل أن يكون الهلال هلالاً، إنهم فقط يفهمون أن مجهودهم المهاري والبدني سيوظف للنادي مقابل الدولارات ولا شيء سواها، وبذلك سنفقد سنداً مهماً يتمثل في الانتماء للجمهور الكبير وللنادي العظيم الذي يعرف قدره أهله فقط، وفي هذه النقطة تحديداً ما يجعلنا نتحسر على التفريط في وطنية الشعار الأزرق وتحويله إلى محترفين لا ولن ينتموا إلينا وجدانياً حتى وإن جنسناهم..!! * هذه ليست محاولة لاستباق الأحداث، والحكم المبكر على موسم في علم الغيب، ولكننا نحاول من خلالها أن نقدر لرجلنا قبل الخطو موضعها، ولنحترز بكل ما هو متوقع في موسم طويل جداً ويحتاج إلى الكثير من الاجتهاد والصرف، واحترام العقود، لذلك سنظل نقول إن الهلال سيبقى بخير من خلال انتدابه لعناصر نعتقد إنها جيدة، وطالما أن المجلس سيلتزم بما يليه كلياً وإلا فإنه سيدفع الثمن غالياً ولن ترحم الجماهير أي تعثر أو تراجع يكون التقصير سبباً فيه..!! * هنالك أناس في المدرجات تفرحهم أفكار الجوهرة الزرقاء ويصفقون للبص الجديد، ولكن عشقهم الأكبر يبقى في هذا الشعار الأزرق، وكلما علا في سماء الانتصارات كان هذا فرحهم وفرحتهم، وأؤلئك الذين يدفعون "دم قلبهم" لمتابعة الهلال وانتظاره في هجير النهارات حتى المساء، لن يعنيهم هذا "البوبار" الأعمى إذا خسر الفريق، وحينها سيكون الجحيم الأزرق حارقاً لكل من خدع هذه الجماهير بالكلام..!! * مجلس الهلال أمام محك حقيقي بعد أن غير جلد الفريق الوطني واستورد معطفاً أفريقيا.. قد ينستر.. وقد لا..!! * أقم صلاتك تستقيم حياتك..!! * صلي قبل أن يصلى عليك..!! * ولا شيء سوى اللون الأزرق..!!