* أحياناً أشعر بأننا ننفخ في قربة مخروقة لأننا نكرر الكتابة كثيراً حول مواضيع معينة ونحذر من أشياء تكون سبباً في تعثر مسيرة المريخ.. وبالذات فيما يختص بأمر الجهاز الفني.. * في مطلع هذا الشهر كتبت عموداً بعنوان (الله يستر) بعد أن اندلعت شرارة الخلاف وعدم الاستلطاف بين المدير الفني غارزيتو والمدرب العام برهان تيه.. وقبل التعليق على المستجدات الأخيرة سأستعرض أدناه ما كتبته في مطلع هذا الشهر: * مع بدايات العام الجديد ظهرت مؤشرات محبطة بشأن الجهاز الفني في المريخ ونعني الخلاف وعدم الاستلطاف بين المدير الفني الجديد، ومدرب المريخ برهان تية. * وأظن إن الخلاف ارتكز على تراجع أداء المريخ في الشوط الثاني لتجربة وادي دجلة المصري.. خاصة بعد أن صرح غارزيتو بأن المردود البدني للاعبين تراجع خلال فترة سفره مع ابنه لحضور الكريسماس في فرنسا.. * وواضح إن غارزيتو ألقى باللوم على المدرب برهان.. والذي من المؤكد إنه لم يقبل هذا الاتهام الغريب الاستفزازي.. لاسيماً إنه نفذ البرنامج الذي وضعه غارزيتو قبل سفره للكريسماس مع ابنه المعد البدني.. كما أن فترة غياب غارزيتو القصيرة اشتملت على أداء تجربتي المعلمين وسكر الحوامدية.. * حتى إذا تراجع المردود اللياقي للاعبين فيجب أن يلوم غارزيتو نفسه لأنه ترك الفريق وسافر للاستمتاع باحتفالات الكريسماس مع ابنه المعد البدني للفريق.. * ولكننا لن نصدق فرية غارزيتو عن انخفاض المردود البدني خلال بضعة أيام.. فبرهان ومحسن قادا المريخ للفوز ببطولة شرق ووسط أفريقيا.. وحققا كأس السودان بعد سحق الهلال.. وحافظا على سجل المريخ خالياً من الهزائم في دوري الموسم الأخير.. فعن أي انخفاض بدني يتحدث هذا المتفرنس وابنه الميكانيكي؟! * الخلاف مع برهان كان متوقعاً للذين يعرفون شخصية الفرانكو إيطالي غارزيتو، والذي قال عنه الجزائريون بأنه لا يتحمل الخسائر والإخفاقات واعتاد أن يرمي اللوم على اللاعبين عند أي اخفاق..!! * ويبدو إن غارزيتو تحرج من التعادل مع وادي دجلة في حضوره.. بعد أن حقق المريخ الفوز على المعلمين وسكر الحوامدية بإشراف برهان.. * ولا نحسب إن غارزيتو لا يعلم إن فريقي المعلمين وسكر الحوامدية من الفرق المتأخرة في دوري القسم الثاني في مصر، بينما وادي دجلة من فرق المقدمة في الدوري الممتاز ويحتل المركز الثالث.. والتعادل معه أمر طبيعي.. * واضح إن فريق المريخ ظهر بمستوى متواضع في الشوط الثاني أمام وادي دجلة فأراد غارزيتو فك الحرج بإلقاء اللوم على برهان.. * إذا كان غارزيتو لا يريد مساعدين وطنيين وبدأ الحفر لبرهان.. فمن المؤكد أن تتواصل الخلافات بينه وبين مساعديه.. وسيظهر ذلك خلال الفترة القادمة.. * إذا ذهب برهان ومحسن قبل انطلاقة التنافس في الموسم الجديد وتركا الجمل بما حمل للإيطاليين المتفرنسين.. فالرماد كال حماد.. وسيدفع المريخ الثمن غالياً.. * لقد قلنا إن أجعص مدرب في العالم، لن يستطيع قيادة فريق لا يعرف أي شيء عن لاعبيه ولا يمتلك أي خلفية عن اللاعبين وتاريخهم الكروي.. * عشرات المدربين الأجانب الذين دربوا أنديتنا وأصروا على الهيمنة الكاملة على الفريق الذي يدربونه، مع طرد أو تهميش الدور المهم للمدربين الوطنيين المساعدين، فشلوا في تحقيق أي انجازات.. * المدرب الأجنبي الذي يقلل من أهمية وجود المساعدين الوطنيين ويحاول الهيمنة على الفريق وحده، عادة يضيع الوقت في جعل الفريق ووظائف الملعب حقلاً للتجارب لمعرفة قدرات اللاعبين.. وهذا الأسلوب عادة ما يقود للهزائم والإخفاقات ولا يثمر عن أي انجاز أبداً أبداً.. * الإنجازات لا تتحقق إلا في وجود تشكيلة ثابتة وفرقة متجانسة ومتفاهمة أو بوجود احتياطي كفء، ويجنبها الله عوارض الإصابات والإيقافات والطالع السيء.. وبوجود جهاز فني متفاهم ومتعاون لأقصى الحدود.. * المدرب الألماني الشاب ارنست رودر حقق انجاز كأس أفريقيا مع المريخ لأنه وجد فرقة جاهزة وثابتة ومستقرة بإحتياطيها فاعتمد عليها ولم يتفلسف.. ومن الله عليه بعدم حدوث أي عوارض وسط الفريق.. كما أنه اتخذ من المدرب الوطني مازدا ساعداً أيمناً له بل اعتمد عليه بشكل رئيسي.. * وجود برهان ومحسن مهم للغاية لفترة ستة أشهر على الأقل.. وحتى إذا ذهب برهان من الضرورة الشديدة أن يستمر محسن.. وأن يستمع غارزيتو لرؤيته خاصة عند تحديد بديل لخانة معينة عبر التوليف.. أو مثل أهمية وجود ضفر في طرف الدفاع الأيمن في المباريات الكبيرة والصعبة.. فهذه المسائل الفنية عُرفت عبر التجربة.. وغارزيتو بالطبع جاهل تماماً بها.. * نتمنى من المدربين برهان ومحسن ومن أجل مصلحة المريخ، تجاوز أي استفزازات ومضايقات من قبل الفرنسي غارزيتو وابنه انطونيو.. وتحمل الأذى من أجل المريخ.. ونحن كسودانيين يجب علينا أن نحرص على فريقنا ولا ننسحب ونتركه ضيعة لأسرة غارزيتو.. * إذا نجح غارزيتو في استفزاز برهان ومحسن بالمضايقات أو بتهميش آرائهما الفنية وإرغامهما على الاستقالة.. والاعتماد على ابنه الميكانيكي كمساعد، فنعلم إن مجلس المريخ سيخضع لما يفعله المدرب وسيترك له الفريق.. وهنا مكمن الخطر.. لأن المريخ لن يجني شيئاً في وجود مدرب حديث العهد يجعل فريق المريخ ضيعة لأسرته.. * نسأل الله أن يرفق بالمريخ.. وينعم عليه بالاستقرار الفني.. ويجنبه خطر الخلافات وسط جهازه الفني.. وأن يسخر فكر غارزيتو لمصلحة المريخ لا فركشته وإذهاب ريحه.. انتهى. * السطور أعلاه كتبتها مطلع هذا الشهر.. وللأسف الشديد حدث ما تخوفنا منه بعد أن اتضح اليوم إن غارزيتو من نوعية المدربين الذين يحبون الهيمنة الكاملة ولا يطيقون وجود المساعدين الوطنيين رغم أهميتهم القصوى لمعرفتهم بالكثير من الأمور التي يجهلها الجهاز الفني الأجنبي الجديد.. * ذهب برهان وأخشى ان يلحق به محسن فينهار المريخ هذا الموسم.. ولعلكم شعرتم بالخوف الشديد من الهزيمة أمام كمبالا في الحصة الثانية بسبب تجليط غارزيتو الذي دفع بشبل عديم الخبرة في وسط الدفاع تاركاً الدوليان ضفر والريح علي على الهامش.. بذمتكم ده كلام؟! * غارزيتو كاد يصيب المريخ في مقتل لأنه داير يجرب وداير يتفلسف معتقداً إن الشبل حسن سينجح ويحقق له نصراً شخصياً، وهو ما عارف حاجة، ولم يتابع مسيرة الشبل حسن مع الشباب والرديف.. * شاهدت حسن مع الشباب قبل حوالي عام ونصف وأشدنا به وتمنينا أن يتطور مع مواصلة اللعب والتمرس.. ولكنه لم يتطور فقد شاهدته بعد عام مع الرديف ولم ألمس فيه أي تطور.. ولذلك اقترحت إعارته لأحد أندية الوسط ليجد فرصة المشاركة المستمرة فربما يتطور باكتساب الخبرة والتمرس مثل عبدالرحيم أمبدة الذي انتقل لأهلي الخرطوم.. * لا أدري لماذا سكت محسن عندما أدخل غارزيتو الشبل حسن في مكان علي جعفر ليتعرض المريخ لتلك البهدلة الشديدة أمام كمبالا في الحصة الثانية حتى تم الإضطرار لسحب حسن..! * إذا لم يكن لمحسن دور كمستشار فني لغارزيتو.. أو إذا كان غارزيتو يهمش رأي محسن ولا يحترمه ولا يقدر أهمية المساعد الوطني فحتماً سينهار المريخ.. وأتمنى ألا أعيد ما أكتبه هنا عندما يتعرض المريخ لأي سقوط في المرحلة القادمة بسبب جهل غارزيتو بقدرات لاعبيه.. * إذا كنت مسئولاً في المريخ لأخضعت الجهاز الفني للمساءلة بسبب اقحام الشبل حسن غير المسجل أفريقياً وإهمال لاعبي المنتخب الوطني المتمرسين ضفر والريح علي.. فالموسم التنافسي المحلي والدولي سينطلق بعد أيام ولا مجال للمجازفة بالأولاد الصغار.. وبلاش عجرفة يا غارزيتو..!