* لعل واحداً من أروع الأخبار التي نشرت مؤخراً هو إطلاق سراح الأرباب صلاح إدريس في السعودية وعودته مجدداً ليمارس نشاطه القديم وحراكه الفخيم، ولا ينكر قيمة الأرباب وقدرته على تحريك الساكن وخلق حراك مستمر في الساحة الرياضية إلا مكابر، فمهما اختلفنا معه وفي أسلوب تفكيره واتخاذه للقرارات، إلا أننا لا ننسى أبداً أنه صاحب أفضال كثيرة على الرياضة السودانية، وصاحب مواقف مشهودة غيرت مجرى الواقع الرياضي وعلى رأسها مسألة التجنيس التي تحدى بها في مباراة نيل الحصاحيصا الشهيرة، وتسجيل الأجانب المجنسين في يونيو وهي التي كسر بها حجة عدم تسجيل الأجانب في منتصف الموسم والتي صارت "موضة" فيما بعد ونهج تنتهجه كل الأندية..!! * الغياب الطويل للأرباب عن الساحة الرياضية في السودان خلق نوعاً من الرتابة والملل في العمل الرياضي العام، فأصبحت تسير بوتيرة واحدة، تكاد تكون محفوظة للجميع، وتقدم بتثاؤب كل يوم جديد أشياء وقرارات وتحركات مكررة يحفظها الجميع عن ظهر قلب، حتى إن عنكبوت التعود بنى على باب كهفنا خيوطه، وباضت فيه كل حمائم الملل بتنظيرات ضحلة وهشة، واجتهادات لا تكاد تستند على أي شيء سوى انطباع "وخلاس"، وهو ما يجعل درجة الترقب عندنا ترتفع لنرى أولى خطوات الأرباب حينما يعود إلى أرض الوطن، ومن أين يبدأ "الرئيس الشفت"..!! * بصمات الأرباب في الفريق الأزرق ما زالت بائنة وظاهرة حتى الآن، ولعل أسماء جاءت من حيث لا يعلم إلا الأرباب استطاعت أن تضع بصمتها وتصبح أعمدة أساسية في الفريق، ولا أدل على ذلك من عبد اللطيف بوي وجمعة جينارو وبكري المدينة وبشة ومساوي وكاريكا، بخلاف المحترفين والمغادرين الذين قدموا عصارة جهدهم ومضوا إلى حال سبيلهم، وهي إضافات مازال شعب الهلال يشكر عليها الأرباب باني هلال 2007 الذي صار مضرباً للأمثال..!! * وبمثل نجاحات الأرباب في التسجيلات لفريق الكرة إلا أنه كان صاحب أفشل تجربة في اكتشاف العناصر الإدارية التي دخلت مثل خنجر "مشرشر" في جسد الهلال فصار تركها وجعاً واستخراجها ألماً مضاعفاً، والنماذج ما تزال "حايمة" تحمل صفة من صفات عضوية المجالس أو ضباطه، أو صفة "عضو مجلس الهلال السابق" وإن سألت أحدهم عما قدمه للهلال لوجدته "تمومة جرتق" في مجلس "ما عارف حتى بيجتمع متين"، وهي مسئولية يتحملها الأرباب وحده دون سواه..!! * وصلاح إدريس يعرف عنه أنه شق الصف بتصنيفاته القديمة حينما أطلق لقب "الكباري" على رجال الهلال بلا استثناء، ولم يترك أحداً إلا عاداه، حتى انفض الناس من حول الهلال تجنبا لرشاش يمكن أن يصيبهم مما يفعله صلاح إدريس، حتى جاء زمان على الأرباب أصبح فيه يصدر قراراً بصفته رئيس النادي، ثم ينتقد القرار في الصحيفة صباحاً مفنداً إيجابيات القرارات وسوءاته وهو ما أسميناه "جدلية الرئيس الكاتب.. والكاتب الرئيس" في إحدى كتاباتنا القديمة، ولعل هذا الحديث "غلبنا كلو كلو نهضمو أو يقع لينا"، ولكنها الديمقراطيات والصناديق التي تجبرك على الصبر حتى الإنجلاء..!! * حلم صلاح إدريس بالعودة إلى قيادة نادي الهلال، ولم يجتهد في مواجهة البرير، ولكنه ارتمى بثقله في مواجهة الكاردينال وفشل في كسب النتيجة ليتوج الكاردينال بالرئاسة، وتلك لعمري كانت أقسى ضربة تلقاها الأرباب إلى جانب ضربة الشفاء، وهي التي جعلت الأرباب يكتب ما يكتب من تأريخه حتى الآن، وفي وقت يقاتل فيه الهلال من أجل التتويج بالحلم، ويبحث عن الاستقرار بكل أشكاله، وهو ما يجعل الجمهور الذي آمن بإمكانيات الأرباب يتنصل عنه رويداً رويداً، ونخشى أن يصبح ذات يوم منبوذاً من الجميع..!! * الكرة الآن في ملعب الأرباب، وإننا لندعوه بقلب صاف إلى أن يترك مسألة "الاحتيال والسرقة" التي يوصم بها الكاردينال وأن يتفرغ ليقف ولو لمرة واحدة مع الهلال متسامياً على جراحاته، ولعلنا نذكره بمقولة خالدة للزعيم عادل إمام في مسرحية "شاهد ما شافش حاجة" حين قال "لو كل واحد جارته رقاصة عزل كان البلد كلها باتت في الشارع"، ونتركه لهذا ونمضي..!! * وأنا أعييييط..!! * عوداً حميداً الأرباب صلاح إدريس وسعدنا بالخبر الجميل..!! * أقم صلاتك تستقم حياتك..!! * صلّ قبل أن يصلى عليك..!! * ولا شيء سوى اللون الأزرق..!! *********