استأذنت والدتي للعب مع أصدقائي في الخارج فطالبتني كالمعتاد بعدم الابتعاد عن المنزل , كنت دائما لا أتقيد بأوامرها فخرجت إلي أقراني وذهبنا الي مكاننا المفضل بين الأشجار الوارفة ولعبنا إلي حد الثمالة, وفجأة سمعنا صوتا مرعبا ورأيت شيئا طائرا لم أر مثله أبدا في حياتي , ففر أصدقائي ووقفت متسمرا من الخوف والفضول , هبط من ذلك الشئ كائنات غريبة يلبسون ملابس عجيبة _ وينتعلون أحذية ذات أعناق طويلة , كانوا يماثلوننا إلي حد مدهش إلا أنهم أطول قامة وأكثر إعتدالا , هل يا تري هم الكائنات العجيبه التي تأتي من السماء ويتناقل الأجداد أساطيرهم , رآني أحدهم فوجه نحوي شيئا طويلا استنتجت أنه شئ قاتل فاستدرت وحاولت الفرار , وسمعت صوتا يشق الهواء من خلفي ثم ارتطم بظهري شئ لم أدري ما كنهه ووقعت أرضا وأخر ما شعرت به هو ضحكات هذه الكائنات وهم يقتربون مني . استيقظت بعد فترة فوجدت نفسي في قفص ضيق وبحثت عن مخرج فلم أجد غير الفولاذ الصلب , فجلست يائسا وأحسست بالجوع يعتصر معدتي ثم فتح جزء من الحائط وتقدم من قفصي أحد تلك الكائنات ورمى إلي ببعض الطعام كأنما قرأ أفكاري , كان نفس الطعام الذي نتناوله في العادة.. يبدو أنهم يراقبوننا منذ فترة طويلة ويعرفون طباعنا جيدا , ثم لاحظت أن لهم شمس مثل شمسنا وأنني أتنفس بصورة طبيعية ففكرت أن لهم كوكب يماثل كوكبنا كما أنهم أكثر تطورا منا بمئات السنين الضوئية , ورن في عقلي سؤال ما الذي يريدونه مني ومن كوكبنا? هل هو الغزو الفضائي ؟؟ . تم نقلي إلي مكان غريب ووضعوني في قفص أكبر من سابقه , وأحيانا كان المكان يزدحم بتلك الكائنات التي تنظر إلي بشغف وهي ترسم ابتسامات بلهاء على وجوهها القبيحة... يا الهي كم أنا خائف , ما الذي ينتوون فعله بي? هل سيأكلونني كما يحدث في الأساطير ؟! وقف الطفلان سامي وباسل وهما ينظران إلي ذلك القرد الصغير الذي انزوي في احدي زوايا القفص وهو يرتجف خوفا وهو ينظر إليهما , فقال الأول:" لماذا يبدو خائفا? " فرد الثاني في براءة طفولية وهو يسترجع في ذاكرته أفلام الكرتون التي يدمنها:" لعله يظننا كائنات فضائية "! .