* تحقيق الفوز بهدف نظيف وعدم قبول هدف داخل الديار في حد ذاته أمر جيّد ومقبول ولكن ما يخيف في الأمر هو الفقر الهجومي المهول الذي عانى منه المريخ خلال شوطي المباراة. * لأن ايجابيات التفوق بهدف تحتاج لفعالية هجومية في لقاء الإياب بغرض الوصول لشباك الخصم أما بالطريقة التي لعب بها الأحمر بالأمس فإنه سيركض تسعين دقيقة دون أن يصل لمرمى الفريق المراكشي. * خلال الشوط الأول استحوذ المريخ استحواذاً كاملاً على منطقة المناورة وحبس الفريق المغربي في مناطقه وأجاد دفاعه في استخلاص جميع الكرات المرتدة برقابة صارمة وتمركز نموذجي حيث لم يتعرّض الحارس جمال سالم لأي تهديد يذكر. * ولكن الإستحواذ المذكور لم يجد أي فعالية للأمام بسبب الإصرار على الإرسال الطويل أمام فريق يمتاز خطه الخلفي بطول القامة وإجادة استخلاص الكرات العالية بإتقان شديد. * أهدر لاعبو المريخ استحواذهم وسيطرتهم بالكرات الطويلة ووجد عبده جابر وبكري المدينة نفسهما في حالة عناء شديد للحصول على الكرات من خطي الوسط والدفاع وكانا في الكثير من الأحيان يضطران للخروج للأطراف لإستقبال الكرات العالية مما يفرغ العمق المغربي من أي مهاجم مريخي. * دلالة على ذلك خلال سيطرة كاملة للشوط الأول لم يسدد الأحمر سوى كرتين خطرتين على مرمى المغربي الأولى كانت في الدقيقة (20) والتي أهدرها بكري المدينه وهو مواجه للحارس المغربي عندما أطاح بالكرة فوق العارضة. * أما الثانية فهى اللعبة التي ترجمها رمضان عجب إلى هدف في الدقيقة (32) بعد أن استفاد من احدى الكرات الساقطة من قبل الدفاع المغربي ولعبها بطريقة رائعة دون بها أول أهداف الأحمر والذي انتهت عليه المباراة. * تسديدة رمضان عجب كانت هى الوحيدة بين (الخشبات الثلاث) خلال 45 دقيقة كاملة وتلك الجزئية تعتبر كارثة هجومية قبل لقاء الإياب. * مازن شمس الفلاح تفنن في الإرسال الطويل ومصعب عمر اكتفى بمتر او مترين عقب عبور خط الوسط ومن ثم إرسال الكرة كيفما اتفق. * ظهيرا الجنب وابتعاد كوفي عن مستواه المعروف خصما كثيراً من النهج الهجومي للأحمر. * في شوط اللعب الثاني انقلبت الموازين وكاد الفريق المغربي أن يعود بالتعادل بعد انخفض المردود الأحمر وتراجعت لياقة لاعبيه البدنية فاستحوذ الكوكب ونوع ألعابه ما بين الأطراف والعمق وكاد أن يعادل النتيجة في منتصف الشوط الثاني. * صحيح أن الكوكب المراكشي لعب باسلوب دفاعي منظّم بإغلاق جميع المنافذ لمرماه ولكن النهج المذكور كان متوقعاً والذي كان يحتاج لوضع حلول فنية قبل المواجهة لضرب التكتلات الدفاعية. * فرص المريخ في شوط اللعب الثاني اقتصرت على (ثلاث فرص) إثنتين من بكري وواحدة من رمضان عجب الذي استقبل كرة صورة بالكربون من تلك التي أحرز منها الهدف الرابع في مرمى الأهلي عطبرة ومن اوكرا ايضاً. * فرصتا بكري خلال الدقيقتين (8) و (21) جاءتا من مجهود فردي دون أن يجد أية مساندة تذكر من لاعبي الوسط المتقدّم أو المحاور أو حتى الأظهرة. * أما الفرصة التي وجدها رمضان عجب والتي كانت كفيلة بإراحة المريخ في لقاء الإياب فكانت من عمل جرئ من قبل الغاني اوكرا بالإستفادة من نقطة ضعف خصمه (بطء المدافعين) ونقطة ايجابية يتمتع بها (سرعته) فاخترق الجهة اليسرى وقدم كرة من ذهب لرمضان عجب لم يستثمرها بشكل جيّد. * كما أسلفنا الفوز بهدف نظيف في ظل وجود فعالية هجومية لا خوف منه ولكن معاناة الأحمر في تفعيل الجانب الهجومي وعدم القدرة على صناعة الفرص من قبل لاعبي الوسط هو الهاجس الذي سيشكّل حجر عثرة بالمغرب. * في المغرب سيكون الإندفاع للأمام هو طابع استراتيجية كوكب مراكش وبالتالي سيجد المريخ مساحات مشرعة للتقدّم ولكن بسلبية الأمس الهجومية وفقر صناعة الفرص فلن يستفيد الأحمر من اندفاع خصمه المتوقع. * حاجة أخيرة كده :: نتيجة مقلقة ولكنها ليست مخيفة.