احتفلت قبيلة الرياضيين عامة والهلال خاصة بالذكرى الثامنة لرحيل البابا الطيب عبدالله رحمة الله عليه الرقم الذي سجل اسم أعظم رئيس في تاريخ الهلال بالرغم من أن الهلال شهد العديد من الرؤساء القامات الا انه كان بلا شك الأشهر في تاريخ الهلال وليس هذا تقليلاً من القامات الرياضية التي اضفت على منصب القيادة في الهلال مكانة مرموقة لن يطويها التاريخ ولكن لأنه كان رئيساً بنكهة خاصة لشعبيته المميزة ولتواضعه ولبروده في التعامل مع أصعب المواقف ببرود تام فالتاريخ يشهد ان البابا لم ينفعل يوماً رغم ما عايشه من مواقف متشنجة من خصومه او الإعلام كما انه يتمتع بذكاء حاد في فنون الادارة لأنه كان صاحب خبرة كبيرة وكانت زعامته لأمة الرياضة وأمة الهلال موازية لزعامة الازهري رحمة الله عليه في زعامة الوطن وأمة الاتحاديين فالبابا زعيم أمة الرياضيين عن استحقاق وجدارة حيث انه سجل للسودان أول انجاز في تاريخه على مستوى الأندية عندما رفع هلاله راية السودان في أول نهائى على كأس الأندية الافريقية أبطال الدوري أمام الاهلي المصري ذلك اللقاء الذي ما كان ليخسر(كأسه) لولا تواطؤ الحكم لاراش كما انه استحق زعامة أمة الهلال لأنه كان أول من أرسى أدب من يعطي ما عنده للهلال دون أن يأخذ شيئاً فالبابا كان من أكبر ملاك الاراضي في المنشية وبتري الا انه سخرها دون أن يمتن لتمويل الهلال كما انه هو الذي أرسى قيم هلال الحركة الوطنية عندما تصدى بشجاعة لحل مجلسه بقرار من ثاني دكتاتورية عسكرية دون تردد او خوف مرسخاً قيم الديمقراطية ومدافعاً عنها بكل شجاعة. لهذا لم يكن غريباً ان تشهد داره يوم إحياء ذكراه الثامنة رموز االرياضة وقيادتها من مختلف الاندية والذين تقدمهم من المريخ رئيسه جمال الوالي كما شهده قادة الاتحاد تقدمهم رئيس الاتحاد الدكتور معتصم جعفر وكوكبة مميزة من رجال الإعلام وإداريي ورموز الهلال من مختلف الأجيال وكان عطر الاحتفال ومسكه خطابات رفقاء الدرب وممثلي قبيلة الهلال والذين تميزوا في مخاطبتهم للاحتفال بتنوعهم في الحديث عن الهلال وعن مآثر البابا حيث أبدع في مخاطبة الحفل كل من رفيق دربه الاستاذ طه علي البشير أحد رموز الهلال من الذين ساروا على دربه في رئاسة الهلال والرمز الهلالي الدكتور العالم الاستاذ حسن علي عيسى عضو مجلس الهلال والرياضي الكبير والسفير ورئيس الهلال الاسبق عبدالرحمن سر الختم وكان فاكهة الحفل في تقديمه الاعلامي المميز عبدالله محمد الحسن والمطرب خالد محجوب الذي ألهب مشاعر المحتفين بذكرى البابا. احتفال تميز هذه المرة بما يشرف الراحل المقيم البابا المحتفى به لو انه استمع للاخ طه علي البشير وهو يشخص أزمة الهلال اليوم مستلهما فيها قيم البابا وداعياً لقبيلة الأهلة ان تستدعي في هذا اليوم روح البابا والادب الذي أرساه في قيادة الهلال وهو ما أكد عليه الدكتور المربي حسن علي عيسى وهو ينوه الأهلة منادياً ان يحتفوا برمزهم البابا بان يسيروا على دربه في إرساء ادب الاختلاف في الرأي الذي يغلب مصلحة الهلال بعيداً عن المصالح الشخصية كما افصل الأخ عبدالرحمن سرالختم في سرد مآثر الفقيد مما جعل احتفال هذا العام درساً وعبرة أكثر من أن يكون مجرد إحياء ذكرى. ولعلني اختتم هذا الموضوع ببعض أقوال المحتفى بذكراه البابا حيث قال: - الهلال الارث الحضاري يبقى وأثاره ماثلة للعيان وان طال الأمد (وأقول هل يستدعي الأهلة ماضيه ليسيروا على دربه). - ما قمنا بتقديمه وزملائي للهلال من عمل في تجرد تام وأمانة وصبر وجهد مثمر من أجل رفعة الهلال العتيد ولا ابتغاء مرضاة لأحد ولا سعياً وراء جاه او سلطان لا نريد عليه جزاءً ولا شكوراً (فهل يكون في حديثه عظة لهلال اليوم). - انني والله أبغض أن يذكر اسمى منفرداً بأنه ارتبط بأي عمل جيد للهلال ولكن الفخر يملأ جوانحي عندما يذكر اسمي كواحد ممن وهبهم الله للهلال (فقدموا متضامنين للهلال ولم يقدموا لأنفسهم). - الرحمة للبابا.. إنا لله وإنا اليه راجعون.