أُفسح المجال اليوم لرسالة ابن الحصاحيصا الأخ الصديق، "الفاضل حسن الجمل" للرد على ما أثرناه أمس في هذه المساحة عن ستاد الحصاحيصا الذي كنا قد وصفنا أرضيته بالسيئة، وبيئته بالطاردة، عقب استضافته لمباراة النيل والهلال في الجولة الثانية من مباريات الدور الثاني لدوري سوداني الأربعاء الماضي، حيث هاجمنا المسؤولين في الاتحاد المحلي وعلى رأسهم محمد سيد أحمد لعدم اهتمامهم بتطوير الملعب منذ سنوات طويلة، وانشغالهم ببعض القضايا الانصرافية. يقول الفاضل في رسالته: الأخ العزيز إبراهيم عوض كل عام وأنتم بخير أكتب إليك بعد غيبة لتوضيح بعض الأشياء التي تخص ستاد الحصاحيصا والحملة التي طالته، قبل وبعد مباراة الهلال والنيل في الجولة الماضية، والتي شاركتم فيها ربما بغير قصد. أخي العزيز، لا بد أن تعلم أن أغلب ما كتب عن أرضية استاد الحصاحيصا كان عارياً تماماً من الصحة، ولا يمت للحقيقة بصلة. فكما تعلمون فإن كل الملاعب في السودان تأثرت جراء دخول فصل الخريف، وهطول الأمطار الغزيرة، بما فيها ستادي المريخ والهلال، وستاد الحصاحيصا ليس نشازاً. أؤكد لك أن هنالك مجهوداً بذل من قبل رئيس وأعضاء الاتحاد ولجانه المساعدة نحو الملعب، فحرام أن نهضم جهودهم، كما أن هناك إخوة كرام عملوا ليل نهار في خدمة الهلال منذ وصوله الحصاحيصا حتى موعد مغادرته، فمن الظلم أن يضيع مجهودهم هدراً. في مباراة الهلال مع النيل لم يتأثر الفريقان بسوء أرضية الملعب المزعومة، ولم يتعرض لاعبوهما للإصابة، مما يدلل على أن أرضية الملعب لم تكن سيئة، والإصابة الوحيدة التي حدثت تعرض لها لاعب من النيل بسبب احتكاك عادي مع لاعب هلالي. لاعبو الهلال بكري المدينة، ومدثر كاريكا وعبداللطيف بوي كانوا ينطلقون بسرعة ويركضون بقوة نحو مرمى النيل بدون عائق ما شاء الله عليهم. وهذا دليل آخر على أن الملعب لم يكن بذلك السوء الذي تحدثوا به، ولو كان كذلك لما استطاع الهلال الفوز على النيل ولما سجل بكري الهدف الثاني الذي جاء من عدة تمريرات متقنة. أخي إبراهيم، أتفق معك في أن استاد الحصاحيصا يحتاج لعمل، لكن ليس في أرضية الملعب، لأن أرضيته في اعتقادي أفضل من أرضية ستادي المريخ والهلال. مشكلة ستاد الحصاحيصا في المساطب الجنوبية والشمالية التي تحتاج لمجهود ليس من محمد سيد أحمد، بل من كل أبناء الحصاحيصا، ونخص هنا د. معتصم جعفر وشقيقه مالك والفريق عبد الله حسن عيسى، ود. حسن علي عيسى وكمال الشين ومولانا محمد أحمد سالم والمهندس الطيب تاج الدين وعصام مصطفى البشير وغيرهم من أبناء الحصاحيصا الأوفياء داخل وخارج السودان. أما بخصوص حديثك عن تراجع مستوى النيل، وأنه بات مهدداً بالهبوط فأتفق معك في ذلك، وأؤكد أن النيل أصبح مهدداً فعلاً بالهبوط، لكن ليس بسبب محمد سيد أحمد أو أرضية ستاد الحصاحيصا. فقد النيل معظم لاعبيه الأساسيين ونذكر منهم أحمد مارتن وأسامة التعايشة وعلاء الدين بابكر وكرنقو ومعاوية الأمين وكامبي والتاج إبراهيم. واجتهدت إدارته لتعويض فقدان هؤلاء وسجلت بالفعل لاعبين مميزين، لكنهم كانوا يفتقدون للخبرة. هناك ظاهرة مزعجة بدأت تتمدد في مدينة الحصاحيصا حيث ظهرت فئة كبيرة من جماهير الهلال بالمدينة، تشجع بقوة ضد النيل، حتى ولو كان الخصم المريخ العاصمي. يفعلون ذلك كراهية في النيل الذي يعتقدون أنه سحب البساط منهم ومن مريخ الحيصاحيصا، وللأسف أصبحوا ينسبون بعض التصريحات لإداريين في النيل بمعاداة الهلال مع أن هذا ليس صحيحاً. حتى ولو افترضنا أن ذلك كان صحيحاً، فما ذنب الحصاحيصا وماذا يستفيدون من ذلك. النيل أصبح رمزاً لمدينة الحصاحيصا بفضل وجوده مع الكبار في دوري سوداني، فإذا هبط لا قدر الله سيتلاشى كل الزخم الذي اكتسبته المدينة بوجود النيل في الممتاز. ووقتها لن نشاهد بعد ذلك هلال السودان أو مريخ السودان يلعبان في الحصاحيصا، والخاسر في النهاية ستكون مدينة الحصاحيصا العملاقة. أخي، هؤلاء أصبحوا يشكلون خطراً كبيراً على النيل أكثر من استاد الحصاحيصا ومحمد سيد أحمد، وسننتظر رأيك في هذه الظاهرة القبيحة، ودمتم في رعاية الله.