ما بين (مأساة) العام الماضي و(حلم) العام الحالي أحداث ممتدة بتفاصيل دقيقة عنوانها (تغيير) شامل وإحلال شبه كامل على صعيدي الجهاز الفني واللاعبين لأجل هذه اللحظة التي تنتظرها الجماهير الحمراء على أحر من الجمر لمشاهدة ماردها الأوحد يصول ويجول في ادغال افريقيا دون (انكسار) أو (خذلان). * نعم، ما بين تمهيدي (كمبالا سيتي) في 2014 وتمهيدي (عزّام) في 2015 عدد (أربعة) مدربين تناوبوا على قيادة الجهاز الفني للمريخ، فبعد كروجر جاء أوتوفيستر وخلفه برهان ومحسن وأخيراً غارزيتو، أما منظومة اللاعبين الجدد فشارفت على وصول الرقم (15) خلال فترتي الانتقالات التكميلية والرئيسية. * تلك الغربلة لم تكن من أجل عيون بطولة (الممتاز) ولا لخطب ود (كأس السودان) ولا للسعي لدرع (الإستقلال) وإنما من أجل التقدّم لمراحل ختامية في دوري أبطال افريقيا لأن عشاق الأحمر الوهاج بعد فضيّة كونفدرالية (2007) ووصافة مجموعات نفس البطولة في (2008) ونصف نهائي (2012) ماعادت تنظر للتمثيل الأفريقي بعين (شرف المشاركة) وإنما (المنافسة) حتى الرمق الأخير. * ازداد الطموح واتسعت رقعة الآمال والأمنيات وهو حق مشروع ومكفول طالما أن القدرات المالية التي يتمتع بها المريخ لا تقل عن نظيراتها في أندية مازيمبي والترجي ووفاق سطيف. * عام كامل من (مرارة) الخروج الأفريقي الغريب في تمهيدي الموسم الماضي ونحن ننتظر (التعويض) في 2015 بعد أن غربل الفريق توليفته واستعان بخامات أجنبية على قدر عال من التميّز الفني أمثال اوكرا وكوفي وسالمون وأيمن سعيد وجمال سالم ووانغا. * لا عذر اليوم على الإطلاق لفريق استعان بمدير فني حائز على دوري الأبطال قبل ستة مواسم وبالتالي فإنه خبر دروب الكرة الأفريقية إضافة لوجود (8) محترفين وهو عدد يكفي للتتويج بالأميرة السمراء ناهيك عن تجاوز الدور (التمهيدي). * عزّام محترم نعم ومتعوب عليه مالياً وإدارياً ولكن إن حضرت روح إنتصارات المريخ وأدّى اللاعبون اللقاء بمسؤولية وهمّة فلا عزّام ولا غيره بإمكانه أن يقف في وجه الأحمر الوهاج. * الحذر كل الحذر من البدايات لأن استقبال الأهداف في الدقائق الأولى خلال شوطي اللعب من شأنه أن يخلط الأوراق ويقلل التركيز ويشتت الأذهان. * والتركيز مطلوب في (النهايات) وتحديداً خواتيم الأشواط لأن الكرة السودانية على وجه العموم تعاني من ضعف ثبات الدقائق الأخيرة خصوصاً عندما تكون تحت الضغط. * عزّام ليس غريباً على المريخ لأنه واجهه في أغسطس الماضي في الدور ربع النهائي من بطولة سيكافا وتفوّق عليه الأحمر بالركلات الترجيحية بعد أن انتهى اللقاء بالتعادل السلبي رغم أن توليفة المريخ وقتها لم تكن تشهد الإضافات التي تمت خلال الفترة الرئيسية. * فرقة المريخ الحالية مؤهّلة تماماً للوصول إلى مراحل متقدّمة من البطولة الأفريقية لأنها تضم أفضل العناصر المحلية وأميز الأسماء المحترفة التي بامكانها أن تصنع الفارق ككوفي وأوكرا وسالمون. * بلوغ دور ال 32 يبدأ بتحقيق نتيجة ايجابية من تنزانيا كالفوز أو التعادل وليس (الخسارة) بفارق هدف لأن المريخ خلال مشاركاته الماضية فشل في تذليل فارق الهزيمة (بهدف) بسبب شفقة معادلة نتيجة الذهاب وتسرّع جماهيره التي تمثّل أكبر ورقة ضغط على اللاعبين في اللقاءات المصيرية. * لذلك نتمنى أن يحسم لاعبي المريخ عزّام من دار السلام حتى لا يدخلوا في دوامة الشد العصبي والضغط النفسي في لقاء الاياب بعد اسبوعين. * على لاعبي المريخ أن يدخلوا لقاء التنزاني وهم واضعين في الأذهان (انكسار) جماهيرهم العام الماضي ويؤدوا اللقاء بمسؤولية وروح قتالية. * حاجة أخيرة كده :: باسكال (دموعك) ما بتفيدك العملتو كان (بإيدك).