* قيل قديماً "إذا أردت أن تطاع، فأمر بالمستطاع"، ونحن بين موجات متلاطمات من المصلحة العليا، وبين الانتماءات الزرقاء والحمرء "نتشابى" للساحل، حيث ترسو طموحاتنا على شواطيء العروسة الأفريقية، وبين الحين والآخر نتلفت لنرى الآخر كيف يعمل وكيف يفكر، نحاول أن نكسر صموده "بالمشاغلات" وصرف نظره عن الهدف، وهو بدوره "ما بيقصر معانا" لأن الأنانية تجعل كل منهما يفكر في انه من يظفر باللقب الأفريقي ويفرح جماهيره في السودان ويمنح الوطن إنجازاً يباهي الناس، فأنصار الهلال يتمنونه أزرقاً خالصاً، وأنصار المريخ يتمنونه أحمراً، وبين هذا وذاك فإن معركة تكسير العظام تدور رحاها بين ذوي الاقلام ينخر بعضهم جسد الآخر ليوهنه..!! * وكثير أصوات تنادي بأن "أرضاً سلاح" بحثاً عن الصلاح والفلاح في هذه الأرض التي أدمتها الصراعات وأنهك جسدها الاحتراب والتشاحن على مجرد لعبة كرة قدم، وكادت أن تشق الصف بفعل البراميل الفارغة التي طفقت تعبيء التعصب الأعمى، الذي تجاوز الانحياز إلى النادي، و"فاض وانحنى" ليطال الآخر ويقعده عن المسيرة، بصورة صعب معها السيطرة على هذا السيل، أو الوقوف في وجهه، لأننا "استحلينا" هذا الوضع وبتنا نغذي السيل كل يوم..!! * ستبقى دعوة أن يساند الهلال المريخ والعكس في هذا المشوار الأفريقي حلماً في ليلة مقمرة "يهبهب" نسيمها بارداً، أو ربما ستكون نوعاً من النفاق الاجتماعي الذي لا يسنده موقف حقيقي، فالحروف التي تصدر من اللسان لا يتعدى وقعها "صيوان الأذن"، والحروف التي تخرج من القلب صادقة لا تصيب إلا القلب، لذلك فإن الخيار الأبقى والأفضل والأهم هو ان نكرس حبنا وجهدنا للنادي الذي ننتمي إليه بعيداً عن الآخر، ونشاطه وحركته، في إطار المنافسة الأفريقية التي تهم السودان في المقام الأول..!! * ولعلنا كتبنا من قبل تحت عنوان "تعالوا نشجع بحب" ما يلي: يبقى دور الصحافة كبيراً في هذه المرحلة لتهيئة الشارع لاستقبال مباريات العملاقين، ومن كان يظن أن قلمه "شفت" يبحث عن الإثارة والحجارة بين أقدام الجمهور ويشجعه ليقذفها في الملعب فإنه صغير مهما كبر، وحقير مهما عظم، وشرير مهما طاب، لأن الرياضة والصحافة والرسالة بريئة منه ومن أفكاره وأن وجوده هنا أكبر خطأ يرتكب في حق الرياضة والانسانية جمعاء..!! * نريد أن نقدم وجهاً آخر للصحافة، فقد سئم الناس دور الصحافة "المحرّشة والمحرشة" والأقلام التي تسن سكاكين التعصب لتقطع رقبة المحبة في ذات مباريات حساسة ثم تأتي لتبكي على أفعال الجماهير الموقوتة بالانفجار، وشعورها الكبير بالظلم حتى قبيل انطلاقة المباريات، فلا تضعوا القدر على النار المشتعلة ثم تطالبونه بابتسامة لطيفة أن لا يغلي فتظلموا أنفسكم وتظلموه معكم بحروف من نار..!! * لماذا لا نتوافق على تشجيع مهذب، وشعارات تدعم من نشجعهم ولا تسيء للآخرين، لماذا لا نتخير لغة وسطية تبعد عن الإقصاء، والأجندة، والتحريش بالثورة، وتصوير الجميع على أنهم مجرمين ومتآمرين، ومن ثم ندخل معركة لا يحكمها إلا التصفيات الجسدية القاتلة والتدمير..؟؟ * لماذا لا ينتصر الهلال على المريخ إذا كان هو الأكثر جاهزية والأعلى طموحاً والأفضل عناصراً ومدرباً؟؟، ولماذا لا يتفوق المريخ إذا خدمه الحظ وعبس أمام الازرق لينال نقاط المباراة، لماذا لا يقتل الحذر الإثارة في الديربي فتخرج تعادلية سلبياً أو بهدف هنا وهدف هناك..!! * طالما أن كل هذه الاحتمالات واردة ومنطقية فلماذا لا نمتع أنفسنا بالمباراة ونتخلى عن جهل العصبية ونشجع بحب..!! * إذا أردنا أن نخرج من هذه المتاهات فعلينا ان نهتم بالأندية التي ننتمي إليها اهتماماً أكبر بعيداً عن الآخر، وأن نعمل جهدنا من أجل بناء فريقنا، وتوفير الجهد الذي نبذله لتكسير الآخر..!! * الرياضة محبة.. والإعلام رسالة..!! * تعالوا نشجع بحب..!! * أقم صلاتك تستقم حياتك..!! * صلّ قبل أن يصلى عليك..!! * ولا شيء سوى اللون الأزرق..!!