* تمنيت إذا خضع لاعبو المريخ لمحاضرة عن ملاحم المريخ التاريخية خارج أرضه مثل مباراته مع بندل يونايتيد النيجيري على نهائي كأس أفريقيا 1989م بمدينة بنين النيجيرية وهي مسقط رأس هداف المريخ الراحل ايداهور. * يومها واجه المريخ تحدياً كبيراً وهو يلعب مباراة الكأس داخل عرين الأسد النيجيري ووسط جماهيره.. وسحرته الذين اكتظ بهم الملعب. * وكان الفريق النيجيري قد تعمد إرعاب لاعبي المريخ بالطقوس السحرية الكثيفة.. فشاهدنا كابتن بندل يحمل زجاجة بها ماء وينثر الماء على رؤوس زملائه فرداً فرداً، هذا بخلاف منظر السحرة على المدرجات بالأزياء الغريبة والوجوه المطلية وهم يحملون التعاويذ الغريبة من عظام وجماجم ويؤدون الرقصات الشيطانية والعياذ بالله! * وكانت أرضية الملعب مبتلة وموحلة.. كما أن المريخ جاء لمباراة النهائي بتقدم ضعيف في أمدرمان بفوزه بهدف يتيم كان من السهل تعويضه.. * ووسط كل الظروف الصعبة التي احاطت بالمريخ في بنين، لم يهتز لاعبو المريخ بل تحلى نجومه الأشاوس بروح الأسود وقاتلوا قتال الأبطال الجبابرة على ملعب بنين حتى تحولت فنائلهم الصفراء إلى لون الوحل بسبب ابتلال أرضية الملعب والأداء البطولي الفدائي للاعبين.. * وكان التحكيم الظالم حاضراً عندما انطلق الفتى عيسى صباح الخير من الجناح الأيمن وأرسل كرة عكسية عرضية انبرى لها باكمبا المندفع من الوسط برأسه ليسكنها الشباك.. ولكن مساعد الحكم المرتشي احتسب تسللاً من خياله والكرة أصلاً عرضية عكسية ينتفي معها أي تسلل. * ظُلم التحكيم ونقض الهدف الصحيح لم يؤثر على صمود وكفاح لاعبي المريخ حيث واصلوا قتالهم وبصورة أكثر شراسة حتى صافرة النهاية الخجولة للحكم التي أعلنت تتويج فارس أمدرمان بطلاً لأفريقيا.. * كان من حظ المريخ في ذلك الوقت امتلاكه للاعبين مقاتلين من طراز فريد في صدورهم قلوب أسود خاصة خط الدفاع بقيادة كمال عبدالغني وإبراهيم عطا وعبدالسلام حميدة وعاطف القوز وأمامهم لاعبون من فصيلة النمور جمال أبوعنجة وبدرالدين بخيت وابراهومة المسعودية وسكسك.. وفي المقدمة السحرة سانتو رفاعة وعيسى صباح الخير وباكمبا.. ومن خلف كل هؤلاء حامي العرين الفهد حامد بريمة صائد الكؤوس المحمولة جواً.. * وعاد أسود المريخ إلى الوطن عبر الأجواء الأفريقية بطائرة خاصة يتأبطون الكأس الأفريقية الغالية التي حملت اسم رمز النضال الأفريقي نلسون مانديلا. * وفي نهائي سيكافا 86 أدى المريخ مباراة بطولية تاريخية أمام الشباب التنزاني وأمام تحكيم ظالم ظالم أصر على منح التعادل لأصحاب الأرض بعد أن تقدم المريخ 2/صفر عنوة واقتداراً.. وهدفا التعادل كانا مخجلين الأول بعد أن تم دفع الحارس حامد بريمة واسقاطه لمنعه من اصطياد الكرة العكسية.. والثاني كرة ارتمى عليها بريمة وأمسك بها قبل أن تعبر خط المرمى فاحتسبها الحكم هدفاً من خياله.. ونجح أسود المريخ في كسب الركلات الترجيحية وسط أجواء إرهابية وتحكيم حقير.. * وعاد أشاوس المريخ بكأس دورة التحدي محمولاً جواً في يوم تاريخي مشهود ولا مثيل له حيث لم يكن هناك موضع قدم في فناء مهبط الطائرات بمطار الخرطوم.. * ولا نريد أن نعيد هنا ذكرى ملحمة المريخ وفريق الشارقة الإماراتي في نهائي الدورة الدولية بالإمارات (ليبرتي 99) ووقتها كان المريخ يمتلك فريقاً من اللاعبين الموهوبين بقيادة العجب وأمير كاريكا ومحمد موسى.. * وبالطبع لا داعي للتطرق لكأس سيكافا 2014م الذي انتزعه المريخ من الجيش الرواندي من داخل معقله ووسط جماهيره وبحضور راعي البطولة الرئيس الرواندي باول كاجامي. * ليت كان هناك من يحاضر لاعبي المريخ اليوم عن الملاحم التاريخية لفارس أفريقيا الأحمر.. مع عرض أشرطة الملاحم التاريخية لفرسان المريخ التي انتزعوا فيها الكؤوس من داخل معاقل الخصوم وعادوا بها محمولة جواً إلى أرض الوطن. * نأمل أن يتحلى لاعبو المريخ اليوم بروح فرسان مانديلا وسيكافا ليجندلوا الخصم الجزائري داخل معقله ووسط جماهيره المهولة.. وبحيث لا يتأثر الفريق بظلم التحكيم المتوقع.. فظلم التحكيم كان حاضراً في كل ملاحم المريخ التاريخية. * ومن الأرشيف ننشر الأهزوجة التالية والتي صاغها الشاعر عبدالرحمن الشامي من أهزوجة للفنان الراحل حسن خليفة العطبراوي عقب قهر المريخ لحامل لقب بطل الكؤوس الأفريقية البنزرت التونسي وأقصاه من المنافسة في بداية مشوار المريخ نحو اللقب الأفريقي عام 1989م: أفرح أنت يا سودان.. وأكتب انت يا تاريخ وأشهد أنت يا ميدان.. وأحن الهامة للمريخ عشان يا كورة بس تصحي.. والماضي الحصل تمحي شبابك بي دماه بضحي.. وعزة تقول ده يوم فرحي يا يوم السبت كان يوم زالت من سمانا غيوم في احساسنا كان معلوم.. وكان النصر في الخرطوم المريخ كتب أمجاده.. فوق القمة كل أفراده ديل ناس سامي لعبوا أجادوا.. والسودان بدت أعياده يا سلام يا حامد الأسطورة.. في كتب الرياضة سطورة ما بنخاف ومافي خطورة.. ما دام انت حارس الكورة يا عبد السلام يا سلام.. بيك تتحقق الأحلام ما فيش تاني كلام.. تجيبوا الكأس وألف سلام بدرالدين صعب في مراسه.. ميدان البطولة أساسه يضرب ستة في أخماسه.. خوٌف أعداءه فرح ناسو اكتب انت قول يا راوي.. وأسرع أنت عدي يا بحراوي كمال عين البوازي بساوي.. وعرض الكورة هو البيناوي يا ابراهومة، يا ابراهومة.. دارس للرياضة علومها بلدنا الأصبحت محرومة.. دوب يا دوب صحت من نومها مما قمت صامد ونامي.. أصلك سامي فنك سامي سكسك انت يا رسام.. الميدان صبح أقسام معاك تتمايل الأجسام.. زي البان مع النسام أهلاً مرحب بالدحيش.. للمريخ تدوم وتعيش ده البطير من دون ريش.. زيك في البلد مافيش وين الليلة وين بتروح.. من عاطف ومن دحدوح باذلين النفس والروح.. عشان سودانا نوره يلوح كيف نخلص وكيف ننجا.. من هجمات جمال أبوعنجة فن بي قوة مدفع وسنجة.. فك الكورة فيها طبنجة عاطف أصلو ما بيجادل.. وابراهيم ده ليه يبادل سانتو الجاها ماشي وقادل.. سجل هدفه وكان متعادل لفت تاني جات لي سانتو.. كان واقف وحافظ خانتو رسلها اسمي عارف امانتو.. واحدين غمروا واحدين ماتو بين علم الهلال والنيل.. وعلم الموردة أم الجيل ما بين المطر والسيل.. يا بنزرت ويلك ويل ألف تحية ليك يا إدارة.. نظمت الفريق بجدارة أهلاً يا ملوك الدارة.. وفي أفريقيا نحن صدارة لو كان السياسة تكون زي الكورة ايد في ايد كنا قطعنا البحور والبيد.. وحياتنا عيد في عيد لو اتعافو واتصافو.. وشافو لينا حاجة تفيد كان باب السماء اتفتح.. وربنا من عطاه يزيد