مع اقتراب نهاية دوري الدرجة الممتازة لهذا الموسم بلغ اتحاد الكرة أقصى درجة من التأزم الذي يتهدد الموسم بسبب الفو ضى والتواطؤ الذي شهده هذا الموسم في قضايا ونزاعات رياضية بين الأندية بعضها يرجع للدورة الاولى وبعضها مع بدايات الدورة الثانية الا ان الاتحاد ظل يتهرب من البت في هذه القضايا وبقى رهانه على الزمن ان يفقد هذه القضايا أهميتها ولكن سوء حظ الاتحاد ان النزاعات تضاعفت أهميتها مع نهايات الموسم مما افشل سياسة الهروب لأن الزمن لم يكتب نهايتها وانما ضاعف من الذين يتأثرون بها. فقضايا المريخ وأمل عطبرة وقضية لاعب هلال كادقلي اصبحت اليوم مع اقتراب نهاية الدوري لها تأثيرات مباشرة على بطولة الدوري وعلى الهبوط من الدرجة الممتازة لتعدد الاندية التي لها مصالح فيها حيث أصبحت محل اهتمام من الفرق المهددة بالهبوط وصدارة الدوري. لهذا فالاتحاد في محنة وأنديته في محنة أكبر وأكثرها مرهون بما تنتهي عليه الشكاوى والتي ربما تقلب الطاولة على أندية لا علاقة لها بهذه القضايا لو انها حسمت في موعدها الا انها وجدت مصيرها الآن مرهون بكيفية حسمها. ان مجلس الاتحاد ولجانه تتحمل المسئولية الاكبر بعد ان اتخذوا من البدعة المسمى بالفحص مصدراً لاهدار الوقت والدخول في حلقة مفرغة قائمة على التواطؤ وافتقاد المهنية والحيادية فوضى تستهدف قرارات الاجهزة العدلية (سمك لبن تمر هندى) تكشفت فيه الولاءات الخاصة وانعدمت الحيادية وشاع التهديد لغة التعامل مع قضايا يفترض ان تكون حاكميتها القوانين ولم يعد احد يستطيع اليوم ان يتكهن بما تنتنهي اليه هذه القضايا. لهذا فان الاتحاد ما ان أعلن عن برمجة أخرى مباريات قفل الموسم والتي اسقط منها تحديد المباريات التي صدر قرار لجنة الاستئنافات باعادتها بعد ان شهدت العديد من التقلبات تحت بدعة الفحص ولا تزال موعودة بالتقلبات فان مجلس الاتحاد الذي كان مهدداً من المريخ بالانسحاب اذا أعيدت له المباراة التي صدر فيها حكم لصالح الامل فانه اليوم يهدد بالانسحاب اذا لم تبرمج اعادة مباراتيه مع الأمل بعد ان ارتفع عدد المباريات التي تعاد لمباراتين مما أرضى المريخ لقبولها كتسوية ولكن هاهو الاتحاد يغفل عمداً عدم برمجتها فيما تبقى من مباريات في ختام الموسم رغم انها قرار نهائي للجنة الاستئنافات مما يكشف ان رهانه للخروج من الازمة عدم اعادة أي مباراة تحت وهم انه بهذا يرضي الفريقين بحسبان انه استجاب للمريخ بعدم اعادة مباراته كما عفى الامل من ان تعاد مباراته الثانية ارضاء للطرفي ولهذا حدد موعداً يوم الثلاثاء لاجتماع لجنة الاستئنافات تحت دعوى الفحص لتقنين المخرج الجديد وبهذا يكون أخذ من المريخ والامل بشماله ما أعطاه بيمينه طمعاً في رضائهما كأنه أرضى المريخ بأن المباراة التي رفض اعادتها لن تعاد وأرضى الأمل بأن المباراة الثانية لن تعاد فيسكت الطرفان. هكذا كانت فهلوة الاتحاد التي يسعى لها كمخرج أمام الفريقين الا انه فوجئ بأن الفهلوة لم تحل الازمة للجانبين لأن الرياح قد تأتي بما لا تشتهي السفن. لهذا فشل مخططه لحل الأزمة بعدم اعادة المباراتين كمخرج بحسبانه حل وسط أمام الفريقين ولكنه لم يتحسب للظروف التي استجدت فتأخر القرارات وتنفيذها والموقف الحرج الذي يواجهه المريخ واضعف موقفه في صدارة الدوري فانه أصبح صاحب مصلحة في اعادة المباراتين رغم انه الذي سبق وتهدد الاتحاد بالانسحاب اذا نفذ قرارالاعادة الأول فطالب الاتحاد وهدد بالانسحاب اذا لم يبرمج المباراتين بعد ان أصبح صاحب مصلحة. كما ان الأمر لم يقف عند هذا الحد فلقد طالبت مجموعة الاندية المهددة بالهبوط والتي وجدت نفسها قد تهبط بسبب عدم حسم هذه النزاعات فسارعت وأصدرت بياناً هي الأخرى تهدد بالانسحاب مالم تحسم هذه القضايا وان ينفذ الحكم فيها قبل اداء ما تبقى من مباريات حتى لا يكون لها تأثيرسالب ومفاجئ يؤدي للهبوط من الدوري ويبقى من الجانب الآخر الهلال وان بدأ لا صوت له الا انه لن يبقى بعيداً عن ساحة التهديدات له ان انتهى الامر بتهديد بطولته التي يرى انها حسمت ويبقى مراقباً للتدخل اذا هددت القرارات صدارته. خلاصة الامر ان القانون لم يعد هو الذي يحكم الرياضة حتى نشهد الساحة اتحاداً محايداً يملك الكفاءة للحكم بالقانون.