حراسة المريخ كانت ستتعرض لدمار شامل لولا رحيل نيكولاس غارزيتو نموذج للفشل الذريع ولم أجد مدرباً في العالم يصر على فرض ابنه في أي نادٍ حكيم سبع سيعيد البريق لحراسة المرمى الحمراء.. ومن أساء للوالي لا مكان له في المريخ أبدى الخبير هشام السليني مدرب حراس المنتخب الوطني السابق ارتياحه البالغ للخطوة التي أقدم عليها مجلس إدارة نادي المريخ بصرف النظر عن تجديد تعاقد الفرنسي غارزيتو لكنه عاد وأشار إلى أن الخطوة تأخرت لبعض الوقت لأن المجلس كان ينبغي أن يطرد غارزيتو فوراً لمجرد إساءته للرئيس الرمز جمال الوالي الذي يمثل بالنسبة لكل محبي المريخ خطاً أحمر لا يمكن المساس به بعد كل الذي قدمه لهذا النادي عبر سنوات حافلة بالبذل والعطاء ورأى السليني أن غارزيتو وبغض النظر عن إساءته للوالي ليس من نوعية المدربين الكبار الذي ينبغي أن تصبر الأندية على تصرفاتهم المريبة لأنه مدرب مغامر ولا يحمل المؤهلات التي تسمح له بقيادة الأندية الكبيرة وأضاف: عملت مع مدربين عالميين مثل ايساتانا وكامبوس وديدي وفرنانديز ولم يكن من بينهم من يتعامل بعجرفة وصلف وغرور مثل غارزيتو. رحّب السليني بالخطوة الموفقة التي أقدم عليها مجلس إدارة نادي المريخ بعدم تجديد تعاقد غارزيتو وطاقمه المعاون وقال إن النتائج التي حققها المدرب الفرنسي لا تعتبر نتائج نموذجية تفرض على المجلس أن يتمسك به برغم كل التصرفات التي بدرت منه بعد أن أدار حرباً بلا هوادة على الأسلحة التي يقاتل بها وقلّص كشف الفريق إلى 13 لاعباً فدفع المريخ ثمن ذلك بخسارته ل25 نقطة في بطولة الدوري الممتاز في عهد غارزيتو بصورة لم تحدث للأحمر في السنوات الأخيرة مبيناً أن المجموعة التي وصل المريخ عبرها إلى نصف نهائي الأبطال كان يمكن أن يحقق ذلك تحت قيادة أي مدرب وحتى الترجي الذي أطاح به المريخ كان في أضعف حالاته بدليل أن الأهلي المصري الهابط للكونفدرالية قهره بالأربعة ولكن هذه النتائج التي لم يحققها المريخ من قبل بعامل تدني مستوى الأندية المنافسة جعلت البعض يعتقدون أن غارزيتو مدرب خارق لكن الأندية المجتهدة مثل مريخ الفاشر وأهلي مدني والأمل وهلال الأبيض وأهلي شندي أثبتوا عكس ذلك وفرضوا الخسارة على غارزيتو في الدوري الممتاز. الكبار لا يحتقرون اللاعبين قال هشام السليني إن غارزيتو أراد أن يثبت بأنه مدرب كبير بصلفه وغروره وطريقته التي يتعامل بها مع اللاعبين وأضاف: المدرب الكبير والعالمي يتعامل مع لاعبه بصورة أكثر من راقية، أقول هذا الحديث لأنني عملت مع أسماء كبيرة في مجال التدريب في المملكة العربية السعودية لا يمكن أن يعمل غارزيتو إلى جوارهم ولو كمدرب مساعد لأنني عملت مع مدربين بقامة فرنانديز وتليسانتانا والبرازيلي كامبوس الذي درّب الهلال السوداني بعد أن كان قد درّب الشباب واتحاد جدة وعمل قبلهما في الجهاز الفني لريال مدريد وهي أندية من المستحيل أن يعمل فيها غارزيتو وأشار السليني إلى أنه لو كان الأمر بيده لرشّح البرازيلي كامبوس ليتولى مهام تدريب المريخ في المرحلة المقبلة لأنه مدرب صاحب فكر تدريبي متقدم ولا يمكن مقارنته مطلقاً بغارزيتو وودود جداً في علاقته مع اللاعبين ويحترم طاقمه المعاون وعلى استعداد لأن يعمل مع أي طاقم يجده حيث لا يشترط تعيين ابنه وابن أخته مثلما يفعل غارزيتو وشخصياً عملت مع كامبوس في الشباب السعودي وعندما انتقل للاتحاد رافقته إلى هناك بطلب منه ولو كان هناك أي مدرب غيره لاشترط أن يكون طاقمه المعاون من أبناء جلدته والميزات والصفات التي رأيتها في كامبوس تجعلني أثق في أن هذا المدرب سيحقق نجاحاً هائلاً مع المريخ وسيجعل الجماهير تنسى غارزيتو ولو لم يكن كامبوس مدرباً بدرجة خبير لما التقطته عين صلاح ادريس الفاحصة لتقدمه للهلال. المكسب الأكبر في رحيل مدرب الحراس قال هشام السليني إن أكبر المكاسب التي خرج بها المريخ من رحيل غارزيتو هي التخلص من مدرب الحراس الفاشل نيكولاس الذي أجمع كل من تابعوا تدريبات المريخ على فشله ثم جاء مستوى حراسة المرمى في عهده ليتحدث عن فشل ذريع لهذا المدرب لأن مستوى الحراس هو المرآة العاكسة لعمل مدرب الحراس وشاهد الجميع في عهد نيكولاس كيف زادت أوزان الحراس وتراجعت مستوياتهم وتعددت أخطائهم وكان يمكن للمجلس أن يتدارك الأمر وأن يبعد نيكولاس قبل أن يغادر المريخ دوري الأبطال لكن يبدو أن غارزيتو مارس من الضغوط ما جعله يتمسك بهذا المدرب حتى نهاية الموسم بل ذهب الرجل إلى أبعد من ذلك وأصر على تجديد تعاقده بعد انتهاء فترته ليؤكد بأنه غير حريص على الإطلاق على مستوى حراسة المرمى بالمريخ طالما أنه نجح في تعيين أحد أفراد أسرته ووفّر له راتباً محترماً وبعد ذلك فلتذهب حراسة المريخ للجحيم. الإساءة للوالي كانت تفرض على المجلس إقالة غارزيتو فوراً قال هشام السليني إن نتائج غارزيتو في الأصل لا تتيح له البقاء مع المريخ لأن تلك النتائج تحققت بفضل توافر تشكيلة مثالية تستطيع أن تحقق نجاحات أكبر في الموسم المقبل بدون غارزيتو وأضاف: حتى لو كان الفرنسي ناجحاً بدرجة امتياز ما كان للمجلس أن يسمح له بأن يبقى للحظة بعد أن أساء للرمز المريخي والرئيس المحبوب جمال الوالي بعد كل ما قدمه هذا الرجل للمريخ ولكن نحمد للجنة أنها في النهاية لم تسمح له بالاستمرارية بغض النظر عن الأسباب التي أدت لانتهاء علاقة غارزيتو بالمريخ وأنا واثق من أن الأحمر لن يخسر أي شئ من رحيل هذا المدرب المتعجرف الذي كاد أن يدمّر فريقاً بحاله بعد أن ترك له المجلس الحبل على الغارب ليفعل ما يحلو له. عودة حكيم سبع ستعيد البريق لحراسة المرمى الحمراء عبّر هشام السليني عن بالغ سعادته للخطوة الموفقة التي أقدم عليها مجلس المريخ الجديد بالسعي لإعادة مدرب الحراس الجزائري حكيم سبع وقال السليني إنه ليست له أي علاقة تربطه بهذا المدرب حتى يصر على عودته ويطالب المجلس مراراً بتلك الخطوة وأضاف: سبق وأن انتقدت حكيم سبع في بداية مشواره لكن الرجل قدم عملاً مقنعاً ظهر في مستوى الحراس وأجبرني على الإشادة به وتمنيت لو تمسك به الأحمر حتى نهاية الموسم لأن المواهب الواعدة الموجودة في الفريق الرديف والتي أخذت طريقها للفريق الأول تحتاج لمدرب بقدرات حكيم سبع حتى تؤمّن المرمى الأحمر لسنوات متمنياً أن يكمل مجلس المريخ تلك الخطوة الموفقة بالتعاقد الرسمي مع حكيم سبع ليحقق المزيد من النجاحات مع الأحمر.