* لا حديث يعلو هذه الأيام سوى الحديث عن الخبر الذي اعتلى إحدى الإصدارات الرياضية عبر مانشيت رئيسي يتحدّث عن مطالبة المدير الفني للمريخ الفرنسي غارزيتو (بالإستغناء) عن الثنائي الغاني (كوفي واوكرا) في خبر نزل كالصاعقة على عشاق الأحمر كون اللاعبين يعتبران أحد أميز العناصر المحترفة بالفرقة الحمراء. * فترتا التنقلات بالسودان كثيراً ما تحفل بالأخبار (المفبركة) حيث تجتهد معظم الجهات في سرد ونظم (الشائعة) وتصديرها عبر وسائل التواصل الإجتماعي التي تبلغ تفوق سرعة رواجها وتوزيعها (سرعة الصوت). * من الأخبار المضحكة خلال الأيام الفائتة هو تعاقد الهلال مع لاعب المريخ (ابراهومة) ونشر صورة لشبيهه يقال أنه أحد مصوري قناة قوون. * المثير للسخرية أن الخبر المفبرك انتشر بسرعة الصاروخ ووصل لكل متابع لكرة القدم السودانية يمتلك احدى وسائل التواصل الإجتماعي التي باتت تمثّل أرضية خصبة لمثل تلك الشائعات القبيحة. * من يؤلفون تلك الأخبار ويروجون لها ويعملون على توزيعها يتوهمون بأنهم يضربون (الخصم) في مقتل بهذا الاسلوب الوضيع ولكن يبدو أنهم مجموعة (عطالى) فجعت بإستخدام الإنترنت وتقنيات التواصل الإجتماعي فأساءوا استخدامها واستغلوا توفرها بأقل الأسعار. * المهم، نعود لموضوع كوفي واوكرا (والخبر صحيح) نقول أن لكل (فولة) (كيّال) وفولة المريخ كيالها غارزيتو وهو المنوط به (تقرير) مدى استفادته من اللاعب الفلاني وعدم رضاءه عن مستوى اللاعب الفرتكاني. * ومثل هذا النهج هو المتّبع في الفرق الكروية الكبرى حيث يكون المدير الفني للفريق هو الآمر الناهي في مسألة (الإحلال والإبدال) والمسؤول الأول عن انتقالات اللاعبين وفقاً لحوجته الفنية مع وجود بعض الحالات (الاستثنائية) التي يتدخّل فيها مجلس الإدارة للتعاقد مع أحد النجوم المميزين ومثل تلك الحالات لا تتعدى أصابع اليد الواحدة. * طالما أن الجميع وضع ثقته في الفرنسي وطالب بضرورة منحه (كامل الفرصة) لموسمين على أقل تقدير فالمطلوب حالياً هو (المراقبة والصمت) والابتعاد قدر الإمكان عن الإنتقاد ومهاجمة الفرنسي بسبب تحديده لمطالب محددة تعينه على قيادة الفريق في الإستحقاقات القادمة. * شخصياً أدعم الجانب الذي يعتمد في التعاقدات على المدير الفني حتى وإن طالب بالإستغناء عن أميز النجوم لأن المريخ وجميع الأندية السودانية درجت على ابرام تعاقداتها وفقاً (لترشيحات إدارية) تفتقد (للنظرة الفنية) وتفوح من معظمها رائحة (السمسرة) التي تراعي المصالح الشخصية ولا تكترث لمصلحة النادي. * على مجلس إدارة نادي المريخ أن يكون أكثر حزماً في مسألة (تنفيذ) توجيهات المدير الفني غارزيتو وأن يبتعد تماماً عن محاولة التأثير على قراراته أو التدخّل في اختصاصاته لأن من غيّر شكل المريخ الفني خلال نصف موسم لن يغامر بسمعته ويكثر من الإضافات على توليفته لأن وقتها سيحتاج للبداية من نقطة الصفر. * ألم يستغني جوارديولا عند استلامه زمام الامور بالبارسا عن (ديكو ورونالدينهو) ولاحقاً (ايتو) وألم يبيع مورينهو كل من دافييد لويز وخوان ماتا وهو الثنائي الذي كان يعتبر أحد اعمدة البلوز الرئيسية فلا برشلونة تأثّر ولا تشيلسي تناثر بل تألق كلاهما خلال البطولات المحلية والأوروبية. * وهذا يعضّد من حديثنا أعلاه بأن ترك الامور للجهاز الفني أفضل من (شطحات الإداريين) و (وصايات الإعلاميين) و (عاطفة الجمهور). * ولكن في المقابل حملت تبريرات غارزيتو شيئاً من التناقض من جهة ووجود (فراغ تنسيقي) بينه وبين الإدارة أو دائرة الكرة. * غارزيتو أشاد بإسهامات اوكرا وكوفي وأكّد على مساهمتهما الفاعلة في نتائج المريخ الافريقية وعندما استفسر عن خانات الأجانب الثلاث المتاحة وجد أن شاغليها هم (اوكرا – كوفي – وانغا) فطالب بإخلائها لتسجيل لاعبين جدد !! * كيف يشيد الفرنسي بالثنائي وفي نفس الوقت يطالب بإخلاء خانتيهما؟! أما حديثه عن عدم علمه بوجود معالجات إدارية للثنائي (التجنيس) فيوضّح مدى (العشوائية) التي تضرب أروقة الجهاز الكروي بالنادي لأن مثل تلك التفاصيل (الروتينية) يفترض أن يلم بها الفرنسي عبر (اجتماع تنسيقي) قبل خروج خبر الإستغناء عن الثنائي لأروقة الصحف ومجموعات الواتساب. * حاجة أخيرة كدة:: الخبر السعيد التجديد (للغِلس) أيمن سعيد.