حراس المريخ اشتكوا من تدريباتي القاسية ولو لم يفعلوا ذلك لحاسبتهم أكبر مشكلة أن تعمل في نادٍ لا يوجد به حارس أول وثانٍ وثالث الدوحة وائل السر-تصوير محمد نغمة منذ وصوله إلى معسكر المريخ الإعدادي بالقاهرة لفت الجزائري حكيم سبع مدرب حراس المريخ الجديد الأنظار بتدريباته الجديدة والمبتكرة وبالمعدات الحديثة في التدريب التي يستخدمها وأصبحت تدريبات الحراس مع حكيم سبع مختلفة تماماً وتشهد تجديداً يومياً جعل الحراس يقبلون على تلك التدريبات بشهية مفتوحة، ويكفي تدريبات سبع تميزاً أن أشاد بها ساحر الكرة السودانية أسامة سكسك والذي قال إن تلك التدريبات كانت أول ما لفت نظره في تحضيرات المريخ، حكيم حل ضيفاً عزيزاً على الصدى عبر حوار مطول تفضّل بالاجابة على جميع تساؤلاته عبر المساحة التالية: * في البداية نريد رأيك في حراس المريخ الثلاثة؟ جميعهم على درجة عالية من التميز والرغبة في الاستفادة من التدريبات وبينهم منافسة شرسة لدرجة أنني أصبحت أواجه مشكلة كبيرة ولا أبالغ اذا قلت لك إنني الآن في حيرة من أمري. * لماذا؟ لأنه وفي كل الأندية يوجد ما يُسمى الحارس الأول والذي يتولى المشاركة في المباريات مثلما يوجد الحارس الثاني الذي يمثل البديل المناسب والحارس الثالث الذي يحل بديلاً عندما يبتعد الحارس الأول ويشارك الثاني لكني في المريخ حتى الآن لا أعرف الحارس الأول من الثالث ناهيك عن الثاني بسبب التنافس الشديد بين الحراس والتقارب الكبير في مستوياتهم. * هل هذا يعني أن هناك تشابهاً في أداء حراس المريخ الثلاثة؟ الأمر ليس كذلك، لكل حارس ميزاته التي تميزه عن غيره، فمثلاً جمال سالم حارس موهوب ويحتاج لصقل موهبته والمعز محجوب حارس صاحب خبرات كبيرة وايهاب زغبير تتوافر فيه كل المواصفات المطلوبة في حارس المرمى الجيد من حيث التكوين الجسماني والرغبة في التطور ولكن ما أريد أن أقوله إن أي ميزة لأي حارس من هؤلاء الثلاثة تدفع به لأن يكون منافساً قوياً على حراسة مرمى المريخ. * هذا يعني أنك تحمل رأياً جيداً عن حراس المريخ؟ بالتأكيد، أنا سعيد جداً معهم وأشعر بأن لديهم رغبة كبيرة في تطوير قدراتهم وفي التعلم لأن أي تدريب جديد أخضعت له الحراس سألوني عن هذا التدريب والفائدة التي يحققها وبعضهم أصبح يطبّق تلك التدريبات حتى بعد انتهاء الحصة التدريبية وهذا إن دل على شئ إنما يدل على رغبة حقيقية في التعلم والبحث عن الأفضل. * هل كنت تعرف أي حارس في المريخ قبل تعاقدك معه؟ بصراحة لا، لم أكن أعرف أي حارس في المريخ بالاسم بما في ذلك المعز الذي كان يحرس مرمى المنتخب السوداني ولكني كنت أعرف المريخ كفريق كبير له سمعة كبيرة في القارة الأفريقية وتابعت المريخ في فترة ما حتى أقف على كل صغيرة وكبيرة فيه لأنه كان على موعد مع مباراة ضد فريق كنت أشرف على تدريبه. * كيف تمّت اتصالات المريخ بحكيم للعمل كمدرب حراس؟ اتصل بي أولاً الفرنسي غارزيتو المدير الفني من واقع تجربة سابقة جمعتني مع هذا الرجل في شباب قسطنطينة وبعد ذلك اتصل بي الفريق طارق عثمان الطاهر الأمين العام لمجلس ادارة نادي المريخ وطلب مني الانضمام لتحضيرات الفريق بالقاهرة وفعلت ذلك دون أن اتعاقد مع المريخ. * كيف لم تتعاقد وقد تحدثت الأخبار عن تعاقدك مع الأحمر قُبيل سفرك للدوحة؟ لم اتعاقد مع المريخ بعد ولكني اتفقت على كل التفاصيل مع السيد جمال الوالي رئيس نادي المريخ وسيتم التعاقد الرسمي بيني ونادي المريخ في الدوحة في انتظار ارسال العقد من الخرطوم عن طريق الفريق طارق عثمان الطاهر العام لمجلس الإدارة. * حدثنا عن التدريبات المبتكرة التي تقدمها للحراس ومن أين أخذتها؟ أنا في الأصل خريج المدرسة الأسبانية ومقيم في أسبانيا وأحمل الجنسية الأسبانية وعملي في تلك الدولة الأوروبية المتطورة كروياً حيث أنني مسئول عن تخريج مدربي الحراس في الأندية الأسبانية وعندما تكون في هذا الموقع في بلد متقدم كروياً الطبيعي أن تجتهد وأن تبحث وأن تنقّب عن الجديد في عالم تدريب حراس المرمى الذي يتغير ويتطور كل يوم ولذلك كنت مواكباً للجديد في تدريب الحراس الأمر الذي سهّل كثيراً من مهمتي مع نادي المريخ. * هل اشتكى الحراس من التدريبات القاسية التي أخضعتهم لها؟ بالتأكيد، حراس المريخ اشتكوا لي كثيراً من التدريبات القاسية التي خضعوا لها تحت اشرافي والامر لم يضايقني بل سعدت به كثيراً. * لماذا؟ لأنهم إن لم يشكوا من تلك التدريبات القاسية فمعنى ذلك أنهم لم يطبّقوا تلك التدريبات بصورة صحيحة ولذلك سعدت كثيراً بتلك الشكوى التي تعبّر عن تطبيق حراس المريخ لتدريباتي بطريقة صحيحة ولكن بعد أن وصلوا مرحلة التأقلم مع تلك التدريبات وتقدموا بدرجة كبيرة في الجاهزية أصبحوا يطبّقون كل التدريبات دون معاناة تذكر. كرة التنس مهمة في تمارين الحراس لأنها تساعد على التركيز * أُلاحظ أن حكيم درج على استخدام كرة التنس في تدريب الحراس، لماذا؟ لأن هذه الكرة صغيرة جداً في الحجم وتفرض على حارس المرمى المتابعة الدقيقة والتركيز الشديد حتى يتمكن من الامساك بالكرة كما تفرض عليه حسن التوقع لاتجاه الكرة وكل هذه الأشياء مطلوبة بشدة في حارس المرمى لذلك من المهم جداً الاستفادة من تلك الكرة في تدريبات الحراس. * حدثنا عن فترة تعاقدك مع المريخ وإلى أي فترة تمتد؟ فترة تعاقدي مع المريخ تمتد لعام قابل للتجديد باتفاق الطرفين وبالتأكيد انا سعيد جداً بالتعاقد مع نادٍ كبير مثل المريخ واعتبر الكلمة التي منحتها للسيد جمال الوالي رئيس نادي المريخ بمثابة تعاقد رسمي حتى وإن لم أوقّع على العقد بالدوحة. مرتاح جداً للعمل في المريخ ولا توجد أي مشاكل في التدريبات * حدثنا عن انطباعك في الفترة القصيرة التي عملت فيها بالجهاز الفني لنادي المريخ؟ أنا سعيد جداً بالفترة الرائعة التي أمضيها مع المريخ الآن وأجد فيها كل تعاون من زملائي في الجهاز الفني ومن الجهاز الإداري ومن اللاعبين الذين احتملوا تدريباتي القاسية وأظهروا اصراراً لا مثيل له على الاستفادة من كل التدريبات الأمر الذي شجعني على القيام بعمل كبير في تدريب حراس المريخ. * ما السبب الذي جعلك توافق بسرعة على تدريب المريخ؟ قبل الاسم الكبير للفرقة الحمراء كنت أحمل وُداً خاصاً للشعب السوداني على وقفته الصلبة معنا في فاصلة مصر والجزائر لذلك أرى أن الخدمات التي أقدمها لحراس مرمى المريخ وقبل أن تكون عمل احترافي هي نوع من رد الجميل للشعب السوداني الرائع. أحرص على تصوير تدريباتي بالكاميرا لمناقشة الحراس في أخطائهم * لاحظنا أن حكيم ظل يحرص على تصوير كل تدريباته لحراس المريخ، لماذا؟ الأمر ليس من باب التوثيق والترفيه بل هذه هي طبيعة عملي التي تفرض علي أن أصوّر كل تدريباتي للحراس وبعد العودة لغرفتي أعمل على استعراض تلك التدريبات للوقوف على الأخطاء وقبل بداية التدريب الجديد اطلب الحارس الذي وقع في أخطاء وأشرح له تلك الأخطاء عبر تلك الكاميرا وبعدها لا يستطيع الحارس أن ينفي أو ينكر الأخطاء التي وقع فيها بل يجتهد من أجل معالجتها حتى لا تتكرر، ولا اكتفي برصد أخطاء الحراس فقط بل أرصد حتى الأخطاء التي أقع فيها في تدريب الحراس لأعمل على تلافيها في مقبل التدريبات. * طموحك مع المريخ؟ طموحاتي مع الفرقة الحمراء بلا حدود واتمنى أن يذهب المريخ بعيداً في دوري الأبطال وأن ينافس بقوة للحصول على لقب هذه البطولة وأن يظهر حراس المريخ بصورة مميزة للغاية في هذا الموسم حتى يستطيع الفريق حصد كل البطولات المحلية والمنافسة بقوة على الخارجية واتمنى كذلك أن أقدم أكثر من حارس للمنتخب السوداني الشقيق. * ماذا انت قائل في خاتمة هذا الحوار؟ أحب أن اطمئن جماهير المريخ على حراسة مرمى الأحمر في الموسم الجديد وباذن الله ستكون الحراسة مستقرة ولن تواجه المريخ أي مشاكل في وجود أي حارس لأنني حريص جداً على الوصول بالحراس الثلاثة إلى درجة متقدمة من الجاهزية الفنية والبدنية.