معاناة صقور الجديان.. هل تولّد الإبداع أمام سيراليون انهيار المعسكر الخارجي.. فشل التجارب الإعدادية وغياب تام لقادة الاتحاد عن كل التدريبات شمس الدين الأمين ظروف أقل ما يمكن أن يُقال عنها إنها ظروف سيئة للغاية تلك التي يمر بها منتخبنا الوطني الأول وهو على مشارف المشوار الأفريقي الذي يستهله الأحد المقبل بمواجهة منتخب سيراليون في التصفيات الافريقية المؤهلة لنهائيات الأمم عام 2017 بالجابون، فكل الحديث عن توافر الدعم للمنتخب حتى يستعد بشكل مميز للاستحقاقات الصعبة تبخّر عندما انطلق الإعداد فوجد مازدا يقاتل لوحده من أجل تجهيز منتخبه في ظل غياب تام لقادة الاتحاد حتى عن متابعة التدريبات ناهيك عن التصدي للمهمة الصعبة وتوفير الدعم المالي المطلوب لهذه المرحلة. يعيش المنتخب الوطني الأول أسوأ ظروف له في السنوات الأخيرة، فبرغم أن المنتخب كان يعاني طوال السنوات الماضية من غياب دعم الدولة لكن اتحاد الكرة كان يتحرك في كل الاتجاهات ليوفّر القليل من الدعم الذي يكفي للتدريبات والتجارب الإعدادية فضلاً عن الحصول على الرعاية من بعض الشركات ولكن كل هذا لا وجود له هذه المرة وبالتالي فإن المنتخب يعاني حتى في توفير نثريات التدريبات ناهيك عن المعسكرات الخارجية والتجارب الدولية الأمر الذي ينذر بنتائج سيئة للغاية في المشوار الحالي الذي يستهله منتخبنا الأحد بمواجهة منتخب سيراليون، فكل المنتخبات التي تنتظرنا في هذه المجموعة وجدت أفضل الفرص وأفضل الظروف للإعداد بعكس منتخبنا الذي يعوّل فقط على إعداد القمة سيما وأن مازدا يعتمد في تشكيله الأساسي بدرجة كبيرة على لاعبي الهلال والمريخ. خطة ممتازة وتنفيذ ضعيف قبل انطلاقة تحضيرات المنتخب الوطني الأول وضع الاتحاد السوداني لكرة القدم برنامجاً نموذجياً لتجهيز صقور الجديان يبدأ بمعسكر خارجي في تونس وتجربة إعدادية من العيار الثقيل هناك على أن تعقبها تجربة أخرى عقب عودة المنتخب من تونس لكن لا وجد منتخبنا المعسكر الخارجي ولا التجارب الإعدادية الدولية، وحتى عندما قطع إعداد المنتخب عبر معسكر مفتوح شوطاً بعيداً ووصل الصقور مرحلة التجارب الإعدادية فشلت محاولات استجلاب منتخب للتباري مع صقور الجديان بسبب ضيق ذات اليد فاضطر منتخبنا لخوض تجربة ضعيفة أمام منتخب الشباب الذي لا يفيد فارق الجاهزية والخبرة المنتخب الأول في شئ وبالتالي فإن كل الطرق أصبحت تقود لإعداد سيئ للغاية لصقور الجديان. حتى معسكر أسمرا لم يتحقق بعد أن فشلت محاولات مازدا في إقامة معسكر إعدادي للمنتخب بتونس وأداء تجربة إعدادية هناك مع أداء تجربة ثانية بعد العودة للخرطوم أمام أثيوبيا أو تنزانيا قبل مواجهة سيراليون لم يجد مازدا خياراً يتناسب مع الظروف المالية السيئة للمنتخب غير الاتجاه لمعسكر إعدادي في أسمرا والتي لا تكلّف معسكراتها الكثير من المال لذلك استطاعت أصغر الأندية أن تتجه إلى هناك لإقامة معسكراتها لكن حتى هذه المحاولة انتهت إلى فشل ذريع فلم يجد مازدا أمامه غير الاستسلام للواقع والظروف والاكتفاء بتدريبات لم تحقق أي نجاح يذكر في غياب لاعبي الهلال والمريخ وفي غياب المنصرفات اللازمة لهذه التدريبات وفي غياب قادة اتحاد الكرة عن تلك التدريبات الأمر الذي جعل منتخبنا يعاني من اليُتم الحقيقي هذه المرة. حتى المعسكر الداخلي لم يتوفر أعلن مازدا قبل ثلاثة أيام أن المنتخب سينتظم الأربعاء في معسكر مغلق في أحد فنادق العاصمة حتى موعد مباراته أمام سيراليون ولم يتوقع مازدا أن يفشل اتحاد الكرة حتى في توفير المعسكر الداخلي الذي يتم في الغالب بالاستدانة من أحد الفنادق على أمل السداد من العائد الذي تحققه المباراة، فقد مر يوم أمس دون أن يتوفر المال المطلوب أو الشخصية التي تستطيع أن تقدم ضمانات لأحد الفنادق للسماح لمنتخبنا الوطني بإقامة معسكره الإعدادي فيها وكان مازدا يرغب في إقامة لاعبيه في معسكر مغلق بعد عودة الدوليين بالهلال والمريخ ولكن فشل هذا المقترح بل فشل حتى مقترح وصول لاعبي الهلال والمريخ في الموعد المحدد حيث يتوقع أن يعود لاعبو المريخ ظهر اليوم في حين لن يتمكن نجوم الهلال من الوصول قبل فجر غدٍ الخميس وبالتالي فإن مازدا لن يختبر تشكيلته الا في تدريب الجمعة الأمر الذي يؤكد بأن كل الظروف الآن ضد منتخبنا الوطني. اللاعبون من منازلهم مثلما استسلم مازدا للظروف السيئة التي تحاصر المنتخب الوطني استسلم كذلك نجوم المنتخب لهذه الظروف والتزموا بالحضور للتدريبات من منازلهم دون أن تتوافر لهم أي نثريات او منصرفات في ظل الأزمة المالية الحادة التي يعاني منها المنتخب الوطني والتي وصلت هذه المرة أسوأ مراحلها وبرغم أن ظروف كهذه من شأنها أن تدفع أي شخص لكشفها للرأي العام والشكوى منها باستمرار الا أن أيوب الكرة السودانية مازدا لم يقل شيئاً غير أن هذه ظروف لا تنفصل عن ظروف بلد بحاله ولذلك فإنه عمل على إعداد المنتخب في حدود القليل المتاح على أمل أن يتغلب صقور الجديان على كل هذه الظروف الصعبة ليحققوا نتيجة مميزة أمام سيراليون حتى يثبتوا أن المعاناة التي تعرضوا لها في فترة الإعداد لم تنل من عزيمتهم بل صنعت إبداعتهم ودفعتهم لتقديم أفضل مالديهم من أجل الوطن. أسامة عطا المنان توقّف عن الإرسال بعد أن أنفق المليارات على المنتخبات لفترة ليست بالقصيرة ظل السيد اسامة عطا المنان أمين مال الاتحاد السوداني لكرة القدم يوظّف كل امكاناته وعلاقاته من أجل توفير الدعم المطلوب للمنتخبات الوطنية ولذلك لم يشعر أحد بالمعاناة طيلة الفترة الماضية في ظل المجهود الخرافي الذي كان يبذله أسامة من أجل توفير الدعم للمنتخب بعد أن ظل طيلة هذه الفترة الشخص الوحيد الذي يسيّر البرنامج الإعدادي للمنتخبات الوطنية وطوال هذه الفترة أنفق أسامة عطا المنان المليارات على المنتخبات الوطنية وظل يلتزم بتوفير المعسكرات المحلية والخارجية ويتكفل بكل منصرفات ونثريات المنتخب ورحلاته الخارجية ولكن يبدو أن الرجل الآن توقّف عن الإرسال بعد أن وجد نفسه يقاتل لوحده في عدة جبهات دون أن تبادر أي جهة بتقديم الدعم للمنتخب عنوان البلد والذي يدافع عن سُمعة الكرة السودانية في المحافل الأفريقية. غياب تام للضباط وأعضاء المجلس لا يظهرون الا لقيادة البعثات شكّل رئيس اتحاد الكرة الدكتور معتصم جعفر والسكرتير مجدي شمس الدين ونائب الرئيس الطريفي الصديق غياباً تاماً عن تدريبات المنتخب الوطني وحتى رئيس الاتحاد الدكتور معتصم الذي كان يشارك في توفير الدعم للمنتخب ويحرص على متابعة تحضيراته ويسأل عن سير الإعداد غاب هذه المرة تماماً عن المشهد أما السكرتير مجدي شمس الدين فمنذ دخوله المكتب التنفيذي بالكاف اكتفى بالفُرجة دون أن يكلّف نفسه حتى عناء السؤال عن إعداد المنتخب، ليس هذا فحسب، مجدي لا يرد حتى لا تلفونات الجهاز الفني للمنتخب لمعرفة احتياجاته أما الطريفي الصديق فيبدو أنه قرر الاكتفاء بالسفر مع المنتخب الأولمبي فقط ولا ينفصل هذا الواقع عن أعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة الذين لا يظهرون الا عندما يكون المنتخب على موعد مع رحلة خارجية حيث يتنافسون في الحضور للتدريبات من أجل الفوز برئاسة البعثات. لجنة منتخبات من عشرة أشخاص بلا تأثير والدولة تتفرج قد لا يعلم الكثيرون أن اتحاد الكرة لديه لجنة خاصة بالمنتخبات الوطنية يرأسها الطريفي الصديق وتضم في عضوية عشرة أشخاص لكنهم لا يحرّكون ساكناً ولا يعرفون شيئاً عن المنتخبات الوطنية ومنصرفاتها وتحضيراتها لأن أسامة عطا المنان كان يلعب دور السوبرمان ويريحهم من كل هذه التفاصيل وعندما توقّف أسامة هذه المرة انفضح أمر لجنة المنتخبات الوطنية التي لم يهزها فشل كل البرامج التي وضعها الاتحاد لإعداد المنتخب الوطني الأول وبرغم أن الدولة أكدت غير ذات مرة رعايتها للمنتخبات الوطنية لكنها لم تظهر حتى الآن في ظل الغياب التام لوزارة الشباب والرياضة التي لا تظهر الا لتقديم تهانيها عبر الصحف حال فوز المنتخبات والأندية السودانية في البطولات الأفريقية. اهتمام كبير من منتخب سيراليون بالمباراة على النقيض تماماً من الإهمال الكبير الذي يتعرض له منتخبنا الوطني الأول قبل مباراته المهمة أمام سيراليون نجد أن المنتخب المنافس توافر لديه أفضل إعداد واختار الوصول المبكر للخرطوم قبل خمسة أيام من المباراة ليقيم معسكراً بالخرطوم بفندق قراند هوليدي فيلا حتى يستفيد من الوصول المبكر في التأقلم على الجو وتحسّس الملعب الذي سيؤدي عليه المباراة وكل هذه الظروف ستجعل منتخب سيراليون في وضعية أفضل بكثير من منتخبنا الذي يعول فقط على الحظ السعيد حتى يعينه في المرور من الجولة الأولى بسلام. حكام مباراة سيراليون في الخرطوم السبت يصل طاقم التحكيم الأوغندي المكلف بإدارة منتخبنا الوطني وضيفه السيراليوني الأحد المقبل من قبل الإتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) للخرطوم فجر الثالث عشر من يونيو الجاري بجانب المراقب الإثيوبي وسيعقد الاجتماع الفني للمباراة في الثانية من بعد ظهر ذات اليوم باتحاد الكرة وستقام المباراة في الثامنة من مساء الأحد المقبل بإستاد الخرطوم ويقود طاقم التحكيم الأوغندي حكم الوسط باتي دينيس وسونكو مارك حكم مساعد أول وأكيلو لي حكم مساعد ثاني ومهرو بريانق حكماً والإثيوبي بيقاشوا أسفاو مراقباً، يذكر أن بعثة المنتخب السيراليوني وصلت للخرطوم أمس وكان في إستقبالها مدير العلاقات العامة بالاتحاد الأستاذ جمال عثمان أبشر محمد الذي أكمل إجراءات دخولها في وقت وجيز وحلت البعثة بفندق قراند هوليدي فيلا.