كان عصر أول أمس الثلاثاء مميزاً بالرغم من موجة الحزن الكبيرة التي خيمت عليه، فالرياضيون وعلى رأسهم الزملاء الصحفيين والاذاعيين والقنوات الاعلامية تجمعوا في صيوان العزاء لتأبين فقيدهم وفقيد السودان والرياضة رحمة الله علية الرقم والرمز الكبير داؤود مصطفي الامر الذي كان لافتاً لسكان حي الانقاذ الخرطوم الذين ادركوا بلا شك لحظتها مكانة هذا الرجل العظيم الذي غادر الحي فجأة لرحاب الله سبحانه وتعالى. الا ان ما شكل شرخاً كبيراً ووصمة عار قوبلت باستنكار من كل الحضور ان يغيب عن تأبين علم ورقم من أعلام الهلال الذي لم يشهد تاريخه الطويل لما يقرب الثلاثين عاماً ابناً من ابنائه وعشاقه الذي لم يشهد تاريخه يوماً ان اقحم نفسه في صراعاته وخلافاته الادارية فقد ظل هلالياً وفياً ومخلصاً للشعار مبدأ مع احترامه التام حتى لغريم عشقه المريخ الذي نال منه كل الاحترام حتى انه جند قلمه ناصحاً لزملائه ان يدعموا المريخ خارجياً كما يدعموا الهلال لأنه يلعب باسم السودان ويكفي ان رئيس المريح الاخ جمال الوالي سارع للمشاركة في تأبينه باسم المريخ وهو يخاطب التأبين متمنياً ان يصبح الاعلاميون قدوة على درب داؤود. ولابد ان يكون اللوم هنا بصفة خاصة للاعلاميين والصحفيين المقربين من مجلس الهلال لأن قيادة مجلس الهلال وعلى رأسها الكاردينال لاتعرف قيمة هذا الرمز لعدم معاصرته ومعرفة قيمة الرمز الذي فقده الهلال وان كان الهلال حضوراً في العزاء رموز مرموقين تقدمهم الرئيس الاسبق للهلال في اكثر من دورة الاستاذ طه علي البشير الذي تكفل بكل مستلزمات العزاء ونثق في انه سيبقى مع اسرته التي افتقدت فجأة راعيها على اثر نوبة قلبية وفي احشاء زوجته المكلومة جنين قادم في الطريق نتمنى ان يولد في صحة وعافية وان يبقى على اسم هذا القامة ليس في تاريخ الهلال وحده وانما على مستوى السودان، فداؤود رحمة الله عليه عرف في كافة المجالات الرياضية والفنية والصحفية حيث ان مثله لن يطويه التاريخ وسيبقى في ذاكرة كل من عرفوه وعايشوا معدنه الذى لا يصدأ وان صدأ الذهب. والشكر موصول لاتحاد الصحفيين الذي ساهم ومثل في التأبين بممثلين عنه وخاطب باسمه التأبين الزميل ميرغني يونس ولم يتخلف عن التأبين الرمز الهلالي والمبدع والجامع للفن والادب والرياضة الاخ احمد دولة الذي خاطب التأبين وأكد على ان داؤود مدرسة متفردة واعلن تكفلهم برعاية اسرته والتحية لصحيفة قوون وكل طاقمها ورئيس تحريرها الاخ طلال والزميل الرقم محمد عبدالماجد وبقية الاسرة والشكر للزميل خالد ابو شيبة الذي كان خير سفير وممثلاً لقبيلة الصحفيين في الوقوف على كل صغيرة وكبيرة في العزاء. ولعل أعظم ما شهده التأبين ان الهلال رغم غياب مجلسه فالهلال كان وجوداً لافتاً في ممثل قاعدته الجماهيرية الاستاذ االذي يستحق ان نتوجه بلقب الاستاذية عن جدارة فهو استاذ مثل قبيلة الهلال وعبر عن مشاعرها من لحظة تشييعه والذي وقف على خدمة المعزيين ملتحفاً شعار الهلال فابقى الهلال وجوداً لافتاً وليبلغ في لحظة التأبين القمة في التعبير بجدارة وهو يخاطب الجمع باسم الهلال القبيلة معدداً محاسن الفقيد حتى حالت دموعه التي فاضت بغزارة وابكت المؤبنين حالت دون ان يكمل الحديث عن محاسن الفقيد وعلى رأسها ترى من يكون غير الاستاذ سليم ابو صفارة. عفواً والمعذرة فالمساحة لا تسع هنا المتحدثين فلقد خاطبنا نحن زملاء الفقيد مجموعة كبيرة من الصحفيين منهم الاخوة واخص بداية ولاعتبارات هامة ا الاعلامي المريخي اسماعيل حسن وهو يتوشح في هذا اليوم باللون الازرق محاطاً بسواد الحزن على االفقيد والاخوة كمال حامد وياسر عائس والفكي بريمة وشجرابي وليعذرني من لم تسعفني الذاكرة بهم كما خاطب التأبين من خارج قبيلة الاعلاميين من اصدقائه خاصة الاخ محمد سليمان والذي ظل مرافقاً ومتابعاً لحالته حتى لحظة رحيله المفاجئ وصديقه الاخ عماد الماحي والذي تولى تقدبم الحفل الا ان موجة الحزن أعجزته عن التواصل. فكان هو ومحمد سليمان نعم الاخوة والاصدقاء لفقيدنا داؤود وكانت خاتمة التأبين ان ردد الحضور دعوات الترحم عليه خلف الدكتور احمد دولة. حقاً كانت لحظات احتلطت فيها دموع الحزن على فقده والفرحة بأن يحتشد احبابه وزملاؤه لتأبينه على هذا النحو غير المسبوق. إنا لله وإنا اليه راجعون.. ولا نقول وداعاً يا داؤود فكلنا الى لقاء.