أخيرا اعترف الاتحاد بالواقع وان ازمة بث دوري السوداني الممتاز والذي يرتفع عدد انديته لخمسة عشر ناديا منها ناديان فقط ترغب القنوات الفضائية في بث مبارياتهما حيث ان بث الدوري لايعوض اي قناة ما تصرفه على البث لانه لا يستقطب الاعلان الذي يغطي تعاقد القناة ناهيك ان تحقق عائدا منه، فالقنوات بعد توقيع العقد تتكشف لها الحقيقة وتعجز عن سداد ما تبقى بعد المقدم الأمر الذي يضع الاتحاد في ازمة مع انديته التي تنتظر تسلم استحقاقاتها من البث كاملة من الاتحاد لانه هو المسئول امام الاندية التي لا علاقة قانونية لها بالقنوات ولقد شهد نهاية الموسم السابق مواجهات عنيفة بين اندية الممتاز والاتحاد لعجز الأخير عن سداد حقوقها بل وتتهدد الاندية الاتحاد برفض بث مبارياتها وهي محقة والمفارقة ان الاتحاد نفسه ظل في الايام الاخيرة تصدر عن منسوبيه العروض الخرافية التي يتلقاها من القنوات للبث والتي تصل احيانا الثمانية مليارات وكل صباح تروج الصحف لقنوات تعاقدت مع الاتحاد يتضح في اليوم التالي انها تصريحات وهم، وفي ذات الوقت يتهرب الاتحاد من الاجتماعات مع الاندية التي حدد لها موعدا اكثر من مرة لانه لا يملك ما يقوله كحل للأزمة والآن بانت الحقيقة التي يجب ان تدركها كل الاطراف المعنية ولكم اشرنا لها اكثر من مرة فالدوري السوداني هو الاضعف وباستثناء فريقي الهلال والمريخ ليس فيه ما يغري الرعاة، فمباريات الكثير من الفرق تجري على ملاعب خالية من الجمهور فماذا يكون الموقف مع القنوات وامام الجمهور فرص متابعة مباريات عالمية بل وعربية جاذبة اكثر للقنوات من الدوري السوداني وهي المباريات التي تعوض قنوات البث التعويض المادي. * الآن وخضوعا للامر الواقع قررالاتحاد فتح الباب لأي قنوات ترغب في بث اي جزء من مباريات الممتاز حسب رغبتها وبصورة مفتوحة وصرف النظر عن البحث عن قناة تحتكر البث مقابل عائد يلبي طموحات ومطامع الاتحاد والاندية لان القنوات لايمكن ان تلتزم بما لا تعوضه من البث لذلك من الطبيعي ان يقتصر اهتمام القنوات بعد ان اصبح البث مفتوحا وليس حكرا بمباريات القمة وحدها وربما القليل النادر من الفرق الاخرى كحالات استثنائية شاذة. * ولكن يبقى السؤال كيف سيتعامل الاتحاد مع انصبة الاندية مع الفارق الكبير في البث بين مباريات القمة والاندية الاخرى مما يحتم الوصول لصيغة تعطي كل ناد مبارياته التي تم بثها وهذه القضية ستستجد في الساحة بسبب الصيغة الجديدة للبث ولابد من الوصول لفهم مشترك فيها خاصة وان كل القنوات الراغبة سوف تولي كل اهتمامها لبث مباريات الهلال والمريخ فلماذا لا يتم العمل بتحديد نصيب الاندية حسب عدد المباريات التي تم بثها وشارك فيها الفريق ويومها سيكون نصيب كل الاندية باستثناء الهلال والمريخ اربعة مباريات فقط في الموسم وهي مجموع لقاءاتهم مع الهلال والمريخ. * ويومها سوف تتضح حقيقة الدوري وضعفه وستبقى هذه الازمة بصورة اخرى حتى يتم اعادة هيكلة الرياضة بما يحقق اندية متكافئة بمستوى الاندية الاحترافية وفق لائحة ترخيص الاندية ويا حبذا لو كان لكل ولاية نادي احترافي واحد مؤهل يحمل مسمى الولاية تقف خلفه كل جماهير الولاية وقد سبق ان نجحت المنافسة بيت منتخبات المديريات في استقطاب جماهيرية لم تقل عن جماهير الهلال والمريخ حتى تصبح الاندية مغرية لقنوات البث مع التزام الولاية بتوفير المواصفات المادية الفنية للنادي الذي يرفع اسم الولاية وممثلها مؤهلا للتنافس بكل المقومات الفنية بجانب فتح الباب لاندية الشركات والمؤسسات المقتدرة ماليا والراغبة في امتلاك اندية استثمارية في سوق الاحتراف المحلي والعالمي والدولي (وفضونا من اندية تؤخر ولا تقدم لتعود لمكانها في النشاط المحلي بالولايات حسب نص الدستور).