○ في البدء ننعى ضحايا أحداث ملعب الدفاع الجوي سائلين المولى عز وجل أن يتقبلهم بواسع رحمته وأن يسكنهم فسيح جناته ويلهم آلهم وذويهم الصبر والسلوان على فقدهم الجلل. ○ عادت الكرة المصرية إلى النفق المظلم من جديد عقب أحداث دموية شهدتها الساحة الخارجية لملعب الدفاع الجوي بشرق القاهرة والذي شهد لقاء السباق على الصدارة بين متصدّر الدوري فريق (الزمالك) بوصيفه (انبي) والذي تفصله عنه (ثلاث نقاط) فقط. ○ حتى لحظة كتابة هذه المادة ارتفع عدد الضحايا إلى (40) قتيلاً من مناصري فريق الزمالك ينتمي معظمهم لمجموعة الالتراس (وايت نايتس) بعد مواجهات عنيفة اندلعت بين قوات الأمن والمجموعة المذكورة بسبب عدم السماح لدخول العدد الإضافي من الجماهير والذي زاد عن (10) الاف حسب ماهو متفّق عليه بين إتحاد الكرة والأمن والزمالك. ○ معظم أسباب الوفيّات إن لم يكن جميعها تم تشريحها على أنها بسبب (الإختناق) عقب إطلاق قواة الأمن المصري للغاز المسُيَل للدموع أو الدهس في أماكن حساسه مثل (الصدر) بسبب التدافع الكبير من قبل الجماهير الراغبة في حضور المباراة. ○ الوسائل الإعلامية المصرية انقسمت تماماً في تحليل الأسباب الحقيقية للحادثه حيث وجّه عدد منها أصابع الإتهام إلى احد التنظيمات السياسية مشيرة إلى أنهم (أي التنظيم) من أعدّوا لتلك الواقعة بعد مطالعة (تغريدات) على موقع تويتر تحذّر أهالي المنطقة حول الإستاد من الخروج يوم المباراة محذّرة من أحداث ستندلع بين قوات الأمن ومشجعي الزمالك. ○ بينما اعتبر البعض أن الأحداث (عابرة) ولا تعدو كونها مصادمات حدثت بين الأمن وجماهير ترغب بالدخول للإستاد وتم منعها. ○ وكلا السببين يقودان لسؤال محوري واحد وهو (لماذا تحدث تلك المواجهات أصلاً)؟ وهل تحتاج مصر في الوقت الراهن لمنع دخول الجماهير للإستادات حتى تحفظ أمنها؟ ○ من وجهة نظري فإن قرار منع الجماهير من الدخول للملاعب أو تحديد (سقف) محدد للتعداد الجماهيري هو ما يزيد من حدة التوتر ويشعل نيران الغضب لدى مناصري الأندية المصرية الذين ظلوا في حالة من البيات شتوي منذ أحداث مجزرة بورسعيد قبل ثلاث سنوات من الآن. ○ فإلغاء الدوري المصري خلال موسمي (2011-2012) و (2012-2013) ومنع حضور الجماهير في نسخة (2013-2014) زادت من وتيرة شغف الجماهير لمتابعة مباريات الموسم الحالي والذي بدأ فيه السماح لدخول المشجعين تدريجياً بدلاً من رفع القيود التي تحدد عدد الجماهير لكل مباراة لأنه نهج لم يأت بأي جديد والدليل حصيلة ضحايا أمس الأول. ○ فالداخلية التي استطاعت أن تؤمّن لقاء مصر وتونس في التصفيات المؤهّلة لنهائيات الكان 2015 والتي شهدت حضور أكثر من (45) ألف متفرّج لن تعجز عن تأمين مباريات الدوري المصري التي لن يتجاوز متوسّط حضورها ال 8 أو ال 10 آلاف إلا كان هنالك شئ من حتى. ○ هناك مبررات تقول بأن الداخلية تعاملت مع جماهير الزمالك التي حاولت اقتحام الملعب دون حملها لتذاكر المباراة وهو تبرير ساذج لأن تحديد عدد محدد لدخول المباراة هو خطأ فادح جداً من قبل القائمين على أمر اللقاء خصوصاً إن علمنا أن هناك (5) آلاف تذكرة تم توزيعها (بالمجان) بينما تم طرح (5) ألف بالقيمة المالية. ○ عموماً القضية في برمتها لا تخلو من (التسييس المقنن) واستغلال فرق كرة القدم الشعبية في ضرب الإستقرار (الأمني) بالشقيقة مصر والدليل ان أكبر كارثتين رياضيتين طالتا التراس (الأهلي والزمالك). ○ تعليق الدوري المصري تمهيد ضمني لإلغاء جديد وكان الله في عون الأندية التي أنفقت أموالاً طائلة على تعاقداتها مع اللاعبين والمدربين. ○ حاجة أخيرة كده :: هل يختفي (البمبان) من ملاعبنا وساحاتها الخارجية بأمر شديد اللهجة من وزارة الداخلية السودانية.