* لا أدري ما هو سر الفرحة العارمة التي انتابت الشارع الأزرق متمثّلاً في إعلامه الورقي (الصحف السيّارة أعني) وبعض مرتادي الفضاء الإسفيري عقب بروز خبر يتحدّث عن إلغاء التجربة الودّية للمريخ أمام شالكه الألماني بالدوحة بسبب بعض العقبات التي فرضتها السياسة الرياضية لدولة قطر. * التناول الأزرق لنبأ إلغاء ودّية شالكه جاء مبنيّاً على (الشماتة) ودمغ فشل قيام التجربة (بالخطأ الإداري) لنادي المريخ وهو نهج يوضّح تماماً مدى حالة الرهبة والخوف التي يعيشها الشارع الأزرق بسبب نجاح المريخ في منازلة أحد أبرز الفرق الأوروبية للموسم الثاني على التوالي. * المريخ لن يضيره عدم اللعب أمام شالكه الألماني في شئ فهو يسعى أولاً وأخيراً لإعداد لاعبيه وتجهيزهم بدنياً سواء بالتباري مع شالكه أو مقارعة (الهلال) في قمة الإستقلال في الاسبوع الأخير من الشهر الجاري. * في الموسم الماضي نازل المريخ (ثلاثة) أندية كانت مشاركة في دوري أبطال أوروبا 2013-2014 وفي مقدمتها (بايرن ميونخ الألماني) حامل لقب دوري أبطال أوروبا وقتها إضافة لناديي (زينيت الروسي) و (رد بول النمساوي). * لذلك لا نجد ما يستدعي طرب الإعلام الأزرق بأنباء فشل التجربة لأن المريخ اعتاد على منازلة أندية أكبر من شالكه وعدم تكليل المساعي الرامية لقيام اللقاء لا ينقص من حق المريخ ولا يقلل من شأن إدارته التي سعت واجتهدت إلا أن مستجدات الساحة الرياضية القطرية لعبت دوراً في ضبابية إنفاذ اللقاء المعد سلفاً. * رغم استغرابنا التام عن علاقة (كرة القدم) ب (كرة اليد) إلا أن إصرار السلطات الرياضية القطرية بعدم إقامة أي نشاط رياضي يتضارب مع موعد انطلاقة مونديال اليد الذي تستضيفه قطر في الفترة من 15 يناير وحتى الأول من فبراير قرار يجد الإحترام وعدم المساس طالما أنه صادر من الجهات العليا المنظّمة للشؤون الرياضية بقطر. * المريخ لا ناقة له ولا جمل حال فشلت تجربة الفريق الألماني لأن العنوان الرئيسي للإلغاء هو (قرار دولة) يحترمه (الزائرون) دون حنق أو انتقاد. * بدلاً من أن يجتهد الإعلام الهلالي في ايجاد تجارب مشابهة لناديهم أمام فرق عالمية أو عربية ذائعة الصوت جنّد نفسه (بكورال) موحّد لممارسة نهج (الشماتة المقيتة) بسبب أنباء فشل التجربة وكأن فريق المريخ سينفرط أو يتلاشى حال عدم قيام اللقاء. * في العام الماضي شككوا في مصداقية خبر مواجهة بايرن ميونخ وبعد أن شاهدوا المريخ أمام أعينهم يواجه بطل أوروبا حولوا بوصلة التشكيك من ودّية البايرن إلى الطعن في نزاهة المريخ نفسه عندما زعموا بأن جمال الوالي دفع أكثر من مليون دولار للمواجهة المذكورة. * وليت الأمر توقف عند هذا الحد فبعض الأقلام الزرقاء طعنت في نزاهة رئيس النادي أيضاً بعد أن القوا عليه اتهاماً يشير إلى (شراء) المباراة حتى يخرج المريخ بأقل الخسائر أمام بطل أوروبا. * المناكفة الإعلامية بين الناديين الكبيرين أمر محمود ويقلل من التعصّب الأعمى كونه لا يخرج من الإطار الحبّي ولكن السخرية من فشل تجربة ودّية خوفاً من زيادة رقعة السمعة الحمراء بالقارّة الأوروبية يعبّر عن حالة إعلامية مزرية. * الملاحظ لمواجهة شالكه سيجد أن الإعلام الأحمر لم يمنح اللقاء أكثر مما يستحق حيث جاء التناول هادئ جداً لأن بعد مواجهة البايرن العام الماضي أضحى التباري مع شالكه أمر أكثر من عادي إن نجح تنظيم اللقاء فبها وإن فشل بسبب الظروف القطرية فلن يخسر المريخ شيئاً. * حاجة أخيرة كده :: الما بتلحقو جدعو.