عام على الحرب فى السودان.. لا غالب ولا مغلوب    يمضي بخطوات واثقة في البناء..كواسي أبياه يعمل بإجتهاد لبناء منتخبين على مستوى عال    الخطوة التالية    السيارات الكهربائية.. والتنافس القادم!    واشنطن توافق على سحب قواتها من النيجر    اللواء 43مشاة باروما يكرم المتفوقين بشهادة الاساس بالمحلية    ملف السعودية لاستضافة «مونديال 2034» في «كونجرس الفيفا»    سوق الابيض يصدر اكثر من عشرين الف طنا من المحاصيل    الأكاديمية خطوة في الطريق الصحيح    شاهد بالصورة.. المذيعة السودانية الحسناء فاطمة كباشي تلفت أنظار المتابعين وتخطف الأضواء بإطلالة مثيرة ب"البنطلون" المحذق    شاهد بالصور.. الفنانة مروة الدولية تكتسح "الترند" بلقطات رومانسية مع زوجها الضابط الشاب وساخرون: (دي اسمها لمن القطر يفوتك وتشتري القطر بقروشك)    شاهد بالصور.. الفنانة مروة الدولية تكتسح "الترند" بلقطات رومانسية مع زوجها الضابط الشاب وساخرون: (دي اسمها لمن القطر يفوتك وتشتري القطر بقروشك)    شاهد بالصورة.. زواج الفنانة الشهيرة مروة الدولية من ضابط شاب يقيم بالقاهرة يشعل مواقع التواصل السودانية    القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح: بدأت قواتكم المشتركة الباسلة لحركات الكفاح المسلح بجانب القوات المسلحة معركة حاسمة لتحرير مصفاة الجيلي    مصطفى بكري يكشف مفاجآت التعديل الوزاري الجديد 2024.. هؤلاء مرشحون للرحيل!    شاهد مجندات بالحركات المسلحة الداعمة للجيش في الخطوط الأمامية للدفاع عن مدينة الفاشر    إجتماع مهم للإتحاد السوداني مع الكاف بخصوص إيقاف الرخص الإفريقية للمدربين السودانيين    وكيل الحكم الاتحادى يشيد بتجربةمحلية بحرى في خدمة المواطنين    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان        ضياء الدين بلال يكتب: نحن نزرع الشوك    غوتيريش: الشرق الأوسط على شفير الانزلاق إلى نزاع إقليمي شامل    أنشيلوتي: ريال مدريد لا يموت أبدا.. وهذا ما قاله لي جوارديولا    غوارديولا يعلّق بعد الإقصاء أمام ريال مدريد    محاصرة مليوني هاتف في السوق السوداء وخلق 5 آلاف منصب عمل    نوير يبصم على إنجاز أوروبي غير مسبوق    تسلا تطالب المساهمين بالموافقة على صرف 56 مليار دولار لرئيسها التنفيذي    بايرن ميونخ يطيح بآرسنال من الأبطال    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    مباحث المستهلك تضبط 110 الف كرتونة شاي مخالفة للمواصفات    قرار عاجل من النيابة بشأن حريق مول تجاري بأسوان    الرئيس الإيراني: القوات المسلحة جاهزة ومستعدة لأي خطوة للدفاع عن حماية أمن البلاد    خلال ساعات.. الشرطة المغربية توقع بسارقي مجوهرات    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    أحمد داش: ««محمد رمضان تلقائي وكلامه في المشاهد واقعي»    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    ما بين أهلا ووداعا رمضان    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أمسية العرفان احتفالا بستينية العطاء لسارة نقد الله غداً الاثنين بقاعة عواطف إمام بجامعة الأحفاد
نشر في سودانيل يوم 15 - 12 - 2013


(تحولت من النادي نسبة للبرد الشديد)
أدناه كتيب سيوزع في الاحتفالية ناقص كلمة الإمام لأنها ستلقى، بقية الكلمات في الاحتفال ليست بالكتيب.. أرجو أن نلتقيكم غداً أيها الأصدقاء في رحاب حبيبتنا سارة..
في الاحتفال كلمة لأستاذنا محجوب محمد صالح، وبروف بلقيس بدري، وبروف كرار مدير الأهلية وآخرين، ويشارك أ. طارق الأمين وصالون الإبداع بهيئة شئون الأنصار، ومعرض مصاحب..
بسم الله الرحمن الرحيم
سارة بين ستينية المبنى وعشرية المعنى
لجنة الاحتفاء بستينية العطاء لسارة نقد الله
محتويات
مقدمة 3
سارة نقد الله.. سيرة ذاتية 5
سارة بين ستينية المبنى وعشرية المعنى.. الإمام الصادق المهدي 8
سارة نقدالله (الأميرة) والسيدة رفيعة المقام!.. هاشم عوض عبد المجيد 10
سارة: معزوفة على قيثارة الذاكرة .. د. زينب عبد الرحمن أزرق 12
سارة نقد الله سيرة ناصعة ومسيرة قاصدة.. عبد الرسول النور إسماعيل 17
إضاءات حول امرأة استثنائية في أزمان غشيمة.. الفاضل حمد دياب 21
الحبيبة الأخت سارة عبدالله عبد الرحمن نقد الله.. د. آمنة ضرار 24
إلى الحبيبة سارة في شمعتها الستين.. فايزة الحاج علي 27
كل البيوت حين تُبنى تقام على أعمدة وزوايا... مها النيل 29
التجمع النسائي الوطني (سارة نقدالله ممثل حزب الأمة القومي).. انتصار أحمد العقلي 30
رحلة الثمانية: سارة نقدالله والأصدقاء الألداء.. سامية أحمد نهار 33
مقدمة
قبل عشر سنوات قالت لي الحبيبة سارة نقد الله حفظها الله إنها تريد أن تعلن عن بلوغها الخمسين، لتؤكد معنى أنها كامرأة ليست وفقاً للصورة النمطية برمة بتقدم العمر. وهذه الفكرة البسيطة تكمن وراءها فلسفة كاملة في النظر للمرأة. فالنظرة الذكورية التي تعتبر المرأة مجرد جسد للمتعة أو وعاء إنجاب للأطفال كما يقول المثل "المرة ماعون"، تجعل كثيرات يخفن من تلاشي قيمتهن الأنثوية هذه بضياع فترة الخصوبة، ويتمسكن بالتالي بأهداب الشباب. تقدم العمر بالنسبة للمرأة وفق هذه النظرة هو يأسٌ من المحيض يطابق يأساً من الحياة! ولا أسوأ لديهن من متلازمة (العجوز الشمطاء)، ومن هنا تأتي الفكرة الدارجة أن النساء يخفين أعمارهن، حتى عاد إخفاء العمر للمرأة في بعض القوانين متاحاً لمدد معلومة.
ولكن فكرة سارة يومها قلبت ذلك المفهوم، وأتت تأسيساً على ذهنية جديدة لنساء يدركن أن قيمتهن ليست حصرا على الجسد والخصوبة. نساء يؤمن أن المرأة كالرجل كائن من جسد ونفس وعقل وروح، وأن ما يصيب الجسد من كلال ويأس من المحيض بتقدم العمر، قد يعوّض بما تصيبه النفس والروح من سمو والعقل من حكمة بحسب كسب الواحد والواحدة، ومثلما قال الشاعر:
عيرتني بالشيب وهو وقار ليتها عيرت بما هو عار
صار بإمكاننا أن نحلم بنساء ينظرن للشيب وتقدم العمر بمقاييس جديدة!
يومها قلت لسارة، فكرة الإعلان عن عمرك الخمسين جيدة، وهي تعطي إشارات نسوية جديرة بالنظر حول قيمة المرأة خارج الجسد، ولكني رأيت أن معنى سارة أكبر، وأنها تستحق احتفاء ليس فقط كونها امرأة ذات حضور عقلي وروحي إضافي، بل إنها امرأة لها بصمات واضحة في مجتمعها، يجدر بمن حولها الاحتفاء بتلك البصمات، وإظهار أبعادها، خاصة وقد ظلت سارة برغم جسارتها وكلمتها الجهيرة ممن يتوارون أمام الأضواء. وفي مجتمع مأزوم بالحروب والنزاعات، وحزب كذلك محل نزاعات وتدافع داخلي بعضه بفعل فاعل شمولي آثم، ظل الأقدر على إصدار الضجيج والمطالبة هم الأقدر على نيل ما يطلبون في كثير من الأحيان، وظل أمثال سارة هم المتدافعون لدى المغرم المتوارون لدى المغنم، الذين لا يكاد يذكر دورهم الذاكرون. وبالتالي صار الاحتفاء بمن هم مثلها هو احتفاء بالقيم النبيلة في شعبنا التي تجعل العطاء لوجه الله ولوجه الوطن ديدناً متبعاً، لكثيرين لا يرجون ثناءً ولا شكوراً. ولذلك حينما فاتنا أن نحتفي بالخمسينية سألت الله أن يقدرنا على الاحتفاء بالستينية، ونحمده أن أتاح لنا ذلك، وإن في عجالة وبطريقة أقل مما تسحتق صاحبتنا.
هذا الكتيب فيه تجميع لبعض الكلمات التي تغطي جوانب عطاء سارة المختلفة، وصاحب الفكرة فيه هو أستاذ الأجيال صاحب القلم الذهبي أستاذنا محجوب محمد صالح الذي رحّب بفكرة الاحتفال بالستينية وعبر عن استعداده مشكورا أن يكتب حول سارة في يوم ميلادها الستين، وأن يخاطب الاحتفالية، واقترح أن نقوم بتجميع كلمات تلخّص دورها في حزب الأمة، والجامعة الأهلية، وأسرة آل نقد الله، وقضية المرأة، والخدمة المدنية وكل الملفات التي لسارة فيها عطاء مشهود، ليكون عبارة عن كبسولة تعطي الملامح الرئيسية لدور سارة المحتفى به والذي يستحق ذلك الاحتفاء.
اخترت للكتاب العنوان (سارة بين ستينية المعنى وعشرية المعنى) اقتباساً من كلمة الإمام الصادق المهدي وهي كلمة لها ثقلها الذي لا يضاهى لدى المحتفى بها ولدى غالبية القراء الساحقة، ولكن تصادف كذلك أن الكتيب إضافة للسيرة الذاتية يحتوي على عشر كلمات تستمطر معاني سارة هي:
- ثلاث كلمات قدمن كمدخل للحديث عن سارة، الأولى هي كلمة الإمام الصادق المهدي التي اقتبس منها عنوان هذا الكتاب كما ذُكر، والتي لخصت عطاء المحتفى بها في عشر نقاط تحدد ملامح تميزها، وكلمة من الأستاذ هاشم عوض عبد المجيد يختلط فيها الخاص بالعام حول سارة، التي احتوت على دلالات حول اسم (سارة) تصح مدخلاً للحديث حول عطاءاتها المختلفة. والكلمة الثالثة هي كلمة الدكتورة زينب عبد الرحمن أزرق التي بدأت بوصف بيئة أم درمان التي نشأت فيها سارة وقيودها الاجتماعية خاصة على النساء فصلحت كمدخل للحديث عنها من باب استذكار مدى المشوار الطويل الذي سارته سارة لتكون ما كانته من قائدة رائدة كسرت قيوداً وحطمت أسواراً.
- كلمتان تغطيان دورها في حزب الأمة، الأولى من العم الحبيب عبد الرسول النور إسماعيل وفيها يسرد البيئة التي نشأت فيها سارة ويعطي ملامح لدورها في بدايته، والثانية من الحبيب الفاضل حمد دياب الذي ينطلق من ذات البيئة ليعدد ملامح دورها الحالي في حزب الأمة.
- شهادة حول دورها في ديوان شئون الخدمة وما قدمته من أياد بيضاء للخدمة المدنية قبل أن تحيلها يد التمكين والولاء الحزبي للصالح العام في نوفمبر 1989م، وهي شهادة قدمتها الدكتورة آمنة ضرار زميلتها بالديوان.
- وكلمة حول دورها في الجامعة الأهلية من زميلتها الأستاذة فايزة الحاج علي.
- وكلمة حول دورها الأسري من ابنة شقيقتها الحبيبة مها النيل، تصف وضع سارة المميز في الأسرة الصغيرة والممتدة.
- وكلمة حول دورها في التجمع النسائي الديمقراطي الذي نشطت فعالياته خاصة في العقد الأول من عمر (الإنقاذ) من زميلتها المهندسة انتصار أحمد العقلي.
- وكلمة حول تجربة لها ضمن ثمانية نساء من مختلف القوى السياسية جمعتهن في رحلة لألمانيا عام 2007م، رأت صاحبتها، الأستاذة سامية أحمد نهار، أن تلك التجربة كانت مفتاحية في نظرها والأخريات لدور سارة، والاعتراف بتميزها وفرادتها.
وما كنت وددته بحق، هو أن يُسبغ على سارة رسمياً لقب (الأميرة)، لأنها تستحق بسبب كسبها داخل كيان حزب الأمة والأنصار أن تتقلد ذلك المنصب الرفيع الذي لم تنله امرأة حتى الآن باستحقاق، بل صار بسبب غشاوة أصابت قطاعاً في حركتنا الطالبية يوزّع مجاناً في الطرقات لكل والجة لتنظيم الكيان كبديل للقب (حبيبة) الذي صكه وتعامل به الإمام المهدي عليه السلام. ولاحظتُ أن بعض الكلمات في هذا الكتيب تشير إلى سارة ب(الأميرة) وبعضهم في ظني يورثها إمارة أبيها، ولست من المناديات بالوراثة على أية حال. سارة (أميرة) حقاً في كياننا سواء السياسي أم الديني، وتستحق اللقب لكسبها لا ميراثاً ولا عطاء مجانياً ممن لا يملك لمن لا يستحق!
وبالنسبة لي، كمقررة للجنة الاحتفاء بها، ومحررة لهذا الكتيب، وبرغم طول وعمق مراسي لسارة وما لها من أيادٍ بيضاء علي لا تعد ولا تحصى، وطول وحميمية تعاملي مع القلم ثم الكيبورد كتابة وتسجيلاً إلا أنني (هربتُ) من عنت أن أحاول حشر محيط سارة في قطرات كلمات لن توفي ما أعلمه عنها، وما يجمعني بها، ويكفيني أنني قمت بجمع وتحرير هذه الكلمات الجسورة التي أصابت بعض ذلك المستحيل، فأتت بكثير مما يود معاشرو سارة قوله ويلمسونه صباح مساء، وإن كان (الحلو ما يكملش) على قول إخوتنا في مصر، فالكثير الآخر لا زال غير مجلوٍّ بعد!
والمؤمل أن تتكامل هذه الشهادات المكتوبة، مع الشهادات التي سوف تقال في يوم الاحتفال بنادي الأحفاد، لتجمّع بعض الحق المفرّق في صدور الرجال والنساء حول دور سارة في بناء هذا الوطن، ما قامت به، وما تأمل أن تقوم به وحال دونه خرط القتاد. وبذا نكون قد أوفينا لهذه المرأة المعطاءة ولو حبة خردل من وفاء.
رباح الصادق
مقررة لجنة الاحتفاء بستينية العطاء لسارة نقد الله
سارة نقد الله.. سيرة ذاتية
والدها الأمير عبد الله عبد الرحمن نقد الله (رحمه الله) من مؤسسي حزب الأمة وقيادات الأنصار المرموقين – هو وأخوه الأمير محمد نقد الله الوحيدان اللذان نالا الإمارة في كيان الأنصار من المهدية في طورها الثاني. وأمها السيدة زينب عوض جبريل رحمها الله.
مكان وتاريخ الميلاد: ود مدني 16/12/1953م
العنوان: جامعة أم درمان الأهلية ص ب 786 أم درمان- السودان.
المركز العام لحزب الأمة- أم درمان.
بريد إلكتروني: [email protected]
تلفون: 87556583- محمول: 0912354228
المراحل التعليمية والتدريب:
مدرسة ودنوباوي الابتدائية.
مدرسة الأحفاد الوسطى.
مدرسة أم درمان الثانوية: 1974م
جامعة القاهرة فرع الخرطوم- بكالريوس علوم رياضيات 1978م- وقد كانت الأولى على الدفعة ومنحت شهادة تقديرية من الجامعة.
جامعة الخرطوم- ماجستير في الرياضيات التطبيقية- مدرسة العلوم الرياضية- 1983م
معهد الإدارة العامة- كورس إدارة شئون الأفراد 1980.
معهد SPIE (إيطاليا- روما) – كورس علوم الكمبيوتر للتنفيذيين- ديسمبر 1985م
الخبرة العملية:
في وظائف تعاقدية:
o محاضرة بكلية العلوم التطبيقية والحاسوب منذ سبتمبر 2012م
o وكيلة الجامعة الأهلية 1/5/ 2007م- 16/9/2012م
o نائبة عميد كلية العلوم التطبيقية والحاسوب (أكتوبر 2000- أبريل 2007م)جامعة أم درمان الأهلية.
o رئيسة قسم الفيزياء والرياضيات- كلية العلوم التطبيقية والحاسوب- جامعة أم درمان الأهلية، في الفترة (1992- 2000م).
o أستاذ مشارك من أبريل 2004م.
o أستاذ مساعد منذ أكتوبر 1992م حتى مارس 2004م.
o محاضر رياضيات جامعة أم درمان الأهلية 1989- 1992م
o مساعد مدير شئون الخدمة حتى 15 نوفمبر 1989م. (أحيلت للصالح العام بقرار جمهوري رقم 6ج6).
o مفتش أول ميزانية 1985م.
o مفتش الخدمة – أبريل 1983م.
o م مفتش شئون الخدمة 1979م.
في وظائف متعاونة وطوعية:
o محاضرة متعاونة- مدرسة العلوم الرياضية- جامعة الخرطوم 1980- يوليو 1986م.
o رئيسة اللجنة الإدارية لمجلس إدارة هيئة مياه المدن 1986- 1989م.
o عضو مجلس إدارة جريدة صوت الأمة 1985- 1989م.
o عضو مجلس مؤسسي جامعة أم درمان الأهلية 1985 وحتى الآن.
o عضو مجلس أمناء جامعة أم درمان الأهلية 1989- 1994م.
o عضو مؤسس وسكرتيرة هيئة أساتذة جامعة أم درمان الأهلية 1989- 1995م.
o محاضرة متعاونة بجامعة الأحفاد للبنات 1990- 1994م.
المساهمات في مجال المرأة
o وضع برامج لمحو أمية المرأة الوظيفية والإشراف على تنفيذها من خلال أمانة المرأة بحزب الأمة.
o المساهمة في ترقية المرأة الريفية بفتح مراكز تدريب مثل مركز الصحوة بالجزيرة أبا ومركز الصحوة بالفاشر
o عمل محاضرات وسمنارات وورش عمل في مختلف مدن السودان للنهوض بمستوى المرأة منذ عام 1985م وحتى الآن.
o كرمها كل من جامعة الأحفاد للبنات وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (برنامج الحكم الراشد) في مارس 2006، في إطار الاحتفال بمرور مائة عام على تعليم المرأة في السودان، وذلك تقديرا لجهودها الفعالة واعترافا بفضلها وعطائها في مجال صنع القرار.
المساهمة في العمل السياسي داخل حزب الأمة:
o رئيسة المكتب السياسي للحزب (2009- الآن)
o مساعدة رئيس الحزب 2004م
o مقررة المكتب السياسي الانتقالي (أغسطس 2000- أبريل 2004م).
o الناطقة الرسمية للحزب (أكتوبر 2000 حتى أبريل 2004م)
o رئيسة لجنة السكرتارية للإعداد للمؤتمر العام السادس 2002- 2003م.
o عضو الهيئة العليا للقيادة التي قادت العمل السري للحزب بالداخل في فترة العمل الاستثنائي (يونيو 1989- أغسطس 2000م).
o عضو أمانة التنظيم بالحزب 1986م- 1989. وكذلك عضو لجنة الانتخابات للحزب وعضو لجنة الدراسات والبحوث.
o أمينة المرأة لحزب الأمة 1986- 1989م.
o مثلت الحزب في كثير من الوفود داخل وخارج السودان.
o ممثلة الحزب في التجمع النسائي الوطني الديمقراطي.
المساهمة في العمل العام:
o عضو جمعية أمهات السلام 1986- 1989م
o عضو جمعية بابكر بدري العلمية للدراسات النسوية 1986 وحتى الآن.
o عضو جمعية الإمام المهدي الخيرية 1986- 1989م.
o عضو الجمعية العربية لمكافحة التصحر 1985م.
o عضو الجمعية العربية لحقوق الإنسان.
o ممثلة التجمع النسائي في السكرتارية العليا للتجمع الوطني الديمقراطي منذ 1991 وحتى 1998م
o عضو اللجنة الثقافية لمركز عبد الكريم ميرغني الثقافي 1998م.
أوراق وبحوث:
o التشتت العشوائي لجزيئات كيلر.
o المرأة في الإسلام.
o ضرورة مشاركة المرأة في أماكن اتخاذ القرار.
o التنظيمات السياسية النسائية السودانية بالتركيز على المرأة في حزب الأمة.
o كيفية وقف الزحف الصحراوي من وجهة نظر رياضية.
o المشاركة السياسية للمرأة السودانية.
o سيداو من منظور إسلامي.
o استراتيجية للمرأة السودانية.
o رؤية حزب الأمة للسلام في السودان.
المؤتمرات، ورش العمل والاجتماعات الهامة:
مؤتمر الزحف الصحراوي في الأرض الجافة- المركز العالمي للفيزياء النظرية- الخرطوم- ديسمبر 1985م.
مؤتمر المنظمة العربية لحقوق الإنسان- 1986م.
المؤتمر العام لحزب العمل المصري- القاهرة 1987م.
المؤتمر الشعبي لوقف الحرب العراقية الإيرانية- بغداد 1987م
مؤتمر البعد الإنساني في التنمية- تحت إشراف الأمم المتحدة والبنك الدولي- الخرطوم- 1987م.
اجتماعات قيادة الداخل والخارج بحزب الأمة- فبراير 2000م – القاهرة.
مؤتمر تفعيل دور المرأة السودانية في السلام الذي خرج عنه إعلان ماسترخ- هولندا أبريل 2000م
مؤتمر الحقوق السياسية والاجتماعية والثقافية بعد الفترة الانتقالية في السودان- منبر السودان المدني وحركة عموم إفريقيا- كمبالا – يوليو 2000م.
اجتماعات قمة حزب الأمة بالداخل والخارج- أغسطس 2000م.
اجتماعات الهيئة العليا للتجمع الوطني الديمقراطي- سبتمبر 2000م- مصوع –إرتريا.
ورشة عمل نحو دخول النوع في مناهج الجامعات – جامعة الأحفاد للبنات وجامعة مانشستر بالتعاون مع المجلس البريطاني الخرطوم- أغسطس 2001م.
ورشة عمل محاربة ختان البنات تحت رعاية منظمة يونيفيم الخرطوم 2001م.
مؤتمر المرأة السودانية أجندة المستقبل- تحت إشراف منبر السودان المدني- حركة عموم إفريقيا- كمبالا مارس 2002م.
ورشة عمل مناقشة النوع في الدول الإسلامية- جامعة هامبولد- برلين ألمانيا يوليو 2002م.
كورس تدريبي (النوع والمواطنة والحكم الراشد) بيروت الفترة 24أبريل- 3 مايو 2006م. نظمه المعهد الملكي الهولندي بالتعاون مع مجموعة البحث والتدريب في التنمية اللبنانية.
ورشة عمل لتدريب مدربين في مجال التعايش السلمي للأديان- نظمها المؤتمر العالمي للأديان من أجل السلام- نيروبي الفترة من 4-7 فبراير 2007م
حلقة نقاش عن الحقيقة والعدالة والمصالحة في السودان 26-29 مارس 2007م – سمرست Somerset بانجلترا، نظمتها منظمة كونكورديس انترناشيونال.
سارة نقدالله (الأميرة) والسيدة رفيعة المقام!.. هاشم عوض عبد المجيد
إذ أكتب هذه الإفادة فإنه يختلط لدي الخاص والعام، وحينما يكون الحديث عن (سارة نقدالله) يصبح بالكاد مقدوراً على الشخص أن يفرق بين الخاص والعام، أما في الخصوص فقد قيض الله لي أن أعرف "سارة" عن قُرب: في الفرح والحزن. كما عرفتها في العسر واليسر، وعايشتها في الرضا والغضب، أعرفها "سارة" المهندمة الأنيقة؛ إذ تُصر أن "تلفحني" معها في أحد مشاويرها، كما أعرفها سارة "المُنكَّشة" وهي غائصة في أغوار المطبخ تجهز "مويات" رمضان أو فطور العيد! رغم قِناع الصرامة الذي تضعه على وجهها وتخفي به دواخلها، فإن "سارة" سريعة الدمعة في فرحها وحزنها، تجدها على قدر من الرهافة والحساسية بحيث تهتم بتفاصيل لم تخطر لك على بالٍ، "سارة" من قلائل الناس الذين يأتون سراعاً ساعة سماع نبأ وفاة قريب أو حبيب وهو يحمل معه كفناً!!
أستطيع أن أقول إن "سارة" صديقتي قبل أن تكون جدّة أبنائي. أجتهد دوماً معها في تقديم صلة الصداقة قبل أي صلة أخرى بها... ذلك أن سارة ممن يُستمتع بصداقتهم ! يمكن أن تتوكأ عليها وأنت مطمئن لأنها ستكون سنداً لك إذا احتجت لها، رغم أن أعمارنا متقاربة! فإنها تصر أن تناديني يا.. "ولد"!... ذات فجر غريب !! وهي في المحكمة أمام قاضيها "غير الطبيعي" ووسط زميلاتها وأنا أقف محامٍ أدافع عنها تناديني يا "ولد"!!، ولم تجد في ذلك بُدّاً زميلتها (سعاد إبراهيم أحمد) فأخذت تردد معها قولها أمام قاضيهن "غير الطبيعي": "يا ولد نحن ما دايرين محامي، نحن طلعنا في المظاهرة... ونحن قلنا... ونحن فعلنا" أخذت أتأمل فيهن وفي وضعي كرجل قانون يبحث لموكليه عن البراءة، وموكلوه يصرون على الإقرار بفعل لا يرون فيه جرماً. وأنا غارقٌ في تأملي لهن طردني القاضي "غير الطبيعي" من قاعة المحكمة!! وفي ذاك الحين تعلمت منهن درساً، فقد كان الحكم القضائي الذي صدر ضدهن هو جلّ ما يطمحن إليه لتجريم قاضيهن "غير الطبيعي" ومن أتى به ليحاكمهن!! وقد فعلن، فقد كتب التاريخ أن "ساره نقدالله" وزميلاتها - في سابقة لم تحدث من قبل - قد فُتحت لهن أبواب المحاكم السودانية في ساعات الفجر الأولى لتتم محاكمتهن لمعارضتهن الحرب ضد الجنوب وضد تجنيد الأطفال!!
حتماً وهي تقرأ هذه الكلمات أو تستمع إليها ستكون أول ردة فعل لها أن تتمتم قائلة: "شوفوا الولد ده". في حقيقة الأمر هي توزع هذه الكلمة ورديفتها " البت" في صفاء وعفوية بين ضحكاتها على كثيرين ممن تَوِدهم رجالاً ونساء، وربما كثيرون منكم سوف يستحضر الآن مناداتها له يا "ولد" أو يا "بت" تودداً.
في العموم ؛ عملت معها في أكثر من مجال: عملت معها في التدريس متعاوناً مع جامعة أمدرمان الأهلية منتصف تسعينات القرن الماضي، كنت شاهداً على جديتها وإخلاصها وفنائها في عملها. "سارة" تتمتع بقدرة احتمال عالية، ورغم أنها قد تشتاط غضباً أو تنفعل بسبب أمرٍ ما كما سائر الناس، إلا أنها تفوق الكثيرين بأنها صبورة وذات جَلَدْ وقوة تحمل عالية، شخص بهذه الصفات لا بد وأن تجد بصماته في أعمال كبيرة وجليلة ودونك "جامعة أمدرمان الأهلية" إذ نشطت في أعمالها منذ أن كانت فكرة إلى أن أصبحت مؤسسة تعليمية يشار لها بالبنان.
في العمل الحزبي فإن سارة (قائد) من شاكلة خاصة، تجدها في الصباح تدير اجتماعاً يلتئم فيه الصف الأول لحزبها، وفي الظهر تشارك الطلاب في تظاهرة بإحدى الجامعات. وفي المساء تزور شخصاً مغموراً من أعضاء حزبها تؤدي له واجب الوفاء. عرفتها في مجال العمل العام والحزبي منذ أن كنت طالباً وأدين لها بالكثير، ومن الوفاء والعرفان أن أقر بأنها ممن أمسكوا بيدي وأنا أمشي أولى خطواتي في دروب العمل العام. لقد شهدت لها مواقف وأعمال قد لا يكون مناسباً سردها الآن، ولكن حتماً هي محفورة في الوجدان مآثر مما سيذكره التاريخ. لست ممن يطلبون من "سارة" أن تكون شخصاً آخر غيرها، إذ أن "سارة" لا يمكن إلا أن تكون شخصها وكينونتها...لذا قد أختلف معها ولكن لا أملك إلا أن أحترمها.
تمتلك سارة خاصية فريدة قليل من يتحلى بها: فقد قيل أن الراحل "محمد إبراهيم نقد" كان يوصي رفاقه أن يدفنوا في الأرض أوراقهم وما تحتويه من أسرار حتى لا تكون عرضة لمخالفيهم...وكان يسمي الأرض ب "البكماء" لأنها لا تبوح بما في جوفها مما تعلمه. إن "سارة" هي "أرضنا" التي نودع في جنباتها الكثير من أسرار العمل العام؛ هي على فصاحتها وجسارتها "بكماء" حزب الأمة في تاريخه المعاصر وكاتمة أسراره، وحتماً في جوفها الكثير !!
في العمل العام فإنه قد يختلف كثيرون مع "سارة" سواءً في قناعاتها المبدئية أو تقديراتها لشأنٍ ما، لكن يتفق كل من يعرف "سارة" في أنها محبة لهذا الوطن مخلصة، نزيهة، متجردة، مناضلة صلبة وشرسة وأنها ضحّت وظلت تُضحي من أجل قناعاتها وتقديراتها!
قالت العرب في مأثورها: " لكل أمرئ من اسمه نصيب" ! و"سارة" قد أخذت من معاني اسمها الكثير، حقيقة لقد اندهشت مما وجدته وأنا أنقب في مدلول الاسم "سارة" الشائع لدى ثقافات ومجتمعات مختلفة؛ ففي العبرية تدل كلمة (سارة) على السيدة رفيعة المقام؛ وعادةً ما تترجم في هذه اللغة ب (الأميرة) ، وقيل إنها في أصول اللغة العبرية أصلها "ساراي" ومعناها المجاهدة، أما في اللغة العبرية الإسرائيلية المعاصرة فإنها تعني "المرأة الوزيرة"، وفي اللغة السنسكريتية (الهندية القديمة) فإن "سارة" تعني ضمن ما تعني : الجوهر/ الخلاصة، وفي اللغة الفارسية فإن "ساره" تعني: الصفاء/ الامتياز/ الأمانة، أما في السريانية فإن "سارة" هي: الأخت/ السيدة!
تأملوا معي أليست هي ساره نقدالله: "السيدة رفيعة المقام"؛ و"المجاهدة" ؛ و"الأميرة" ؛و"المرأة الوزيرة"؛ و"الجوهر" ؛ و "الخلاصة"؛ و"الصفاء" ؛ و"الامتياز" ؛ و"الأمانة" ؛ و"الأخت" ؛ و"السيدة"؟
إن سارة من طينة سيدات قلائل لا يُلهيهِنّ المُتخيل العام لشخصهن لدى الناس عما يرين أنه واجب عليهن القيام به... لذا تجدها حيث لم تكن تتوقع... ولكن دوماً في الأمام.
المملكة العربية السعودية
الرياض 12/12/2013م
سارة: معزوفة على قيثارة الذاكرة .. د. زينب عبد الرحمن أزرق
البحث في خارطة الذاكرة لإستجلاء مكنوناتها ممارسة تقنع بها النفس أحياناً هروباً من غيابة الواقع وأحياناً أخرى لإستدعاء مواقف أو أحداث بعُدت كثيراً. ولى فى إحدى زواياها خواطر ذات وقع خاص، علاقة ربطتنى بأخت روحى سارة، وأنا أحمل منسأة الترحال فى ثناياها بحثاً عن محطات حملتنا معاً أجدها تخفق فرحاً أحياناً وأتراحاً أحاييناً .
مسيرتى مع سارة مشوار بدأت خطواته ونحن زغب الحواصل فى المدرسة الإبتدائية مدرسة الإمام عبد الرحمن المهدى بودنوباوى، مروراً بمدرسة أم درمان الثانوية بنات حيث أخصب دورات الفصول مضطرما بها الفؤاد ومن دقاته الكبرى نصيب لا يزال يحن إلى تلك السنوات المورقات.
وطالما أن الدراسات العلمية أكدت قوة ذاكرة المرأة خاصة الذاكرة طويلة المدى أطمع أن تأذن لى باستدعائها ما شاءت وشاء لها هوى النفس. وللحديث عن هذه السيرة كان لا بد من استعراض مختصر لمجتمع المرأة آنذاك، ومجتمع أم درمان على وجه الخصوص.
أم درمان شهدت نشأتنا، أم أعطت ومابخلت فمن أنا من الذاكرين إن لم أذكر أم درمان، وكعهدها دائماً ولأنها ولدت بالتهليل والتكبير أعطتنا ذلك الأحساس بالأمان فنشأنا فى أزقتها وشوارعها بلا خوف يسوق خطانا، ولا قلق يؤرقنا اخوان على سرر متحابين، وما أن اشتد عُودنا انتمينا إلى عالمنا عالم النساء، وهو عالم له قوانينه آنذاك كما له محاذيره، فعملية التطبيع الإجتماعى جعلت من المرأه أداة للإنجاب والمساعدة في العمل، فعالم الرجل المميز آنذاك شاركت المرأة نفسها فى صنعه، ويستشهد الذهن الشعبى بأغنية ظلت تتردد لزمن طويل (تبكر بالوليد والفايده الإيد) ، وكنت أعجب حين تقول الواحدة من النساء للنفساء إذا كان المولود ذكراً لابد من إكثار التعطر والتزيّن، اما إذا كان المولود أنثى فغالباً لا نسمع مثل هذه النصيحة. كذلك المعاملة فى المنزل، ودرجة الحريات محكومه بالنوع، فالأنثى تغسل وتكوى وتنظف وتطبخ لأخيها الذكر وإن كان هو أصغر منها سناً.. صحيح أنه قد سمح لها بالعمل وإن لم يتنازل الرجل عن إمتيازاته فقتلها صراع الأدوار. ومع كل ما تقوم به كان يقال عنها "المرة كان فاس ما بتكسر الراس".
هذه المقولات وغيرها ربما أحدثت بعض الإرباك فى شخصية المرأة، فاضطرت إلى الإذعان لهذا الواقع دون مقاومة تذكر، فأدوارها مرسومه بعناية تامة، فهى ومنذ صغرها تعي تماماً أن المنزل بالنسبة لها محطة لا بد من مغادرتها يوماً ما، وأن "كل ساقطة ليها لاقطة"، فمؤسسة الزواج نفسها كانت مهمة فى حياة المرأة لأنها تعنى منح بعض الحريات والاعتراف بدورها فى المجتمع، فيحل الانعتاق من السلطات المتعددة: سلطة الأب والاخ.
ورغم دورها فى صياغة الأحداث المجتمعية الكبرى آنذاك، ورغم تأثيرها المباشر على مجريات الأحداث اليومية، ورغم الحقوق السياسية التى نالتها المرأة التى أكدها الدستور، ورغم صياغة القوانين التى تكفل لها جميع حقوقها على أساس العدالة والمساواة، إلا أن هذه الحقوق جعلتها أكثر إرباكاً، ففى السياسة فغالباً ما ينحاز النساء إلى شكلية الموقف فيدعمن حملات الانتخاب التى ترشح الرجال، وبعض النساء يستسلمن إلى فكرة أنه لا فائدة للمجتمع من إشراكنا فى القرار السياسي.
رغم زيادة فرص تعليم المرأة وتدريبها ورغم أن مشاركتها فى الإقتراع والحملات الإنتخابية منذ العام 1954م لإختيار أعضاء البرلمان إلا أنها ما زالت بعيدة عن مواقع اتخاذ القرار، رغم أن أول امرأة دخلت البرلمان كانت عام 1965م إلا ان تمثيلها ظل منخفضاً.
أما المجال القضائى فقد انخرطت فيه النساء منذ عام 1965م حيث عملت محامية وقاضية ومستشارة.
أما في مجال التنمية الإقتصادية والإجتماعية فقد مثلت المرأة نسبة مقدرة، خاصة فى القطاع التقليدي الزراعي، وتشارك بفعالية في جميع مجالات العمل، وكفلت لها تشريعات العمل المساواة العادلة فى الحقوق والواجبات، كما شهدت معدلات التحاق البنات بالتعليم زيادة كبيرة حتى أنها كانت تتلقى تعليمها العالى خارج السودان.
وإذا كان مجتمع أم درمان هو المؤشر الذى يمكن أن نقيس به بقية المجتمعات فى السودان باعتبار أنه بمثابة البوتقه التى انصهرت فيها أهل السودان باختلاف سحناتهم ولهجاتهم، فإننا نلحظ أنه قد منح المرأة حريات اجتماعية محدودة. وفى مجال الزى مثلاً كان لا يسمح للنساء الشابات بالتزيي بحرية، فالتوب كان يمثل مؤشر انتقال المرأة من مرحلة الطفولة إلى الشباب، أما الطرحة فكانت للقاصرات. ورغم أن التدين لم يكن مظهراً إلا أنه كان سلوكاً، إلا أن النساء كبيرات السن كن لا يحبذن المرأة المتدينة فتقول الواحدة منهن "الدجاجة العوعاية ولا المرأة الصلاية". وفى زماننا ذلك كانت الحبوبات لهن اليد الطولى فى اتخاذ القرارات فى الأسر، فهن يطلقن الألقاب على الشباب، فنادراً ما تجد أحداً يخلو من لقب، كما كن يعملن بإصرار على تطبيق كل العادات، وأهمها الختان، لذلك احتلت الداية القانونية مكانة مرموقة فى المجتمع بحقيبتها الحديدية النظيفه والموسى تقبع فى أحد أركانها تجول بين المنازل تمنح العفة الممهورة بالدم والمرض وأحيانا التضحية بالروح، فالخوف من المجتمع كان الهاجس الأكبر فماذا يقول عنا الناس؟ هو السؤال الذى يفرض نفسه فى الاعتراض على أية ممارسة سالبة كانت أم إيجابية، إلا أن مراكز الإستشارة كمؤسسة الأحفاد، كانت قد بدأت أولى خطواتها فى التصدى لظاهرة الختان المتدثر بدثار الدين أحيانا مما جعله حياً لأجيال خلت. والموسى لم تقنع بوصم العفة الجسدية ولكنها أيضا تدخلت فى رسم صورة الجمال ففصدت أوجه النساء بدعوى الجمال، وصارت مهنة التشليخ مهنه فنية دقيقة، وصار الشعراء يتغنون بالشلوخ ويروجون لهذا المفهوم الجمالى، ونساء أم درمان كن يفضلن الشلوخ الطويلة العريضة العميقه التى يطلق عليها المطارق والتى قال فيها أحد شعراء البادية :
ماذنب الزول الشلوخه تمانيه
بينى وبينه دول الإنجليز والمانيه
ياعابد اللالوبه زاهد الفانيه
ارحم حالة روحى مدندنه وفانيه
الا ان هذه العملية بدأ المجتمع فى رفضها منذ الخمسينات فيقول المطرب حسن عطيه :-
ماشوهك بفصادة
للخدود السادة
كذلك أغنية السادة لونه خمرى، وغيرها من الأغنيات التى بدأت فى شجب عادة التشليخ، وخلق صوره ذهنية مغايره للمفهوم الجمالى فى التشليخ.فأصبحت النساء يتخلين عنها شيئاً فشيئاً حتى انحصرت فى نطاق ضيق جدا فى جيل الجدات فقط.
لهجة نساء ام درمان
وكما ذكرت فإن مجتمع أم درمان أفرزته عدد من الهجرات من الريف إليه خاصة فى عهد المهدية لأن مفهوم الهجرة كان من المفاهيم الأساسية إبان المهدية، مما أكسبه صفات خاصة به، وسمات لغوية خاصة لدى نسائه فرسمت خارطة لغوية خاصة فى الاحياء العريقه ورغم إنتشار التعليم الا ان النساء المتعلمات كن يتداولن ذات الالفاظ التى طورها مجتمعهن بحسب نسبة انغلاقه وابتعاده عن مجتمع الذكور، حتى أن هناك ألفاظاً إذا تفوه بها الرجل تعد خدشاً فى رجولته. كما أنه كانت قد بدأت تنمو طبقة اجتماعية قياساً بالمعيار الاقتصادى وكانت نساؤها يملن الى استخدام الألفاظ الإنجليزية أو ترقيق الأصوات العربية المفخمة، وقد يرجع ذلك إلى بدايات الانفتاح على الغرب، أو التأثر بالمواد الإعلامية الغربية. كما أن عزلتهن عن الرجال أيضا دفعت بهن إلى اختلاق المناسبات الخاصة بهن، وكلما كان سياج العزلة عن الرجال مستحكماً، كلما كانت اللغة الخاصة بهن أوفر قاموساً، وإن كان أسلوب النساء خاصة المسنات أقرب إلى الأسلوب الأدبى الذى يعتمد على التصوير الدقيق، وتلمس أوجه الشبه، كما أن تعابيرهن كانت تميزها لمسة من المودة والإلفه واستخدام بعض التعابير الإباحية أحياناً، وإن كانت الأجيال الحديثة التى كنا ننتمى إليها آنذاك لا تتقن هذه اللغة، وإن كان هناك احترام الحبوبات والاستئناس بهن واللجوء إلى حكمتهن مما نفتقده هذه الأيام وما يفتقر إليه هذا الجيل، ومن أمثال ذلك كانت الواحدة إذا أرادت أن تصف اختها بالتسرع مثلا تقول "شفقانة شفقة بت مكنتن الطلعت على راجلها بجزماتا".. أو "فارغة فراغ من متلها الباعت أمها وكست راجلها وقالت ما قرم رجال لكن سترة حال"!
هكذا كنا نسمع مثل هذه التعبيرات من كبيرات السن فى مجتمعنا، وإن كانت قد آلت الى الاندثار مخلفة بعض الألفاظ والتعبيرات التى تضرب عميقاً فى القيم السالبة، لتخلق ألفاظاً تسخر من الكبار، كأن يطلقوا عليهم جلاكين ساخرين، أو دقوا ليه خروج فى إشارة لاقتراب أجله، مما ساهم فى إحداث فجوة بين الأجيال. ففى زماننا كانت النساء كبيرات السن وفى كثير من مناحى سلوكهن يمثلن مصدات قويه للتيارات السالبة التى تقلع قيم العفاف والاهتمام بالعرض.. كانت تقول الواحدة منهن تصف عفة إحداهن "فلانة شدة ماعفيفة ونضيفة دمها يداوو بيه الكلف". أو "بت الرجال البسترو الحال ديل البعرفو الغرض ويصونو العرض". أو التخفيف على وقع مصيبة العانس أو من فاتها قطار الزواج "بت الناس كلما بارت استخارت". كنا نردد هذه المقولات أحياناً وننسبها إلى كبيراتنا ولا ننسببها إلى المساطيل حتى صار مسطول الأمس عاقل اليوم وحكيم الأمة وخبيرها ومؤنسها، هذه الصورة الذهنية الإيجابية التى شكلت للمسطول جعلته قيمة ربما تدفع بالكثيرين إلى الانخراط فى معية الساطلين!
أما فى مجال الفن كانت بداية البلابل فى وولوج دنيا الفن وهن كريمات الأستاذ طلسم الناظر بالمدارس الثانوية. هادية أكبرهن والتى كانت زميلتنا فى الدراسة الثانوية وكانت تتمتع بحس نقدى ومقدرة على التعبير كنا نفتقدها نحن بنات جيلها. ولم تكن الفنانة الطقطاقة مثلاً هى التى أعطت للوطن وعملت على استقلاله كما وصفها المذيع فى الذكرى السنوية لوفاتها، بل كانت مجرد مغنية تطقطق للعروسات خاصة الثريات منهن. وكأنى بها حملة مقصودة لتزييف الوعي فى السودان، وإلا كيف تمر ذكرى استشهاد الخليفة عبدالله مرور الكرام بينما تتقد الذاكرة المزيفة بمرور عام على وفاة مغنية لم يكن لها دور فى الاستقلال إلا أنها تزيت بتوب يشبه ألوان العلم وغنت للأزهرى؟!
باختصار كان مجتمع أم درمان محافظاً إلى حد كبير رغم مظاهر الحداثة من تعليم وتوظيف للمرأة ونشاطات طوعية ومكانه لها خصوصيتها.
العلاقة بسارة
فى هذا المجتمع نشأنا سارة وأنا في مدرسة ود نوباوى الإبتدائية وكنا نحترم مدرساتنا ونلبى طلباتهن بسعادة بالغة وهن يزرعن فسائل الأخلاق. المدرسة الواحدة منهن كانت تلبس التوب الابيض الزى الرسمى وما أن تصل إلى المدرسة تستبدله بالطرحة حتى تستطيع الحركة دون قيود خاصة فى طابور الصباح حيث التفتيش كل يكشف تنورته حتى تستطيع المدرسة الوقوف على درجة النظافة فى الأظافر والملابس الداخلية ثم ننصرف إلى القاعات "الفصول"، وما أن يرن جرس الفطور إلا كانت مجموعات تتدافع فى مظان أزيار الشراب حيث تسمع صوت التلميذات صائحات "حلوقى فى حلقوك"، هذا التعبير بمثابة قسم أن تمنحها كوز الشراب لها فقط ليس للتى تأتى بعدها. وأخريات يخططن لعبة الحجلة فى الأرض فترى الأقدام الصغيرة تدفع بالحجارة من مربع إلى آخر وصيحات الشجار والخصام، والمشادة الكلامية لرفع وتيرة العراك "القرادة المستبدة.. كان أصالحك أبقى قردة ..القرادة عايزة الصلح والسوسة ماكلة الضرس"، ومجموعات أخرى تلعب "سك سك" وأخريات يترنمن بأناشيد المدرسة "نحن الطيور أيها الانسان"، وسرعان ما يرن جرس الخروج فنمضى كل منا فى حال سبيلنا من ذهبت الى البوت أو إلى الجان لنشترى بضاعته أو إلى قمرن نشتري سلطة الروب باللقيمات.
فى المرحلة الثانوية توثقت علاقتنا أكثر، حيث أصبحنا على درجة من الوعى تسمح لنا باكتشاف أهمية الصديق الذى ينتمى إلى ذات معتقداتك حيث يكون الإطار المرجعى موحداً واللغة مشتركة وهكذا كنا سارة وأنا تجمعنا المعتقدات الأنصارية مما سهل العلاقة بيننا، إذ اطمأنت الأسرتان لتلك العلاقة وباركوا خيوطها المنسوجة بالحب الأخوى. فظلت علاقتنا صامدة لم يدق بيننا إسفين، فسارة طيبة حنونة تشعرك بالأمان وأنك الوحيد المتربع فى بؤرة اهتمامها، ورغم صغر سنها إلا أن نشأتها فى بيت الأمير أورثتها هذه المعانى، فالبيت كبير بمعنى الكلمة، ليس بهاو أبواب خصوصية، كان بحق بيت السودان، وأشجار الياسمين تتسلق الجدران فالداخل تعطر أنفه رائحة الياسمين النفاذة، وما أن تدلف داخل الحوش الكبير المتعدد المنازل حتى تحس و كأنك فى قطعة من السودان الكبير مدينة أو قل حى كامل فالناس دائماً في حركة دائ


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.