(التيفو) يعود للظهور في السودان عبر موقعة الغربان جماهير المريخ تعد العدة لعمل بديع ونقلة مدهشة في جانب التشجيع شهدت مباريات المريخ في الموسم الحالي وتحديداً مواجهات الفريق في دوري أبطال أفريقيا نقلة مدهشة في وسائل وأدوات التشجيع بصورة جعلت مدرجات القلعة الحمراء تخطف الأضواء في ظل الانتشار الواسع لثقافة (الدخلة) المبتكرة حيث باتت الكيانات الجماهيرية المختلفة تتنافس على الإبداع والابتكار وتقديم دخلة فريدة وجديدة في كل مباراة افريقية يستضيفها النادي الكبير على ملعبه حتى باتت تلك الوسائل المستحدثة عامل جذب إضافي للأنصار كما أنها ظلت تجذب أضواء الإعلاميين وكاميرات المصورين والنقل التلفزيوني كذلك وهو ما جعل جماهير المريخ على كل لسان وجعلها موضع إشادة وثناء من قبل مدربي ولاعبي كل الأندية التى زارت معقل الزعيم هذا الموسم إلى جانب إشادة الإعلام الأجنبي سيما الصحافة الجزائرية التي أفردت مساحات واسعة أيام مباريات مرحلة المجموعات لتسليط الضوء على ما يصنعه أنصار المريخ من ابداع جعلهم مضرباً للمثل حيث طالبت الصحافة الجزائرية جماهير أنديتها بالتعلم من جمهور الزعيم وأخذ نقلة منه. خلال مباريات المريخ بمرحلة المجموعات وتحديداً الجولة الافتتاحية التي كانت القلعة الحمراء مسرحاً لها أمام مولودية العلمة.. شهدت المدرجات المريخية مولد أول (تيفو) جماهيري في الملاعب السودانية بعد أن تبرعت رابطة المريخ بأبوظبي بأوراق التيفو الحمراء والصفراء وعليها شعار النادي وهو ما صنع لوحة زاهية وجميلة بعد أن غطت أوراق التيفو أرجاء القلعة الحمراء. ولكن لأن التجربة جديدة على الملاعب السودانية ولأن ثقافة (التيفو) لم تجد في السابق طريقها لملاعب السودان رغم انتشارها على مستوى العالم ووصولها إلى القارة السمراء والوطن العربي.. فإن تنفيذ (التيفو) لم يكن بالشكل المطلوب والسليم الذي يتم عبره صناعة (التيفو) وهو أمر تسبب فيه إلى جانب ضعف الثقافة الجماهيرية المتعلقة بالكيفية المثلى لإنجاح التيفو، عدم وجود لجنة للاطلاع بتلك المهمة التي تحتاج إلى عمل كبير وضخم يستمر لعدة أيام وربما أسابيع للتخطيط بدقة لهذا العمل. لكن واحدة من متطلبات نجاح (التيفو) الأساسية تتمثل في الإستفادة من التجارب السابقة والأخطاء التي تصاحبها وبالتالي فإن (التيفو) الأول ورغم انه لم ينفذ بصورة مثالية إلا أنه يعد تجربة مفيدة للحد البعيد يمكن أن تقود أنصار المريخ لتنفيذ أكبر وأضخم وأجمل (تيفو) في موقعة ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا أمام مازيمبي الكونغولي عبر الاستفادة من السلبيات التي صاحبت تنفيذ التيفو في مباراة مولودية العلمة. وبما أن نجاح هذا العمل يرتبط بالثقافة الجماهيرية فإننا نورد في هذه المساحة معلومات شاملة حول (التيفو) وماهيته والأدوات التي يتم تشكيلها عبره والسبب الذي يجعل الجماهير تركز على صناعته إلى جانب الأشياء المطلوبة لإنجاحه واخراجه بالشكل المطلوب. ماهو التيفو؟ التيفو (Tifo) اصطلاحاً مختصر من كلمة (Tifosi) الإيطالية وهي تعني (أنصار) أي أنصار الفريق و"التيفو" من أهم ثقافة جماهير (الألتراس) ويقصد بالألتراس مشجعون منتمون لرابطة جماهيرية لها أفكار معينة، وكانت إيطاليا السباقة لصنع "تيفوات" في نهاية الستينات وانتشر في ذلك الوقت في دول جنوب أوروبا ثم امتد هذا الاتجاه إلى أوروبا بأسرها، خصوصاً في الثمانينات وغالباً ما يكون يحمل شعار النادي التابع له ثم بدأ بعد ذلك ينتشر في المغرب العربي ودول الشمال الإفريقي ثم وصل في السنوات الأخيرة لدول الخليج التي باتت تصنع (تيفوات) بديعة ورائعة. ماهي الأدوات التي تستخدم في صناعة التيفو؟ "التيفو" عادة ما يكون مصنوعاً من صفائح من الورق الملون أو من بالونات أو من أعلام أو لافتات، وله أشكال منها "تيفو tifo integrale" هو عبارة عن تغطية المدرج من اليمين إلى اليسار بالبلاستيك واعتماد اللوحة المرسومة في الوسط و"تيفو tifo original" يكون من الأعلى إلى الأسفل وشعار مرسوم على قطعة قماش يأتي في الوسط يكون بوضع عمودي، و"تيفو tifo voile" هو عبارة عن شعار مرسوم في كل المدرج وبحجم كبير جداً، و"تيفو tifo chorégraphie"هي دخلة ورقية وهي أكثر شهرة في العالم تعتمد على الورق او البلاستيك 100/100. لماذا تقوم الجماهير بصناعة (التيفو)؟ "التيفو" في المدرجات الرياضية عبارة عن لوحة فنية تشكلها الجماهير الرياضية لإضافة شيء من الجمالية في الملاعب الرياضية لصالح فريقها المفضل أثناء دخول الفرق الرياضية لأرضية الملعب بتوجيه رسائل تدل على المؤازرة والتشجيع لإظهار المحبة للفريق وتوجيه رسائل تحذيرية وتخويف للفريق المنافس أو لأندية البطولة كافة وتلك الرسائل تمنح دفعة معنوية كبيرة وهائلة للاعبين وتصنع أجواء محفزة للإبداع وتساعد على التألق. ما هو المطلوب لإنجاح التيفو؟ * انسجام المجموعة والعمل من أجل النادي ووجود العدد المناسب. * وجود عدد من القادة (ليدرات) موزعين على المدرجات لقيادة العمل وتوجيه الجمهور ونقل التعليمات له لرفع التيفو في الوقت المطلوب. * تقبل الجمهور للتعليمات والتسهيل من مهام أعضاء المجموعة عبر التركيز مع (الليدرات أو القادة) والالتزام بتعليماتهم. * الحضور المبكر والدخول قبل الجمهور لتوزيع الاوراق والتجهيزات. * عدم تغيير مكان (الأوراق أو البلاستيك) الخاصة بالتيفو التي يتم توزيعها على الكراسي قبل زمن كافي من المباراة وقبل بدأ دخول الجمهور.. حيث يكون كل مشجع مطالباً بالجلوس في مكانه وعدم تغيير البلاستيك الخاص بعمل التيفو من مقعده. * التركيز في العمل والبدء في صعوبة العمل تدريجياً (الأسهل طلوعاً الى الاصعب). * الصبر حتى الوصول الى القمة. * التعلم من أخطاء التجارب السابقة. * أيضاً الصورة الكاملة للجمهور وطريقة التنفيذ قبل المباراة عبر المنتديات والقنوات والصحف ومواقع التواصل الاجتماعي. * ايعاز المسؤولين والمخرجين بتسليط الكاميرات اثناء رفع التيفو من جهات متعددة ومواقع متميزة.