بالرغم من أننا تخوفنا كثيراً من التغييرات الكثيفة في الكشف الأزرق واستقدام عناصر جديدة بالفريق، وخشينا على الهلال في الموسم الجديد إلا ان ما رأيناه من مستوى في مباراة القمة جعلنا نتنفس الصعداء ونطمئن على مستقبل الفريق في وجود هذه العناصر المميزة التي قدمت مباراة ممتازة إلى حد بعيد، بالنظر إلى مباراة في مواجهة فريق مثل المريخ، له اسمه ومكانته كوصيف للدوري الممتاز السوداني وهو بدوره أجرى العديد من التغييرات في جلده..!! سعدنا بالعودة القوية للمدافع المتمكن سيف مساوي، والذي أعاد الثقة إلى المدرجات من خلال ظهوره الكبير في اللقاء بعد غيبة طويلة، ولعل الجماهير ظلت تراهن على مساوي وإمكانية استعادة مستواه بأسرع فرصة، وهاهو يرد لها التحية بافضل منها ويطمئن الجميع على الخط الخلفي، وبالرغم من قناعتي بأن سيف مساوي واحد من أفضل من يجيدون الدفاع إلا أن قناعتي الكبري تقول إن إمكانيات مساوي في الوسط أفضل بكثير من الدفاع، ونعشم أن يطلق باتريك أوسيمس سراحه ويدفع بديفيد سيمبو في الدفاع حتى يستفيد الهلال من الإمكانيات المهولة لمساوي في الوسط..!! لم أغير يوماً رأيي في إمكانيات سيدي بيه، وظللت أكتب وسأظل عبر هذه المساحة إنه لاعب مهاري ولكنه غير مفيد إطلاقاً، ولعل الهلال عانى كثيراً في صناعة اللعب، وظلت المقدمة الهجومية الزرقاء بلا عمل لأنها افتقدت التمويل من الوسط بسبب ما كان يفعله سيدي بيه من توهان في وسط الملعب، ولعل باتريك أوسيمس اتخذ القرار الصحيح بسحبه من الملعب والدفع بوليد علاء الدين، ولا نلوم وليد على كثرة الأخطاء في التمرير لحداثة تجربته في القمة وفي ظل الضغط النفسي الكبير الذي تعرض له وهو يرى هتافات الجمهور له، ولكن باستمرار المشاركة سيتعلم نيمار الاحتكاك وانتزاع الكرات والتمرير السليم لنفاثات الازرق..!! لا أدري على أي أساس تم منح بوتاكو نجومية المباراة من جانب الهلال، وهو الذي كان معبراً سهلاً لبلة جابر وراجي عبد العاطي، ولولا صحوة مساوي وأتير توماس ومساندته على الجانب الأيسر لخسر الهلال النتيجة بسبب ضعف الطرف الأيسر، لم نرى بوتاكو مهاجماً يهيء العكسيات لزملائه، ولم نراه مدافعاً يصد طلعات مهاجمي المريخ، وهو ما دفع البلجيكي للاستفادة من فيصل موسى في الطرف الأيسر وحصر مهمة بوتاكو على الدفاع فقط، ساندهما أيضاً بدخول نيلسون، ليوظف الهلال ثلاثة لاعبين في الطرف الأيسر لسد ثغرة وحيدة..!! قراءات أوسيمس للمباراة كانت جيدة جداً، ولم يتردد مطلقاً في إجراء التبديلات التي يمكن لها ان تغير مسارات المباراة بالشكل المطلوب، ولعله نجح في شوط المدربين في إدراك التعادل بعد أن فرض أسلوبه وسيطرته، وجعل نشاط المريخ محصوراً في منطقته فقط والتصدي لهجمات الهلال، خصوصاً بعد دخول وليد علاء الدين وفيصل موسى، ولعل قراءة أوسيمس للوضع كانت تقول بافتقاد الهلال إلى الصناعة، ولعل باتريك قدم نفسه بشكل مقنع في هذا اللقاء..!! كان هدف علاء الدين يوسف في مرمى الهلال جميلاً انتزع منا التصفيق، بالرغم من مرارة الهدف، ولعلنا لا نستغرب مثل هذه الأهداف من فييرا، فتلك لم تكن المرة الأولى التي يحرز فيها بهذه الطريقة، وقناعتنا تبقى دائماً بأن علاء الدين يوسف لاعب صاحب إمكانيات كبيرة جداً وقوي بما يكفي ليكون هدفاً للأندية الأوربية، ولعل الفرصة واتت لفييرا من قبل في أعقاب أمم أفريقيا في غانا، ومازال الطريق أمامه ممهداً بمزيد من الاجتهاد..!! المريخ أيضاً لعب مباراة جميلة، وإن كان مستواه قد تراجع في فترات متباعدة من المباراة، إلا أن الشكل العام كان جيداً، وكان من الممكن له أن يقدم أداء أفضل لو ابتعد عن الشد والتشنج الذي لازمه..!! عموماً كانت قمة رائعة من الفريقين، وسادت روح رياضية اجمل في المباراة لو تفلتات بعض الجمهور الذي يظن نفسه حكماً وأنه فوق قانون الردع والمحاسبة..!! سلوك بعض الجماهير وهي تقذف القارورات على الحكم كان معيباً جداً..!! مبروك للهلال نجومه الجدد.. ومبروك لصناع الاستقلال درع الاستقلال..!! القرعة ذاتها بتعرفنا..!! أقم صلاتك تستقم حياتك..!! صلّ قبل أن يصلى عليك..!! ولا شيء سوى اللون الأزرق..!!