يبدو أن الاجتماع الذي عقده مجلس إدارة نادي الهلال مع الاتحاد السوداني لكرة القدم بصورة مفاجئة ودون سابق إعلان عن اجتماع مزمع عقده بين الطرفين سيثير الكثير من الجدل, فقد جاءت مخرجات ذلك الاجتماع المريب غامضة وتشير إلى أن هناك شيئاً ما اتفق عليه اتحاد الكرة مع نادي الهلال بخصوص شكواه ضد اللاعب بكري المدينة برغم أن الأزرق وصل في تلك القضية إلى آخر مراحل التقاضي (لجنة الاستئنافات) التي أكدت بدورها صحة تسجيل اللاعب للمريخ وبالتالي لم يتبق أمام الهلال غير استرداد المبلغ الذي دفعه للمدينة عبر اللجنة التي تتولى التحكيم في الملف, الاجتماع المريب وجد ردة فعل عنيفة من جانب نادي المريخ الذي أصدر بياناً عاصفاً ممهوراً بتوقيع الفريق طارق عثمان الطاهر الأمين العام للمجلس حيث جاء في البيان: البيان المشترك للاتحاد السوداني والهلال هو محاولة لإيجاد مخرج آمن للهلال من قراره السابق بالانسحاب من بطولة الدوري الممتاز ولأسباب واهية القصد منها فقط التهديد للخروج بمكاسب غير مستحقة قانوناً, ومضى البيان: يعلم الجميع بأن الشكوى فى صحة تسجيل اللاعب بكري عبدالقادر تم رفضها من قبل اللجنة المنظمة ثم لجنة الاستئنافات قبل حوالي شهر, وفى مقدور الطرف صاحب الاستئناف استلام القرار مباشرة من المكتب المختص وليس من خلال اجتماع مشترك يضم قيادات الاتحاد ليتم تصوير الأمر وكأنه استجابة لضغوط من نادي الهلال, ثم ان قضية تسجيل اللاعب بكري حالياً أمام هيئة التحكيم التى أمرت بها لجنة الاستئنافات وقام الهلال بتسمية ممثله وهي هيئة لم يتم تكوينها للنظر فى صحة التسجيل والتى صدر فيها حكماً نهائياً من لجنة الاستئنافات, ومنعاً للتضليل السائد حول هذه القضية فان التحكيم هو بين نادي الهلال واللاعب بكري فى المبلغ المستلم والمودع بكامله طرف الاتحاد , وان ممثل اللاعب بكري فى هيئة التحكيم وحسب رغبة اللاعب كتابة هو السيد متوكل احمد علي وليس السيد اسامة عطا المنان والذي درج الاعلام الهلالي على ايراد اسمه كممثل للاعب تضليلا للرأي العام وإظهاره بعدم الحياد أو الانحياز للمريخ وهي فرية وكذبة معلومة الدوافع والأغراض. احتجاج على فقرات بعينها في البيان كذلك احتج مجلس إدارة نادي المريخ على فقرات بعينها وردت في البيان الصادر من الاتحاد ونادي الهلال لأنها مريبة وتشير إلى أن هناك شيئاً ما تم الاتفاق عليه بصورة سرية بين الطرفين والفقرات هي: أولاً: هذه القضية صدر فيها قرار نهائي من لجنة الإستئنافات, فهل هناك أي نية من الاتحاد للالتفاف بنقض قرار لجنة الإستئنافات وهي لجنة عدلية مستقلة. ثانياً: هل هناك أي نية لإلغاء قرار لجنة الإستئنافات الخاص بتكوين لجنة تحكيم وهي لجنة قانونية لا يجوز إلغاؤها بعد تسمية كل طرف لممثله حتى ولو تغيب عن حضورها, وهي بذلك لا يمكن التهرب منها. ثالثاً : ماذا يعني الاتحاد بتأمينه على الالتزام بقرارات المؤسسات الدولية العدلية ,فهذا من البديهيات مالم يكن هناك اتفاقاً غير معلن. رابعاً : سيقوم مجلس الادارة بطلب إيضاحات من الاتحاد السوداني عن هذا الاجتماع المشترك ومخرجاته طالما أن هذا الاجتماع ناقش قضية لاعب نادي المريخ بكري عبدالقادر وحاول الالتفاف عليها. خامساً : إن مخرجات الاجتماع المشترك فيها إستخفاف غير مقبول بنادي المريخ , وإذا كان الاتحاد يرمي لإسترضاء نادي الهلال فلن يكون ذلك على حساب المريخ بأي حال من الاحوال. يكرر مجلس إدارة نادي المريخ وجهة نظره التى ظل يرددها دائماً بأن الفوضى والتضليل والإساءات والتحامل لا يتم تجاوزهم بالجوديات بل بتطبيق صارم للقانون لإجتثاث هذه الظواهر المهددة للوسط الرياضي ولمسيرة تطوير الكرة السودانية. ما وراء السطور من البيان المريخي يتضح أن مجلس الإدارة يعي تماماً كل المخططات التي تدور في الخفاء من أجل استرضاء الهلال على حساب المريخ ولذلك تحسب مجلس إدارة نادي المريخ جيداً للخطوة التي أقدم عليها الاتحاد بتسليم خطاب رفض الاستئناف مع تأمين الاتحاد على الالتزام بأي قرار صادر عن المؤسسات الدولية وهو ما يكشف أن هناك اتفاق سري تم بين الطرفين حتى يطعن الهلال في القرار للمؤسسات الدولية والتي سترجع في النهاية لاتحاد الكرة حتى يقدم المساعدات اللازمة للهلال وهي خطوة لن يستطيع اتحاد الكرة تنفيذها حتى وإن وعد بها نادي الهلال لأن أي خطأ يترتب على تسجيل المدينة يتحمل مسئوليته الاتحاد لا نادي المريخ ولذلك فإن اتحاد الكرة حتى وإن وعد الهلال بخطوة كهذه سيكون الأمر من باب التخدير واستهلاك الوقت لا أكثر. احتجاج على جودية مجلس الصحافة وفي جزئية أخرى من البيان أكد مجلس إدارة نادي المريخ رفضه لأعمال الجودية في مؤسستي اتحاد الكرة التي تحاول استرضاء الهلال ومجلس الصحافة الذي يحاول احتواء المساجلات بين صحيفتي الزعيم والأسياد بدلاً عن إعمال القانون بعيداً عن الجودية وجاء في هذا: جاء بالأجهزة الإعلامية صباح أمس الاثنين إشارة لأعمال الجودية التى قامت بها لجنة ( الرصد والشكاوى بمجلس الصحافة والمطبوعات) عن ما سمي ( إحتواء الخلافات ووقف المساجلات) بين صحيفتي (الزعيم) و (الاسياد) , وعن الجودية الأخرى المسماة (طي صفحة الخلاف ) بين (الاتحاد ) و (الهلال) . يرجو مجلس ادارة نادي المريخ توضيح وجهة نظره الرسمية في أن ما قامت به المؤسستان (مجلس الصحافة ) و ( الاتحاد السوداني ) يؤكد ما ظل يذكره مجلس ادارة نادي المريخ في كثير من المواقف والتي تتلخص في أن الأجهزة الرقابية أو السلطات المختصة بالشأن الرياضي عاجزة أو غير راغبة أو لا تتوفر لها الارادة لتطبيق القانون وحسم الفوضى التي أصبحت سمة غالبة في الوسط الرياضي بسبب هذا المنهج .