الثلاثاء الخامس عشر من سبتمبر 2015 سيبقى يوماً مشهوداً في تاريخ الاتحاد الدولي لكرة القدم-الفيفا- حيث عقد كل من المدعي العام السويسري والامريكي مؤتمراً صحفياً كشفا فيه بصفة رسمية فضائح الفساد في الفيفا والتي كانت سبباً في تنحي بلاتر عن رئاسة الفيفا بعد خمسة أيام فقط من إعادة انتخابه رئيساً للفيفا لدورة خامسة. وانعقد المؤتمر في مدينة زيورخ بسويسرا حيث كشف كلا المتحدثين السويسري والامريكي عن التحقيقات التي ظلت تجريها السلطات القضائية في البلدين طوال الاشهر الماضية حول فضيحة الفساد التي طالت أهم مؤسسة رياضية عالمية. وفي هذا المؤتمر كشف كل من لوريتا لينش المدعي العام الامريكي ونظيره السويسري مايكل لوير النقاب عن آخر التطورات بشأن الاجراءات الجنائية في التحقيقات الجارية في البلدين وحسب ما أفاد مسئولون سويسريون بأن المؤتمر سلط الاضواء على ما ورد من ادعاءات الفساد في الاتحاد الدولي لكرة القدم في الفترة الماضية والتي أدت للقبض على سبعة من كبارالمسئولين السابقين والحاليين في الفيفا من شهر مايو الماضي قبل يومين فقط من اجراءات الجمعية العمومية التى اعيد فيها انتخاب جويف بلاتر رئيساً لفترة خامسة وضمت قائمة المقبوض عليهم اثنان من نواب الرئيس بناءً على طلب من السلطات القضائية الامريكية كما تزامنت هذه الاحداث مع التحقيقات التي اجرتها السلطات السويسرية بشأن ادعاءات الفساد حول منح حق استضافة بطولتي كأس العالم لروسيا وقطر لدورتي 2018و2022 وكان هذا المؤتمر الصحفي قد انعقد بعد تقرير تلفزيوني سويسري ادعى ان بلاتر ظل يبيع حقوق البث التلفزيوني بثمن أقل من القيمة الحقيقية الى جاك وارنر الرئيس السابق للاتحاد الكاريبي لكرة القدم. وقد جاء المؤتمر مؤكداً لما أورده التقرير التلفزيوني السويسري حيث شهد المؤتمر إعلاناً رسمياً بأن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر والذي ظل بعيداً عن التحقيقات ومواجهة أي اتهامات مع انها طالت كبار معاونيه قد انضم أخيراً لقائمة المتهمين وان التلاعب في البث والذي ظل يمنحه حكراً لنائبه السابق انما هو مقدمة لفتح ملف الاتهامات في مواجهة من كان يحسب نفسه بعيداً عن دائرة الاتهامات. لهذا يبدو ان الاتحاد الدولي لكرة القدم موعود بفتح ملفات كثيرة قبل انعقاد جمعيته العمومية لانتخاب رئيس جديد للفيفا المقرر لها بعد خمسة أشهر وفتح ملفات بلاتر ينذر بفتح ملفات عديدة خاصة في اسيا وافريقيا اللتان اشتهرتا بالولاء االمطلق لبلاتر مما يؤكد ان كل من تورط في فساد الفيفا بأي شكل كان سيعاني من ضغط نفسي حتى انجلاء التحقيقات النهائية من تلاعب في الأصوات الانتخابية ومن تواطؤ في تطبيق القانون وفساد داخل الكثير من الاتحادات التي كانت تحت مظلة الحماية من بلاتر كما يقول المثل (لما ينكسر المرق يتشتت الرصاص) وهاهو بلاتر المرق انكسر أخيراً وأصبح ملفه مفتوحاً وستبقى الاوساط الرياضية العالمية والقارية بانتظار تشتت الرصاص لأنه من المؤكد سيحمل الكثير من المفاجآت فبالأمس بن همام واليوم وحتى داخل الجمعية العمومية القادمة سيبقى ملف الفاسد مفتوحاً دائماً وسيبقى العالم وكل الانظار بالانتظار.