* فوز أحد طرفي القمة على الآخر ليس أمراً غريباً، ولا جديد فيه! * ظل الفريقان يتبادلان الفوز منذ مباراة سوق القش الشهيرة التي في العام 1934، وظلت الروح الرياضية حاضرة في المدرجات إلا ما ندر، حيث لم تتخط حالات الخروج عن النص أكثر من الهتاف بفشل التحكيم، أو إلقاء بعض قوارير المياه على الملعب. * بعد نهاية لقاء أمس الأول أقدمت جماهير الهلال على تحطيم مقاعد إستاد المريخ للمرة الثانية في موسمين متتاليين، والغريب في الأمر أن الهلال خرج كاسباً في المباراتين، مرة بتعادل يشبه الانتصار (لأنه حفظ للفريق صدارته للدوري)، ومرة أخرى بفوزٍ صريح، ومع ذلك لم يسلم إستاد المريخ من التخريب! * توافرت للجهات المشرفة على المباراة الأولى (التي جرت في شهر سبتمبر من العام الماضي) معلومات أكيدة تفيد وجود مخطط أعدته فئة منفلتة من جماهير الهلال، يستهدف تدمير طابق شاخور. * نبه مندوب المريخ الجهات الأمنية إلى المخطط المذكور في الاجتماع التقليدي للمباراة، وأرسل مجلس المريخ خطاباً للاتحاد طالبه فيه تشديد الإجراءات الأمنية داخل الإستاد، فلم يحدث أي شيء، وتعرض إستاد المريخ إلى تدمير شامل، قدر مكتب استشاري استعان به الاتحاد العام قيمته بخمسمائة ألف دولار أمريكي! * تسلم الاتحاد التقرير الذي أعدته جهة محايدة، وقرر إلزام نادي الهلال بتحمل فاتورة ما خربته جماهيره! * انتظر مجلس المريخ شهوراً، ورفض الهلال الدفع، ونام اتحاد معتصم على الخط فاضطر المريخ إلى صيانة إستاده على نفقته، وظل يطارد الاتحاد سعياً إلى إلزام الهلال بالسداد ولم يجن سوى السراب! * يوم أمس الأول تجدد السيناريو الكريه في لقاء القمة، وأقدمت نفس الأيادي الآثمة على تدمير إستاد المريخ من جديد، مع أن المباراة انتهت بفوز الهلال! * ترى هل يمر الأمر مرور الكرام للمرة الثانية على التوالي؟ * هل سيكتفي الاتحاد بالفرجة على جماهير الهلال وهي تحطم إستاد المريخ كل مرة من دون أن يعاقب ناديها؟ * نتساءل: ما الذي يدفع جماهير فريق منتصر على اللجوء إلى التخريب والتدمير؟ * لماذا لا تعبر جماهير الهلال عن فرحتها بطريقة متحضرة؟ * ألا توجد لديهم طريقة أخرى للتعبير عن الفرح بخلاف تحطيم وتدمير المقاعد وقذفها في الشارع؟ * إذا كانوا يدمرون ويخربون وهم منتصرين، فما الذي كان سيحدث لإستاد المريخ لو خرج الهلال مهزوماً؟ * على مجلس المريخ ألا يصمت على المساخر التي تتكرر بطريقة مستفزة! * طالبنا الجهات الأمنية بإتباع النهج المطبق في كل ملاعب الدنيا، واقترحنا وضع رجال الشرطة في مواجهة المشجعين وليس خلف سياج غليظ كي لا يفلت المخربون بفعلتهم كل مرة! * لكن الطريقة العقيمة المتبعة في حفظ الأمن داخل إستاداتنا استمرت دون تغيير. * تعرض إستاد المريخ إلى تخريب جديد من دون أن تفلح الجهات الأمنية في ضبط الجناة أو منعهم من تنفيذ فعلتهم القبيحة! * استفز المشهد جماهير المريخ فحاولت منع المخربين من تنفيذ فعلتهم، وكان نصيبها الضرب والبمبان. * السلوك القبيح ينبغي أن يجد من يوقفه عند حده. * تقع على عاتق مجلس المريخ مسئولية المحافظة على ممتلكات النادي، ويجب عليه أن يضغط على الاتحاد بقوة كي يلزم نادي الهلال بتحمل مسئولية أفعال جماهيره التي أدمنت تخريب إستاد المريخ في كل قمة يستضيفها الرد كاسل. * غريب وعجيب. مع كروجر * خسر المريخ لقاء القمة ودخل أنصاره في دوامة من الحزن بسبب الهزيمة غير المتوقعة. * من حق جماهير المريخ أن تحزن وتغضب لخسارة فريقها أمام خصم مهزوز تعثر بالتعادل سبع مرات في الدوري الحالي، ودخل لقاء القمة مشتتاً ومستسلماً لمصيره المحتوم. * مرة أخرى سمح لاعبو المريخ للهلال بمداواة جراحه على حسابهم. * لمنا كروجر على الأخطاء التي ارتكبها في التشكيل والتبديل، لكن لاعبي المريخ يتحملون الجانب الأكبر من مسئولية الهزيمة، وعليهم أن يكفروا عن أدائهم الضعيف ونتيجتهم السيئة في المباريات المقبلة. * اعتمد كروجر على سابق معرفته وخبرته بلقاءات القمة، ولم يحقق النجاح المطلوب. * غامر وأخفق. * الخسارة أمام الهلال لا تطعن في كفاءة الألماني، ولن تهز ثقتنا فيه. * كروجر مدرب ممتاز، ونتوقع منه أن يثبت جدارته ويؤكد كفاءته في مقبل المباريات. * لكن الألماني لن يستطيع أن يحقق أي نجاح ما لم يساعده لاعبوه بالأداء القوي والروح القتالية والرغبة في الفوز، وقد افتقدنا فيهم كل الصفات المذكورة في لقاء القمة الأخير. * نجاح كروجر في قيادة المريخ لاستعادة لقب الدوري مرهون بجدية اللاعبين، وبالطريقة التي يخوضون بها المباريات داخل المستطيل الأخضر. * خسر المريخ القمة لكنه احتفظ بصدارة الدوري. * تلك حقيقة يجب ألا تغيب عن أذهان اللاعبين وجماهيرهم وسط هوجة الهزيمة في لقاء القمة. آخر الحقائق * إذا استعاد اللاعبون الروح القتالية التي افتقدناها فيهم يوم أمس الأول، وعادوا للأداء القوي واستردوا نغمة الفوز في مقبل المباريات فلن تكون لخسارة القمة قيمة. * الغاية من خوض الدوري الفوز بلقبه. * يوم الثلاثاء المقبل سيخوض المريخ مباراة جديدة في الدوري أمام الأمل. * الفوز فيها يحفظ الصدارة، ويوسع حظوظ الأحمر في استعادة البطولة الغائبة. * وأي عثرة جديدة ستعني دخول نفق التفريط في اللقب. * يجب على كل اللاعبين أن يراجعوا أنفسهم، ويحسنوا أداءهم، بدءاً من الحضري، وانتهاءً بأوليفيه. * لمنا كروجر على إشراك الباشا في الطرف اليمين بوجود لاعبين متخصصين في الخانة المذكورة. * لكن ذلك لا يشفع للباشا، لأنه لعب في الخانة المذكورة مراتٍ عديدة، مع الهلال وهلال الساحل والمنتخب الوطني، وحتى مع المريخ نفسه. * قدم الحضري أسوأ مباراة له مع المريخ. * يتحمل الفرعون مسئولية الهدف الأول، مناصفةً مع باسكال. * المصيبة أنه أظهر استهتاراً غريباً عندما راوغ بكري المدينة وكان المريخ وقتها متأخراً في النتيجة. * أما باسكال فقد لعب باهتزازٍ شديد، وكاد يصيب مرمى الحضري مرتين في الحصة الأولى وحدها. * مستوى الإيفواري في النازل منذ فترة. * يلعب بانفعال غير مبرر وبلا تركيز، ويرتكب مخالفات ساذجة ومكلفة. * إذا واصل اللعب بذات المستوى فسيحوله الألماني إلى الدكة. * في محور الوسط لعب علاء الدين بتشنجٍ شديد، وتعددت أخطاؤه فكان طبيعياً أن يتم سحبه من الملعب. * وعلى دربه سار أمير الذي قدم مباراة هزيلة. * حتى رمضان أدى بشفقة زائدة، وأهدر فرصتين سهلتين في الشوط الأول. * قاتل أوليفيه وحيداً في المقدمة، وعابه التسرع. * قدم له المعز هدية ذهبية وفشل في استثمارها. * الاستغناء عن خدمات الهداف الأول للفريق في مطلع المباراة قرار غريب ومعيب. * إبعاد كليتشي يعني تحجيم خطورة هجوم المريخ. * لا يوجد في الدوري السوداني هداف بقيمة الأباتشي. * تعرض المريخ للخسارة في ثلاث مباريات خلال الدوري الحالي يؤكد أنه ليس على ما يرام. * التحدي الأول لكروجر يتمثل في إعادة ضبط أداء الخط الخلفي للفريق. * كرة القدم الحديثة تعتمد على الدفاع المنظم. * سيجتهد إعلام الهلال لاستغلال هزيمة المريخ وسيحاول النيل من معنويات لاعبيه ومشجعيه، كي يتكرر تعثر الفريق في مقبل المباريات. * لذلك نتوقع من لاعبي المريخ أن يجتهدوا لتعويض جماهيرهم ابتداءً من اللقاء المقبل. * عثرة القمة لم تفقد الأحمر الصدارة. * لكن تكرارها قد يعني ضياع الدوري. * تأمين الصدارة يبدأ من عطبرة. * آخر خبر: المحير.. جمهور منتصر ويدمر!