مريخ السودان يحلّق في مجموعات الأبطال ويحول الترجي للكونفدرالية هدف ضفر صعّب مهمة أصحاب الأرض وبن شريفية أنقذ فريقه من هزيمة تاريخية تونس وائل السر حلّق مريخ السودان بجدارة في مجموعات دوري الأبطال وحوّل الترجي باسمه الكبير إلى الكونفدرالية بعد ملحمة بطولية أبلى فيها فرسان المريخ بلاءً حسناً واستبسلوا في مواجهة هجوم عنيف من الترجي الذي سعى بشتى السبل من أجل العودة للمباراة بعد أن صعّب ضفر من مهمته كثيراً بالهدف الجميل الذي سجله في الشوط الأول والذي جعل الترجي بحاجة لثلاثة أهداف وأنهى المريخ الشوط الأول متقدماً ليرمي الترجي بثقله في الشوط الثاني وينجح في تسجيل هدفين لكن المحصلة النهائية لم تكن تكفي لغير التحول إلى الكونفدرالية. الشوط الأول استهل المريخ المباراة بتشكيلة مكونة من جمال سالم في حراسة المرمى، أمير كمال وعلاء الدين يوسف في متوسط الدفاع، مصعب عمر ورمضان عجب على الأطراف، ضفر، سالمون، وأيمن سعيد في الوسط المتأخر، وراجي وكوفي في الوسط المتقدم مع مشاركة بكري المدينة وحيداً في المقدمة الهجومية، ومن هذه التشكيلة وضح أن غارزيتو يريد أن يؤمّن المنطقة الخلفية بصرامة مع الاعتماد على الهجمات المرتدة لاستغلال سرعة راجي وكوفي وبكري وحققت خطته نجاحاً لافتاً حيث مثّل هذا الثلاثي المدعوم بضفر خطورة بالغة على دفاع الترجي في كل الهجمات التي ارتد بها المريخ، بدأت محاولات الترجي الهجومية في حدود الدقيقة الثالثة من تمريرة للجويني داخل منطقة الجزاء لكن جمال سالم تدخّل وأنقذ الموقف وتواصلت بعد ذلك المباراة بهدوء نسبي حيث وضح أن كل فريق يريد أن يعرف أسلوب الآخر إلى أن أشعل كوفي المباراة من جديد بتسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء أبعدها بن شريفية وحولها حسين الراقد إلى ركنية التي كانت الأولى في المباراة. ضفر يسجل في وقتٍ كان فيه الترجي يبحث عن هدف مبكر ينعش آماله في تعويض الخسارة التي تعرض لها في جولة الذهاب ارتد المريخ بهجمة سريعة عن طريق بكري المدينة الذي تبادل الكرة بسرعة مع أحمد ضفر وأعادها مجدداً للمدينة الذي هيأها له في مكان مناسب فسجل منها الهدف الصادم للترجي والذي جعل الفريق التونسي يشعر بالرُعب من احتمال ارتداد المريخ بهجمات سريعة قد تشكّل خطورة عليه لذلك أصبح الترجي يلعب بتحفظ واضح ويتقدم للهجوم بخطوات محسوبة، وكان أقوى تهديد من الترجي لمرمى المريخ في حدود الدقيقة 23 من كرة وصلت إلى الجويني داخل منطقة الجزاء في وضعية سانحة للتسجيل وفي غياب تام للتغطية الدفاعية لكنها مرت بقليل فوق العارضة. تبديل أول للترجي في الدقيقة 37 أجرى الترجي تبديله الأول عندما غادر العكايشي مصاباً وحل أسامة الدراجي بديلاً له وأنعش الدراجي صناعة اللعب في الترجي واحتسب الحكم ركلة حرة غير مباشرة على الحارس جمال سالم بعد تأخره في لعب الكرة لكن لم يستفد منها الترجي واحتج حكيم سبع بعُنف على الحالة ليقوم الحكم بطرده، وأضاف حكم المباراة أربع دقائق للشوط الأول لكنها لم تغير شيئاً من واقع المباراة بل كادت أن تزيد من متاعب الترجي عندما أرسل ركنية زاحفة وصلت في مكان مناسب لسالمون حتى يضيف الهدف الثاني لكنه سدد بدون تركيز وأهدر فرصة لا تضيع لينتهي الشوط الأول بتقدم المريخ بهدف. الشوط الثاني في هذا الشوط استشعر لاعبو الترجي خطورة الموقف، فالفريق التونسي لم يعد لديه ما يخسره لأنه بحاجة إلى تسجيل ثلاثة أهداف في حدود 45 دقيقة وفي مواجهة فريق يلعب برسم دفاعي محكم يبدأ من خط الوسط وحاول جوزيه دي مورايس مدرب الترجي زيادة القوة الهجومية لفريقه مع بداية هذا الشوط فسحب الدربالي ودفع بالكاميروني نيانغ وبدأت الكرات المعكوسة من جانب الترجي تشكّل خطورة بالغة حيث لم يجد مصعب عمر في الجهة اليسرى الدعم المطلوب من كوفي برغم أن مصعب اجتهد في التصدي للعديد من الانطلاقات السريعة من الجهة اليسرى في حين كان راجي عبد العاطي من أميز اللاعبين في المباراة وقام بدور كبير في الجهة اليمنى دفاعاً وهجوماً وكاد الترجي أن يعود للمباراة من عكسية داخل منطقة الجزاء تحولت رأسية أناب القائم عن الحارس جمال سالم في التصدي لها وجاء رد المريخ سريعاً على ذلك التهديد فقاد هجمة مرتدة سريعة ليرسل أحمد ضفر تسديدة قوية نجح الحارس بن شريفية في التصدي لها لكن سرعان ما عادت الكرة إلى بكري المتمركز في وضعية جيدة فأرسل تسديدة قوية لكن بن شريفية واصل رحلة الإجادة والتألق وأنقذ مرماه من هدف محقق. تبديل ثاني للترجي أجرى الترجي تبديلاً ثانياً بخروج الجويني ودخول ادريس المحيرص والذي زاد من الدعم الهجومي للترجي ومن أول كرة تسلمها توغّل من وسط الملعب وانطلق بسرعة وأرسل تسديدة قوية نجح جمال سالم في التصدي لها، وفي الدقيقة 20 سنحت فرصة خطيرة للترجي من مخالفة ارتكبها رمضان عجب وأرسلها الدراجي عالية خلف مدافعي المريخ حوّلها العربي جابر برأسية قوية لكن الكرة اصطدمت بالقائم. الترجي يعادل النتيجة في الدقيقة 68 تمكّن الترجي من معادلة النتيجة من حالة تسلل مكشوفة تعمّد حكم المباراة تجاوزها في ظل انحيازه الكبير لأصحاب الأرض عندما أرسلت الكرة معكوسة داخل منطقة الجزاء فوصلت للكاميروني نيانغ وهو وحيداً داخل الست ياردات ليحولها رأسية في المرمى ونتج عنها الهدف الوحيد للترجي وبعدها مارس الترجي ضغطاً رهيباً على دفاع المريخ بعد أن شعر أن هناك بصيص أمل في العودة للمباراة وتسجيل هدفين وخطف بطاقة التأهل وقام أيمن سعيد وراجي بدور كبير في كسب كل الكرات المشتركة في الوسط ولولا الدور الكبير الذي قام به وسط الفرقة الحمراء لاهتز دفاع المريخ الذي لم يكن في أفضل حالاته وشكّلت كل الكرات المعكوسة والتمريرات البينية خطورة بالغة على دفاع المريخ لكن خط الوسط خاصة راجي وأيمن سعيد وضفر قام بدور كبير في كسب كل الكرات المشتركة قبل أن تصل إلى منطقة الدفاع وتشكّل خطورة حقيقية على الحارس جمال سالم. بن شريفية يواصل التألق من هجمة مرتدة سريعة بدأت من جمال سالم ووصلت إلى بكري المدينة الذي انطلق بسرعة وأرسل تسديدة قوية لكن الحارس بن شريفية تألق وحولها بأعجوبة إلى ركنية ومارس لاعبو الترجي عُنفاً زائداً في ظل تساهل الحكم الجنوب أفريقي دانيال ليتعرض الحارس جمال سالم للإصابة مرتين وفي آخر دقيقة من عمر المباراة تمكن العربي جابر من تسجيل الهدف الثاني للترجي من إهمال دفاعي كبير في التغطية عندما أرسل أسامة الدراجي كرة معكوسة داخل منطقة الجزاء حولها العربي رأسية في غياب تام للتغطية الدفاعية وبعدها احتسب الحكم خمس دقائق كوقت بدل مبدد ونجح دفاع المريخ وخط وسطه في امتصاص الضغط المتواصل من الترجي في الدقائق الخمس حتى أعلن الحكم عن نهاية المباراة بفوز الترجي بهدفين مقابل هدف لتحول تلك النتيجة عملاق باب سويقة إلى الكونفدرالية ويحلّق المريخ عن جدارة في مجموعات الأبطال ليضع حداً لسقوط الكبار في دوري الأبطال. غارزيتو أدار المباراة بذكاء وتفوق على جوزيه رد الفرنسي غارزيتو المدير الفني للفرقة الحمراء بهدوء على استفزازات مدرب الترجي جوزيه في المؤتمر الصحفي وأدار المباراة بحِنكة واقتدار وحقق ما تحدث عنه في المؤتمر الصحفي عندما وعد بالوصول إلى شباك الترجي بهدف آخر يثبّت أقدام فريقه في دوري الأبطال في حين لم يقدم جوزيه فريقه بالشكل الذي يؤهّله للصمود أمام المريخ ولولا المساعدات القيمة التي قدمها الحكم الجنوب أفريقي للترجي لما خرج متعادلاً ناهيك عن الفوز غير المستحق لأن هدف التعادل الذي سجله الترجي كان من حالة تسلل واضحة. جمال سالم يؤمّن مرماه ببراعة قدم الحارس اليوغندي جمال سالم مباراة للذكرى وأمّن مرماه باستبسال واضح وأنقذ عدة أهداف ما كان سيُلام عليها اذا ما هزت شباكه وذهب جمال إلى أبعد من ذلك وكان في الموعد تماماً مع العديد من الكرات المعكوسة التي فشل خط الدفاع في اصطيادها ولولا براعة جمال في التعامل مع الكرات المعكوسة وخروجه في توقيت سليم لما حلّق المريخ في مجموعات الأبطال وساعد جمال كثيراً المريخ في أصعب أوقات المباراة عندما نجح في قتل الوقت باحترافية عالية فكان كلمة السر في التأهل للمجموعات.
