نتائجنا على المستوى الدولي هذا العام أكدت حدوث تدنٍ كبير في مستوى الكرة السودانية. * خروج أنديتنا من المنافسات الأفريقية مبكراً هذا العام رغم استعانتها بكم من المحترفين، لم يحدث بالصدفة، بل جاء نتيجة تراجع مستوى اللاعب السوداني.. وحتى اللاعبين الأجانب الذين تم جلبهم مستوياتهم جاءت أقل من المتوقع. * واضح أن هناك ارتباط بين هذا التراجع الكبير للكرة السودانية على مستوى المنتخبات والأندية بالحالة الاقتصادية في البلاد والتي انعكست سلباً على الرياضة عامة بما فيها منشط كرة القدم. * والحالة الاقتصادية أثرت على نوعية المحترفين الأجانب الذين تستعين بهم أنديتنا.. ويكفي أن الهلال كنادٍ كبير عجز عن تجديد التعاقد مع محترفه وهدافه الزيمبابوي إدوارد سادومبا بسبب المال.. كما تعاقد مع محترفين مغمورين لم يحدثوا أي إضافة للأزرق.. * وبعض محترفي الهلال رفضوا المواصلة لعدم استلام الحقوق.. والعديدون منهم لجأوا لاسترداد حقوقهم عبر الاتحاد الدولي.. وعاش الهلال في دوامة بسبب مطالبات اللاعبين وطنيين وأجانب بحقوقهم ومرتباتهم. * وفي المريخ تمت الاستعانة بمحترفين عاديين جداً وليسوا بأفضل من الوطنيين حيث تحاشى المريخ استجلاب محترفين مميزين بسبب ارتفاع تكلفتهم بعد الارتفاع الهائل في قيمة الدولار، كما وقع المريخ ضحية للمدرب التونسي الكوكي الذي انخدعنا فيه، ووضع المجلس ثقته الكاملة فيه واستجلب له المهاجم أوليفيه ولاعب الطرف الأيسر الغاني غاندي بناء على رغبته، ولكن لم يضفِ المحترفان شيئاً للمريخ. * إذا كان هناك لاعبون وطنيون في الهلال يعانون من عدم الحصول على الحقوق والمرتبات فكيف الحال في الأندية الأخرى التي لا تملك عشر إمكانيات الهلال؟! * لقد فقدت العديد من الأندية خيرة نجومها لعدم القدرة على الإيفاء بالحقوق والمرتبات.. ومعظم لاعبي الكرة في السودان اليوم يعيشون حالة من عدم الاستقرار النفسي والمعنوي.. وانعكس ذلك في النتائج السيئة للكرة السودانية سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات.. والنتائج الحالية للكرة السودانية خير شاهد. * من المؤسف جداً أن الحالة الاقتصادية تسير نحو الأسوأ فهناك قرارات اقتصادية جديدة قادمة، برفع الدعم عن البنزين والسكر والقمح، مما يعني أن هناك موجة غلاء طاحن قادمة في الطريق.. وبعدها لا ندري كيف سيكون حال المعيشة في البلد.. وكيف سينعكس ذلك على الرياضة وكرة القدم التي تعيش مرحلة انهيار في الوقت الراهن وقبل أن تعلن القرارات الاقتصادية الجديدة! * إقالة مازدا والجهاز الفني الوطني لن تحل مشكلة المنتخب.. فالعلة الأساسية ليست في مازدا الذي نجح في إعادتنا لنهائيات الأمم الأفريقية أكثر من مرة بعد غياب أكثر من 30 عاماً.. وتذكروا إن مازدا سبق أن أقيل أكثر من مرة، وجئنا بخواجات حققوا فشلاً ذريعاً مع منتخبنا.. ومع كل إخفاق للخواجات كنا نضطر لإعادة مازدا..!! * ندعو الله أن يخفف عن بلدنا الضائقة الاقتصادية والأزمات المعيشية.. وأن يرزقها من الثمرات.. زمن إضافي * اقترب موعد لقاء القمة وبدأت (الهدربة) هنا وهناك.. وبلغت (الجرسة) عند البعض مبلغاً كبيراً.. * أما المتفائلون من الجانبين وأصحاب التحديات، فقد رفعوا من معدل تحدياتهم وبدرجة أقرب للامعقول وهو انعكاس لا شعوري للخوف الكبير المخبوء داخل كوامنهم! * مباريات القمة ليست لها ثوابت تحدد نتيجتها.. فاحتمالات فوز هذا أو ذاك أو انتهاء نتيجتها بالتعادل كلها احتمالات متساوية وواردة جداً. * ولأن احتمال الخسارة وارد لهذا يتولد الخوف من القمة.. ولكن هناك فئة لا تعترف مطلقاً بقوة الطرف الآخر، وتظل في حالة تحديات متواصلة وحتى إذا خسرت لن تعترف بالخسارة.. بقولها إنها حدثت بسبب التحكيم أو بالحظ وبالتالي فالفريق المنافس لا يستحق الفوز. * هوس القمة يبدأ قبل المباراة بأيام.. ويتزايد تدريجياً مع اقتراب موعدها.. ويصل الهوس مداه يوم احتدام الوطيس.. * وبعد انتهاء القمة يبدأ الجدل البيزنطي حول أسباب الخسارة لدي الطرف المهزوم وهرطقات الفوز وأجواء الإغاظة و (المكاواة) لدي الفئة المنتصرة! * ويستمر الحال هكذا حتى تأتي المباريات التالية فتنسي الجماهير أحداث القمة.. * المريخ يتقدم بخمس نقاط عن منافسه التقليدي (الهلال)، ويبدو أكثر طمأنينة من نده.. لأن الخسارة لن تبعده عن الصدارة ولكنها ستجعله مهدداً بشدة بفقدان الصداة في المباريات التالية.. أما الهلال فموقفه صعب ويخشى الخسارة بشدة لأنها ستوسع فارق النقاط إلى ثماني وقد يمهد ذلك طريق البطولة للمريخ. * ولهذا السبب يخاف أهل المريخ من مساعدة اتحاد الكرة والتحكيم للهلال والحيولة دون خسارته كي يتواصل التنافس على اللقب بقوة.. ولعل هذا هو سبب صدور بيان مجلس المريخ. * نرى إن مشوار الدوري لا زال طويلاً فحتى إذا كسب المريخ لقاء القمة لن يضمن كسب البطولة.. فالمريخ الذي تعادل ثلاث مرات وخسر مباراتين في الدوري أمام الخرطوم الوطني وأهلي شندي.. يمكن أن يتكرر ما حدث له في الدورة الأولى خلال الأسابيع التي تلي لقاء القمة في عام تدني وانهيار الكرة السودانية. * سخر الأهلة من بيان المريخ.. وقرأنا تصريحات لمسئول بلجنة التحكيم يهاجم فيها المريخ بسبب بيانه، مؤكداً حيادية التحكيم.. مما يعني إن لجنة التحكيم غاضبة من المريخ.. وامسكوا الخشب!! * وبالمناسبة مسئول التحكيم ركز هجومه على المريخ ولم يشر إطلاقاً لبيان الهلال الذي يطالب بتحكيم نظيف!!.. * إذا كنت في مكان مسئول التحكيم لتحدثت منتقداً بياني ناديي القمة معاً لإظهار الحيادية قولاً على الأقل.. لا أن أكيل على المريخ وحده بسبب بيانه وأتجاهل بيان الهلال فأفضح نفسي!! * لكننا لا نستغرب التحامل على المريخ حتى في الرد على البيانات من جهاز حرم احتساب ركلات الجزاء للمريخ نهائياً وخلال 34 مباراة قمة بالممتاز جرت على مدى 18عاماً!! * في كل العالم يدير الديربيات حكام أجانب بسبب حساسية هذه المباريات إلا في السودان يصرون على التحكيم الوطني الذي يصر على حرمان المريخ من منحه حقه في ركلات الجزاء مهما كانت الحالات واضحة!! * وكان الله في عون المريخ.