*تحولت قضية بث مباريات الممتاز الى قضية رأي عام ، وأصبحت محل تداول كل أفراد المجتمع وخاصة شريحة الرياضيين . فهذا الموضوع وبسبب التداول المتنوع والأراء المختلفة حوله وبعد طلب القمة، تحول الى منحى آخر وبات معقدا وازداد تشابكا خاصة بعد الأرقام القياسية التى حققتها مباريات المريخ والهلال فى البطولة حيث وصل اجمالى الدخل الذى حققته جماهير المريخ قرابة ال600 مليون جنيه، فيما تجاوز دخل الهلال فى مباراتين ال350 مليون جنيه، وهذا الوضع يؤكد على صحة ما ذهب اليه طرفا القمة فيما خص تمييزهما. *البعض يعتقد أن الاتحاد هو الذى يقف حجر عثرة أمام نقل مباريات الممتاز تلفزيونيا وهناك من وجه انتقادا له ، وآخرون هاجموه دون أن يعرفوا الحقيقة والتى تقول ان الاتحاد وبرغم أنه يتضرر أكثر من طرفى القمة من بث المباريات على اعتبار أن النسبة التى يستقطعها ستقل الا أنه ظل يبحث بجدية عن قناة لتبث مباريات الممتاز مثلما اجتهد فى اقناع العديد من الشركات لترعى الدورى، وتصحيحا للمعلومة نقول ان طرفى القمة هما اللذان يرفضان البث ووضعا شروطا صعبة نظير موافقتهما وطالبا بالتمييز ومنحهما النصيب الأكبر من واقع انهما المتضرران الوحيدان من البث لأنه يقلل عائد المباريات . *متعة كرة القدم فى مشاهدتها ومتابعة مجرياتها والانفعال مع أحداثها وليست فى سماع تفاصيل ووصف المباريات أو مطالعة احداثها فى الصحف، اضافة لذلك فان بثها يعنى انتشارها وتمددها وربط عشاقها بها، ولكن تبقى هناك جوانب مهمة لا بد من مراعاتها « مثل الأضرار الاقتصادية التى تلحق بطرفى القمة ». *وضح تماما أن « دورينا » يفتقد للجاذبية والقوة والاثارة التى تجعله مرغوبا فيه لدى الفضائيات المهتمة بنقل مباريات كرة القدم ان كان ذلك على المستوى المحلى أو الخارجى، ويكفى أن التلفزيون الوطنى له رأي فى الدورى الممتاز والدليل أنه يجلس على مقاعد المتفرجين برغم أن القضية متعلقة بتخصصه، اضافة للقنوات الخاصة بالسودان، ونرى أن الأسباب التى تتعلل بها هذه القنوات موضوعية على رأسها كبر مساحة البلد وبعد المسافات بين المدن التى تقام عليها المباريات، وهذا من شأنه أن يضاعف من تكلفة العملية وافتقاد معظمها للعوامل التى تساعد على النقل التلفزيونى، فضلا عن ذلك فالدورى الممتاز هنا قوامه وأساسه المواجهات التى يؤديها طرفا القمة فهى التى تحظى بالاهتمام والمتابعة الجماهيرية والاعلامية من واقع أن كل الجمهور هو جمهورهما وهذا ما يجعل القنوات « تحسبها صاح » وتشترط أنها ستنقل مباريات هذين الفريقين دون سائر الأندية الآخرى ، ونرى أن الحق معها فى هذه الناحية. *أخبار تحدثت عن تدخلات عليا فى القضية ترمى الى ازالة المعوقات التى تعترض البث، وبعد الترحيب بهذه « التدخلات » نقول ان المشكلة معروفة وحلها واضح . فالمعترضان على البث هما المريخ والهلال وشرطهما أن ينالا عائدا ماليا من الاتحاد أو القناة الراغبة فى البث على أن يكون ما ينالانه يغطى الفروقات التى يحدثها البث التلفزيونى وهذا حق مشروع ومطلب عادل واحتجاج منطقى تسنده الأرقام التى حققتها المباريات التى أداها الفريقان فى البطولة حتى الأن ، بالتالى فان الخطوة الجادة هى التى يجب ان تبدأ من طرفى القمة . *هناك مثل يقول « بجاه الملوك نلوك » وهذا المثل ينطبق على بقية فرق الممتاز فهى « تعيش على جمهور القمة » من واقع أن الجمهور الذى يشهد أى مباراة للمريخ والهلال مع أى فريق آخر هو جمهور القمة ولا يوجد فريق آخر له جمهور وان كان له فلا يتعدى العشرين شخصا وهذه هى الحقيقة التى يعرفها كل من له علاقة بكرة القدم فى السودان بمعنى مثلا ان لعب المريخ أمام أى فريق ولائى فان الجمهور الذى يشهد هذه المباراة يكون أحمر اللون وكذا الحال بالنسبة للهلال وهذا ما جعلنا نقتدى بالمثل أعلاه. *نعم للبث، لا لظلم المريخ والهلال.