واطل اليوم على القراء الافاضل وكلي شوق لهم !. اعود وبالبال اكثر من موضوع لكني استميحكم الكتابة عن احدى نخلات بلادي من الاعلاميات.. وقبل ان اكشف لكم عمن هي دعوني احدثكم عن الانسان الذي تحمله باعماقها.. فصاحبتنا امرأة نخلة بكل ما تحمل الكلمة من معنى تحمل دوما هم الآخرين وتسعى لزرع الابتسامة بوجه كل من تلقى.. شفيفة عفيفة نقية.. لم تهزها النكبات التي تعرضت في حياتها فاقعدتها بل زادتها تصميما على الاقتحام والمواجهة.. يكفي ان رحل عنها زوجها وهي بعد في ريعان الشباب مخلفا وراءه على عاتقها اربعة ايتام فصبرت وتغلبت على محنتها وواصلت مسيرتها من نجاح الى غيره.. انها الاعلامية المتميزة المخرجة والصحفية والمذيعة عفاف الامين التي استقر بها المقام منذ سنوات بالاذاعة الرياضية.. ربما آلاف منكم يعرفون تاريخ عفاف با?ذاعة.. وآلاف آخرين يذكرون تجربتها الثرة بصحيقة المريخ.. وقبل ذلك كله تجربتها بالاذاعة القومية.. اذا ليس من داع ?حكي الكثير عن مسيرتها الاعلامية التي جعلتها واحدة من اميز الصحفيات والاعلاميات اذ تجمع موهبتين من الصعب توافرهما لدى شخص واحد الا اذا كان قد ملك ناصية الابداع بحق.. مؤخرا، شاركت الاستاذة عفاف في المؤتمر التأسيسي لنادي الرياضيين العرب والذي انعقد تحت شعار (ريادة)بتشريف كبير من عدد من الاعلاميين العرب في مقدمتهم احمد شوبير و عبد الله وهبة الصباغ .. بهذه المناسبة تمت استضافة الاستاذة عفاف من خلال برنامج مساء جديد بقناة النيل الازرق وتناول اللقاء التجربة الاعلامية للضيفة ثم عرج الحوار لشرح ما دار في المؤتمر وما خرج به من توصيات..ظهرت عفاف من خلال الحلقة كعادتها انيقة الفكر والمظهر وتحدثت بلغة رصينة وافكار مرتبة فنالت كعادتها الاعجاب.. اما اشد ما اثار دهشة الذين تابعوا الحلقة وانا في مقدمتهم ما ذكرته عفاف متحدثة عن بداياتها اذ قالت انها بدأت عملها في الصحافة بالحوارات الفنية قبل ان تتحول الى الرياضة وكتابة الاعمدة الرياضية وانها(تعلمت كتابة العمود من الاستاذة سمية طه)و...اسقط في يدي!! والله اني لم استطع ان اتمالك نفسي من شدة التأثر لما قالته هذه المراة العملاقة حقا. والله ان ما ذكرته يؤكد حقيقة جلية على عظمتها وعلى مدى تواضعها وثقتها الكبيرة بنفسها اذ من الصعب ان يصرح اي انسان بفضل آخر عليه في بعض نجاح قد اكتسبه فما بالكم بان يطلق هذا الكلام وعبر منبر اعلامي بل ويكون هذا الشخص نفسه اعلاميا له حضوره الطاغي والباهي... شكرا عفاف على كلمات جاءت في زمن اندثر فيه الوفاء وغابت عنه المصداقية فكان ? بد ان يختلط الحابل بالنابل ا? لصاحب رؤية ثاقبة وفهم رشيد.. كلمات عفاف جعلتني استعيد ذكريات حبيبة للنفس وجعلتني غصبا عني ابكي ظلم وجور ذوي القربى.. وجعلتني اذكر استاذي الفاضل اسماعيل حسن الذي ? يقل شفافية ونقاء عن عفاف وهو الذي ظل حريصا على السؤال عني وتفقد احوالي.. ومثله الزميل الاستاذ هيثم صديق الذي كتب غير ما مرة مناشدا اياي بالعودة مؤكدا على ان مكان نسيبة المريخ ما زال شاغرا ونسيبة المريخ هو اللقب الذي ظل يناديني به ويكاتبني منذ سنوات.. خلاصة القول..عفاف الامين وجه اعلامي مشرق شرف المريخ والوطن من قبله ويكفي انها ظلت تعمل في صمت في معظم اللجان المساعدة بالنادي واخرها لجنة العضوية حاليا ونتمنى مت لجنة التسيير لو ان كرمت الاستاذة عفاف تقديرا لدورها وليكن مشاركتها في تأسيس نادي الاعلاميين نقطة انطلاقة حقيقية والا يضيع هذا الشرف الكبير مثلما ضاع قبله اختياري الاعلامية الرياضية وتكريمي من قبل الدولة ممثلة في السيدة حرم الرئيس ومع ذا لم يتكرم احد من مجلس بمجرد تقديم التهنئة لي رغما انني وقتها كنت اعمل بصحيفة النادي ..وليس من غرابة في الامر فكل الذي حدث بعد ذلك وما زال يحدث يؤكد ان هذا بالفعل زمن المهازل.. اجدد امتناني للزميلة عفاف واكرر لها التهاني والامنيات بمزيد من النجاح..ولكل من يسأل عني مليون تحية وسلام.