سنوات الأحزان تتواصل وتقارب العشرين عاما والسودان خارج المنظومة الكروية اقليميا وقاريا وعالميا ليبقى سجله خإلى من اي( ريكورد) في بطولة معتبرة غير كأس الامم الافريقية عام 70 اي قبل ما يزيد عن اربعين عاما وطوال فترة ما بعد ذلك فشل كل المسئولين في ان يستوعبوا انه لا أمل تحت ظل النظام الرياضي الحالي فالدولة غائبة ومغيبة والادارات تتدنى والمليارات تهدر في لاعبين محليين وأجانب غير مؤهلين والمحصلة صفر والأصفار تتوالى والكرة السودانية غير موجودة الا في الصحف. ما يسمونها بالقمة وهي في حقيقتها (الغمة) طوال تاريحها الذي قارب المائة عام لايعرف لها غير انجاز واحد حققه المريخ في 89 بفوزه ببطولة الفاشلين في التنافس وسط الكبار ومشاركة للهلال في نهائي الابطال مرتين دون أن يحقق أي كأس. ولكن الفشل الأكبر بل والأخطر من الفشل في الملعب يتمثل في انعدام الحس الوطني فهذا ما جناه السودان من التردي الكروي ليصبح هذا جزءا مكملا للتردي العام في كل المجالات والمؤسف ان هذا التردي لا علاج له حتى لو نجحنا في معالجة التردي الكروي الذي يمكن معالجته بابتداع نظام رياضي مواكب للعالم لو شاء لنا ان يأتي يوما تدرك فيه السلطة انها مسئولة عن هذا التدهور و التهور كما يمكن معالجة التردي في الملعب فنيا لو ارتقى المستوى الاداري في الاندية ولكن ما لايمكن معالجته اعادة الحس الوطني لانه شأن تربوي افتقد كل مقوماته على كل المستويات ولا يصلح العطار ما افسد الدهر ومن المحال ان ينصلح الحال بعد ان اصبحت الادارة حرفة لاصحاب المال وبعد ان دانت الصحافة لهم التي لم تعد تلعب اي دور اصلاحي وسوف لن تفعل وهي نفسها بحاجة للاصلاح ولكن هيهات فلقد فات الأوان . انظروا لخارطة الطريق في الايام الثلاثة الماضية وقيسوا على ذلك: فلقد راود السودان أمل بالرغم من اننا كنا نراه حلم الجيعان في ان تستثمر الفرصة التي لاحت للسودان بان يضمن كأس الكونفدرالية بان يتأهل الفريقان ليضمن السودان الكأس بالرغم من انها البطولة الثانوية التي يتأهل لها الفاشلون في البطولة الكبرى ويومها قلنا لا يهم السودان من يحقق هذا الحلم المهم ان يحققه اي واحد منهما ولكنها احلام طارت لان كليهما غير مؤهل للخروج بنا من اخفاقات مائة عام ولكم ان تتصوروا ان هدفاً واحداً لو امكن لاي منهم ان يحرزه في المباراتين لكفل لصاحب الهدف ان يلعب النهائي وان هدفاً واحداً من كل منهما لاصبح الكأس سودانيا ومع ذلك لم تفلح مئات المليارات التي اهدرت في المحترفين من الأجانب والمحليين الذين انتظرناهم ليحرزوا هدفا يؤهلنا للنهائي ولكن كيف لهم ان يحققوا هذا الأمل ومنذ ان تم استجلابهم لم يحققوا اي نتيجة افضل مما سبقوهم دون اهدار المليارات ولكن تواصل اخفاقهم رغم ما سلط عليهم من اضواء كاذبة والقاب تضاهي ميسي ورونالدو . ولكن ليست هذه القضية وانما القضية في هذا المرض المسمى بالأزرق والأحمر والذي افرغ اللونين من طعمها الحلو فالأزرق لون النقاء والصفاء فكيف تحول لكدر ومصادرة لحق الوطن والأحمر لون الثورة من اجل الانسان وقيمه فكيف اصبح تظاهرة ضد هكذا حال اللونين بسبب (الغمة) قتلا الحس الوطني ودانوا بالولاء للالوان بدلا عن السودان الذي باعوه من اجل الوان فقدت طعمها: عفوا ليلة السبت خرجت تظاهرة الأزرق فرحا تهلل وليتها خرجت لتحتفي بتحقيق الهلال للكأس ولكنها خرجت تقرع الطبول لهزيمة المريخ وخروجه من نصف النهائي ثم كان يوم الاحد ليرد الأحمر بتظاهرة اكبر ولم تكن فرحة لتأهل المريخ للنهائي ولكن لفشل الهلال في التاهل . هكذا كانت اجواء السودان في كل مكان تظاهرات الفرح بالهزائم ولم يحفل اى منهم بلون السواد لون الحداد الذي خيم على السودان الوطن الذي عمته التظاهرات الصامتة يذرف الدموع على حلمه الذي ضاع. صدقوني اذا كان لكل ازمة حل فازمة الحس الوطني لا حل لها طالما انه لم يعد لنا غير عبادة لونين بالباطل وفضونا من شماعة التحكيم ومسئوليته عن الاخفاقات فالخسارة الاكبر موت الضمير الوطني والذي تسأل عنه الصحافة الرياضية وبهذا نعلن نهاية العزاء لان الفقيد رحل ولم يعد منذ سبعين عاما وان عاد فلا أمل في ان يعود الحس الوطني وان كان الأمل في اولادنا دون الخامسة عشر الذين انصرفوا عن متابعة الكرة السودانية بعد ان تفتحت امامهم متابعة الكرة العالمية وامنياتي ان يشفيهم الله من مرض الأزرق والأحمر السرطاني عليكم الله فضوها سيرة وبلاش متاجرة على حساب الحس الوطني وملعون ابوكى -----كورة