* تتطلع جماهير المريخ داخل وخارج البلاد لسماع نبأ سعيد من الإمارات بفوز فريقها ببطولة نادي الظفرة الإماراتي عندما يواجه منظم البطولة مساء اليوم. * لقد طالت غيبة المريخ عن احتضان البطولات والكأسات المحمولة جواً على مستوى المناسبات الخاصة، فقد كان كأس دورة نادي الشارقة الدولية (ليبرتي 99) هو آخر كأس دورة رباعية يجلبه المريخ محمولاً جواً.. وإن أتى بعده بكأس (عرس الخليج) في نفس العام بعد أن عاد إلى الإمارات وشارك في مهرجان تكريم وحقق الفوز على فريق الأهلي المدجج بنجوم العرب بهدفين نظيفين. * دورة نادي الشارقة الإماراتي الدولية الرمضانية التي أقيمت في يناير عام 1999م رمضان 1419ه كانت أقوى وأوسع تنظيماً من دورة نادي الظفرة الحالية، وقد شارك في دورة ا لشارقة بجانب نادي الشارقة المنظم، نادي الصفا اللبناني إضافة إلى منتخب شباب الإمارات.. وكنت مرافقاً لبعثة المريخ في تلك الرحلة. * قاد بعثة المريخ إلى الإمارات الريس ود الياس الفأل الحسن، والذي كان قد قاد بعثة المريخ إلى تنزانيا عام 1986م عندما عاد الفريق بكأس شرق ووسط أفريقيا كأول كأس محمول جواً يجلبه أحد الأندية السودانية، وبجانب ود الياس ترأس البعثة من جانب الاتحاد العام الدكتور معتصم جعفر، ومثل إدارة الكرة الراحل محمد عثمان دلدوم له الرحمة والمغفرة، كما رافق البعثة بعض أقطاب المريخ وعدد من الزملاء الإعلاميين الذين كانوا في الإمارات، وأذكر منهم الأخ مزمل أبوالقاسم وحسن حمد، والرشيد بدوي، كما كانا موجودين هناك الزميلان رمضان أحمد السيد ونصرالدين عبدالحي.. ومن العاملين بالإمارات السفير الفارس ياسر المنا الذي لعب دوراً كبيراً في مشاركة المريخ في البطولة.. وقد قاد الجهاز الفني المدرب مازدا بجانب جمال أبوعنجة.. ويلاحظ أن بعثة المريخ التي حققت بطولة الشارقة كانت سودانية صرفة، لم يوجد معها أي محترف أجنبي سواء مع اللاعبين أو الجهاز الفني. * تمكن المريخ من الفوز في المباراة الأولى على منتخب الشباب الإماراتي بهدفين نظيفين نالهما نجم الدين أبوحشيش وأمير كاريكا، بعد عرض رائع من جانب المريخ.. وحقيقة أدى المريخ مباريات دورة الشارقة بمستوى فوق العادة لم أشاهد الفريق يقدمه قبل السفر إلى الإمارات ولا حتى بعد العودة إلى السودان.. ولم يتأثر الفريق بطرد اللاعب الشاب البديل أسامة مصطفى. * وكان المدرب مازدا يطبق طريقة اللعب 4/4/2 وقد كان رباعي خط الوسط نجم الدين أبوحشيش وأمير كاريكا ومحمد موسى وفيصل العجب هو كلمة السر في العروض الرائعة وتحقيق الانتصارات.. * تمكن فريق الشارقة المنظم من إقصاء فريق الصفا اللبناني بالركلات الترجيحية ليواجه المريخ في مباراة البطولة.. * وأمام الشارقة قدم المريخ عرضاً أحلى وأقوى مما قدمه أمام منتخب الشباب الإماراتي.. وقد بكر نجم الدين أبوحشيش بالهدف الأول للمريخ، وتمكن الشارقة من تحقيق التعادل، لينتفض المريخ ويقدم أفراده عرضاً برازيلياً ومزقوا شباك الشارقة بإضافة ثلاثة أهداف عن طريق كاريكا وأبوحشيش ومحمد موسى، ليكسب المريخ مباراة التتويج 4/1 ويلاحظ أن كل أهداف الفريق في البطولة جاءت عن طريق لاعبي خط الوسط الرهيب الذي قاده المايسترو فيصل العجب أفضل لاعب في البطولة.. * التشكيلة التي حققت إنجاز الشارقة كانت تضم الحارس الراحل عبدالعظيم الدش له الرحمة والمغفرة، وفي الدفاع حسين الضو وهيثم شوشة والضو قدم الخير وعلاء الدين فوزي، بجانب رباعي الوسط الرهيب العجب ومحمد موسى وأمير كاريكا وأبوحشيش، بينما لعب في الهجوم عثمان زكي وعبدالمجيد جعفر.. ومن البدلاء نذكر خالد أحمد المصطفى وجندي نميري والزين آدم وعصام جوليت وعامر عموش وجمال سانتو وأسامة مصطفى والحارس عبدالمنعم كاكوم.. أما الكابتن إبراهومة ونميري أحمد سعيد فلم يشاركا رغم وجودهما في الإمارت حيث غابا عن فترة الإعداد.. ومن نجوم المريخ الذين شهدوا الإنجاز الحارس محمد رابح ومعاوية كاوندا وفاروق جبرة وحاتم محمد أحمد وعبدالإله بشرى وأحمد يكيني وأسامة بريش والريح كاريكا ومتوكل إحيمر. * جاء حفل التتويج فخماً حيث تسلم المريخ كأس البطولة ومبلغ 40 ألف دولار جائزة البطل.. كما حصد لاعبو المريخ كل الكأسات الفردية بنيل العجب لكأس أفضل لاعب في البطولة، والراحل الدش كأس أفضل حارس مرمى، ونجم الدين أبوحشيش كأس هداف البطولة بإحرازه لثلاثة أهداف. * عقب دورة الشارقة والأصداء التي واكبت فوز المريخ بالبطولة، طلب نادي الجزيرة أبوظبي، أحد فرق القمة، مواجهة المريخ حبياً وبالفعل لعب الفريقان على ملعب الجزيرة خلال عطلة عيد الفطر، وأكد المريخ جدارته بكأس الشارقة عندما تغلب على الجزيرة بهدف رأسي ناله الشاكوش عثمان زكي.. وقد قاد فريق الجزيرة المحترف العاجي الرهيب الدولي جويل تيهي. * تلك هي ذكريات دورة الشارقة ونأمل أن يعيد المريخ التاريخ اليوم بالفوز على منظم البطولة.. * الحق أقول إن فرقة المريخ التي حققت كأس الشارقة بجدارة أمتعتنا بالأداء والتفوق الميداني في مباراتي منتخب شباب الإمارات والشارقة.. ولكن الفرقة التي تمثل المريخ اليوم نراها أقل عطاءً ومظهراً حسب مشاهدتنا لمباراتها الأولى أمام فريق السالمية الكويتي، ورغم وجود المحترفين الأجانب والجهاز الفني الأجنبي.. * ولكننا نأمل أن يبذل لاعبو المريخ اليوم جهداً كبيراً ومضاعفاً، ويغتنموا هذه الفرصة الذهبية لتحقيق إنجاز خارجي وكأس جوي، يسجله لهم التاريخ إن شاء الله مثلما سجل لأسلافهم الذين خلدوا أسماءهم في تاريخ المريخ.. والله الموفق.
