على المذيع إجادة ثلاث لغات على الأقل حتى يستطيع النجاح في عمله الإعلامي السوداني قليل الاطلاع.. والعالمية أوبرا أكدت أن الشكل ليس مقياساً لنجاح المذيعة عمر الجندي الإعلامية سماح الصادق من الوجوه الشابة التي ولجت مجال الإعلام وقدمت نفسها بإطلالة مريحة للمشاهدين عبر فضائية قوون فسارت بخطوات واثقة في درب النجومية تسندها مؤهلات أكاديمية على مستوىً عالٍ وفهم كبير لوظيفتها كمذيعة ينبغي أن تعتمد على فكرها وثقافتها لا على جمالها فقط، حلت ضيفة عزيزة على (صدى الفنون) عبر حوار مطول أجابت من خلاله على جميع التساؤلات كما سنطالع ذلك عبر السطور التالية. * نبذة تعريفية؟ سماح عبد الصادق حسنين عثمان خريجة جامعة الخرطوم تخصص لغة ألمانية وإعلام، مذيعة بقناة قوون. * بدايتك الإعلامية؟ البداية من تلفزيون شندي مُعدة ومقدمة برامج مساء سعيد (منوعات) برنامج تواصل مع الجماهير، اهداءات، موسيقى ونشرة فنية ووجد البرنامج الثناء والتقدير من الجماهير وفي نفس الوقت كانت هناك انتقادات من واقع أن الأغاني التي يتم بثها قديمة، المحطة الثانية وكالة السودان للأنباء (ترجمة نصوص وتقارير صحفية من اللغة الألمانية للعربية). قدمت مقترح فكرة برنامج جاهز لقنوات هارموني، أمدرمان، الخرطوم الدولية واتجهت إلى ترجمة الأساطير (الأحاجي بلغة الدارجية) بفضل إجادتي للغة الألمانية والإنجليزية والكثير من الفرنسية، وايضاً كان هناك مشروع ترجمة من أجل نقل الثقافات الأوروبية المختلفة إلى الأطفال بعد أن وجدت أن الاهتمام البرامجي بأطفالنا ضعيف جداً والأحاجي التي كانت لدى الحبوبات تكاد تكون معدومة اذا لم تكن قد اندثرت وحلت محلها الثقافات العربية وهي محاولة لغزو عقل الفعل السوداني بثقافتنا وسلوكنا وتعاملنا وأساليبنا ونقطة ثانية تجعل الطفل يحب كل ماهو سوداني وتواصل الحميمية بين الأطفال ولا يعقل أن يكون أطفالنا طوال اليوم يشاهدون كارتون نيدو واسبيس تون وام بي ثري ونحن لدينا ذخيرة كبيرة من الثقافات السودانية وقد وجدت أكثر من 800 أحاجي قمت بترجمة الجزء الأكبر منها ووضعته في كتاب باسم أساطير وأحاجي وفرغت من تصميم الغلاف به رسومات أطفال وحالياً في مرحلة الطبع وأسعى لتنفيذ الفكرة بواسطة فيلم قصير بعد أن يرى الكتاب النور حتى يجد فيه الطفل السوداني كل ما يتمناه من معرفة عاداتنا وتقاليدنا السودانية السمحة. * كيف ولجتي مجال الفضائيات؟ عبر قناة قوون حيث وجدت كل ترحاب من الأستاذ أزهري محمد علي مدير القناة وايضاً وجدت التشجيع من كل الزملاء وقد تم وضعي في اختبار الكاميرا والحمد لله أصِبت النجاح وحالياً أسهم في تقديم بعض الأعمال ولكني لا أستعجل الأمر وباذن الله ستسير الأمور بصورة جيدة. * برأيك الموهبة أم التأهيل الأكاديمي من يصنع المذيعة الجيدة؟ الاثنان معاً وهما مكملان لبعضهم البعض وأي اختلال في أيٍ منهم يحدث مشكلة ولابد من التوافق. * المذيعات متهمات باهتمامهن بالشكل أكثر من المضمون؟ في رأيي المضمون أهم من الشكل وهو أحد الأسباب الرئيسية لنجاح المذيعة واذا لم نتسلح بالمعرفة والدراية الكاملة بالمعلومات وكيفية توصيل الرسالة إلى المشاهد بالتأكيد ستصبح الخاسر الأكبر وأقول أنظروا إلى المذيعة أوبرا وهي خير دليل على أن الجمال لا يصنع مذيعة ناجحة بقدر الإلمام بالعلم والثقافة والتلقائية وكيفية إدارة الحوارات. * المذيع السوداني قليل الاطلاع؟ نعم، اعتقد أن أي إعلامي يجب أن يكون مطلعاً وأن تكون لديه ثقافة واسعة وأن يكون مُلماً بثلاث لغات غير اللغة العربية على الأقل ولابد للمذيع أن يجيد عدداً من اللغات الأخرى بدلاً من الاستعانة بمترجم لأن هناك أشخاص لا يتكلمون اللغة العربية وفي نفس الوقت لا يكون هناك مترجم متواجد معك في الأستديو ولذلك الأفضل على المذيع إجادة عدد من اللغات. * البرامج متشابهة من حيث الفكرة؟ نعم، معظم البرامج متشابهة ولا توجد أفكار جديدة واعتقد أن المنتج الصحفي هو الأنجح من واقع ابتكار برنامج جديد بفضل الموهبة الصحفية التي يتميز بها. * المشاهد السوداني يهرب من قنواتنا ويلجأ للقنوات الأخرى، لماذا؟ اعتقد أن عدم طرح أفكار وبرامج متنوعة ومهمة تخص الشارع العام السوداني. * هنالك الكثير من الأخطاء التي يقع فيها المذيع السوداني؟ اعتقد أن عدم التدريب الكافي السبب وراء هذه الأخطاء خاصة من جانب الاهتمام باللغة العربية أكثر وإقامة كورسات مكثفة للإعلاميين حتى يستطيعوا أن يكونوا في قمة الجاهزية عند تقديمهم لأي من البرامج التلفزيونية. * كلمة أخيرة؟ أشكركم كثيراً في صحيفة الصدى وأتمنى لصحيفتكم التقدم والازدهار.