الأمطار عصفت بالنيجيري وحرمته من جماهيره ولم تؤثر على لاعبي المريخ أبوجريشة يمارس أسوأ أنواع الرقابة على العمل الصحفي ويستفسر المحررين عن كل صغيرة وكبيرة التيجاني محمد أحمد رحلة كانت محفوفة بالمخاطر بكل ما تحمل الكلمة من معنى وكان يمكن أن تواجه فيه الأحمر متاعب يصعب التغلب عليها لولا وجود سفارة مشرفة تعكس الوجه المشرق للدبلوماسية السودانية بعد أن وضعت سفارة السودان بنيجيريا نفسها تحت خدمة بعثة المريخ قبل أن تصل إلى واري ويكفي أن السفارة استطاعت أن تنزع فتيل أزمة كان يمكن أن تجعل البعثة الحمراء تعاني بشدة لكن حكمة السفارة أنقذت كل شئ وكفت المريخ إرسال وفود المقدمة التي لا تستطيع أن تنجز ربع ما أنجزته سفارتنا الفتية بنيجيريا. الاتحاد النيجيري لم يكن له أي علم بموعد وصول بعثة المريخ لنيجيريا، كل الذي يعرفه الاتحاد النيجيري أن المريخ تحدث عن بلادهم بسوء وأشار إلى أن مدينة واري مضطربة أمنياً وبالتالي لابد من نقل مباراة الفريق إلى أبوجا وهو الأمر الذي أغضب الاتحاد النيجيري كثيراً لدرجة أنه كان لا يفكر في استقبال البعثة الحمراء مطلقاً لكن السفارة تواصلت مع الاتحاد النيجيري قبل وصول بعثة المريخ وشرحت لهم أن ما تم تداوله عبر الصحافة الرياضية في السودان بخصوص عدم استقرار الاوضاع الأمنية في واري والمطالبة بنقل المباراة إلى أبوجا أو توفير حماية أمنية مشددة للبعثة الحمراء أمر يمثل الصحافة التي هي مستقلة عن نادي المريخ ولا يمثل على الإطلاق الأحمر وتفهم الاتحاد النيجيري تلك الخطوة ونجحت السفارة السودانية في إزالة الاحتقان وبعدها أصبح الاتحاد النيجيري جاهزاً للتعاون بلا حدود مع بعثة المريخ فخصّص لهم ترحيلاً من المطار إلى الفندق مع توفير ملعب للتدريبات وكان الاتحاد النيجيري حريصاً على استقبال بعثة المريخ في المطار بفضل الدور البارز الذي لعبته السفارة السودانية. تهديد ووعيد ولا جديد منذ وصول بعثة المريخ إلى أبوجا وقبل وصولها معقل واري وولفز استقبلها موظفو المطار بالتلويح بعلامة النصر والإشارة إلى أن واري وولفز سيقهر الأحمر بخمسة أهداف وهو مالم يهدد به حتى أنصار الفريق النيجيري الذين يعرفون قدر المريخ واسمه الكبير ويكفي أن سكرتير واري وولفز عندما رشّح فريقه لتحقيق الفوز استبعد احتمال أن يحقق فريقه فوزاً عريضاً على الأحمر الذي يستند بخبرات نوعية تجعله أكثر قدرة على التعامل مع المباريات التي يلعبها خارج أرضه ولم تواجه بعثة المريخ أي مشاكل تذكر في مطار أبوجا لأن السفارة كانت حاضرة بقيادة الأستاذ محمد اسماعيل نائب السفير وعدد من أعضاء السفارة الذين تواصلوا مع الاتحاد النيجيري واستكملوا إجراءات دخول البعثة الحمراء في وقت وجيز وبعد أن أمضت البعثة الحمراء اليوم الأول في أبوجا توجهت إلى مدينة واري التي تقع في جنوبنيجيريا في مقاطعة دلتا التي تعتبر من المقاطعات النفطية الثرية وبرغم البترول الذي يتدفق بسخاء في تلك المقاطعة لكنها تعيش فقراً لا مثيل له ولا تتوافر فيها أي بنية تحتية جيدة برغم أن الامكانيات النفطية الهائلة كان يمكن أن تجعل منها مدينة نموذجية، وينعكس تردي الوضع الاقتصادي والفقر المدقع في تلك المدينة على بساطة سكانها مع تفشي العصابات المسلحة والمليشيات المتخصصة في النهب والسرقة وغالبية سكان المقاطعة من المسيحيين وبرغم الأخبار التي كانت تتحدث عن شراسة جمهور واري وولفز وتطالب المريخ بالتحسب لتلك الجماهير الهادرة الا أن كل الظروف كانت في مصلحة المريخ، فبقدر المخاوف التي كانت تسيطر على الجميع من هطول الأمطار بغزارة يوم المباراة مما يؤدي إلى زيادة متاعب نجوم الفرقة الحمراء داخل الملعب الا أن تلك الأمطار كانت عاملاً مؤثراً في مقاطعة الجماهير للمباراة وبالتالي لم يُحظى منافس المريخ بالمساندة الجماهيرية المطلوبة لأن الأمطار كانت تهطل في مدينة واري في الأيام الأخيرة بصورة يومية حيث هطلت الأمطار يوم المباراة منذ الواحدة ظهراً ولم تتوقف الا في الثالثة عصراً. واري وولفز اهتم كثيراً بالبعثة الحمراء فرض واري وولفز على المريخ أن يعامله برقي واحترام عندما يصل الخرطوم فجر غدٍ الجمعة لأن إدارة النادي النيجيري لم تقصّر على الإطلاق في استقبال المريخ بصورة جيدة وحل أي مشكلة تواجه البعثة الحمراء بعد أن تفرغ سوكوزو نائب سكرتير نادي واري وولفز لخدمة المريخ وكان يتفقد البعثة بصورة يومية ويعمل على حل أي مشكلة تواجه البعثة ولم يكتف الرجل بذلك بل اطمأن على اكتمال إجراءات دخول جميع الصحفيين الذين رافقوا البعثة الحمراء بل طلب السماح لهم بالنزول إلى أرضية الملعب لالتقاط الصور قبل المباراة وكان متعاوناً مع الصحفيين أكثر من الكابتن عادل أبوجريشة رئيس القطاع الرياضي بالمريخ الذي لم يستفد من التعامل الراقي الذي وجدته الصحافة السودانية من منافس المريخ بل تفرغ أبوجريشة لمطالعة ما يُكتب في الصحف في الخرطوم وما يُرسل له عبر الواتساب ليصحح كل جريدة ويحدد الأخبار التي تعجبه وتلك التي لا تروق له ليستدعي مندوب تلك الصحيفة ويحقق معه حول ما نُشر في تلك الصحيفة وكأن المندوب المرافق هو من يشرف على كل صغيرة وكبيرة من على البُعد وهي طريقة غير لائقة وجدت الكثير من الاستياء لدى الوفد الصحفي المرافق للبعثة الحمراء، وتعامل عادل بطريقة غير مقبولة مع الصحفيين وحرم المدير الفني من عقد مؤتمر صحفي قبل المباراة بادعاء أن المريخ على موعد مع مباراة مهمة وأن حديث المدرب سيفقده التركيز وهو مالم نجد له تفسيراً لأن المدربين الذين يقودون منتخباتهم في كأس العالم يعقدون مؤتمرات صحفية قبل المباراة دون أن تتحدث أي جهة عن تأثير تلك المؤتمرات على تركيز المدربين. قوة أمنية مدججة بالسلاح تؤمن بعثة المريخ حرص الاتحاد النيجيري على توفير قوة أمنية كبيرة مدججة بالسلاح الخفيف منه والثقيل لترافق البعثة الحمراء في حلها وترحالها وتؤمنها بصورة صارمة طوال فترة تواجد البعثة الحمراء بل رافقت تلك القوة الشرطية المريخ حتى وهو في طريقه للمطار في رحلة العودة إلى أبوجا الأمر الذي يؤكد بأن الاتحاد النيجيري كان على دراية بأن الوضع في واري يحتّم عليه توفير الحماية المطلوبة لبعثة المريخ. الجالية السودانية لاوجود لها في واري وقلة لبنانية حاضرة هناك تخلو مدينة واري برغم أنها مدينة نفطية من أي وجود عربي أو سوداني عدا مجموعة قليلة من البنانيين الذين يعملون في مطعم لبناني يعتبر الوحيد في مدينة واري ويعمل فيه عدد من أقرباء صاحب المطعم ولذلك كان هذا المطعم هو الملجأ الوحيد للبعثة الحمراء التي تبحث عن نوعية معروفة من الأطعمة العربية فتولى المطعم اللبناني تقديم الوجبات لبعثة المريخ طوال فترة إقامتها في مدينة واري بعد أن ظل صاحب المطعم ملتزماً بتوفير كل أنواع الأطعمة التي يطلبها الجهاز الفني بالمريخ. لاعبو المريخ ضربوا المثل الأعلى في الانضباط لم يكن الوفد الإداري الذي رافق بعثة المريخ بحاجة لفرض الانضباط وسط اللاعبين الذين كانوا في قمة الانضباط حيث لا يغادر أي لاعب غرفته الا لتناول الطعام أو أداء المران مع الاستفادة من أي دقيقة في الغرف لأخذ قسط من الراحة ولعل ما ساعد البعثة الإدارية في التواصل مع اللاعبين بصورة جيدة العلاقة الحميمة التي تجمع بين المهندس عبد القادر همد وجميع اللاعبين حيث يتمتع رئيس البعثة بشعبية لا مثيل لها وسط جميع نجوم الفرقة الحمراء الذين استقبلوا خبر تعيين همد رئيساً للبعثة بسعادة غامرة. دكتور عماد عابدين ومراد السالمي الأكثر قلقاً قبل المباراة يبدو أن الخبرات الطويلة التي اكتسبها نجوم الفرقة الحمراء من المشاركات الأفريقية المتواصلة جعلتهم يتعاملون مع مباراة واري وولفز مثلها مثل أي مباراة في الدوري الممتاز دون خوف أو ارتباك لذلك كانت الأجواء طبيعية في المعسكر حتى قبل لحظات من انطلاقة المباراة غير أن القلق سيطر على التونسي مراد السالمي مدرب الحراس بصورة لافتة وقبل المباراة بيوم لم يتذوق الرجل طعم النوم حتى الصباح وكان مشفقاً على الحارس جمال سالم من المباراة الصعبة التي تنتظره ومن اللعب تحت تأثير الأمطار لكن جمال سالم بدّد مخاوفه وقدم مباراة للذكرى ولعب دوراً بارزاً في خروج المريخ منتصراً وشاركه في القلق والخوف الدكتور عماد عابدين طبيب نادي المريخ الذي كان مشفقاً على اللاعبين من الاختبار الصعب ومن اللعب تحت تأثير الأمطار وما يترتب على ذلك من إصابات ومخاطر غير أن اللاعبين وبحمد لله أكملوا المباراة دون أن يعاني أي لاعب من أي إصابة .