لا نستبعد أن يتعرض فريق المريخ لبهدلة جديدة في عاصمة الحديد والنار مساء اليوم، رغم تراجع مستوى مضيفه الأمل، طالما أن إدارته وإعلامييه ما زالوا مشغولين بكراسي طابق شاخور. تجاهلوا أسباب خسارة فريقهم من الهلال في الجولة الماضية بثلاثة أهداف مقابل هدفين، وطفقوا يتحدثون عن الكراسي المدمرة، ويحاولون توجيه التهمة الى جماهير الهلال. لم أقرأ لكاتب مريخي واحد، تحليلاً واقعياً ومنطقياً عن أسباب خسارة فريقهم من الهلال، ولم يجرؤ أي أحد منهم على الاعتراف بأن العواجيز هم من تسببوا في تلك الهزيمة المرة. مجموعة منهم حملوا المدرب الألماني كروجر المسؤولية، وآخرون وضعوها في عنق المسكين إبراهومة، مع أن راعي الضأن في الخلا يعلم أن، الحضري وهيثم وعلاء وباسكال كانوا سبب الكارثة. لن يفرق معنا إن حملوا (فضيحة الخميس) لكروجر أو إبراهومة، أو حتى حسن محجوب، لكننا لن نقبل منهم أن يدينوا جماهير الهلال بأفعال من وحي خيالهم، ودون أن يملكوا الدليل. جماهير الهلال ليست عدوانية، ولا يمكن أن تقدم على فعل مشين دون سبب معلوم، وما فعلته قبل ذلك في طابق شاخور، كان نتيجة رد فعل يعلمه الجميع. أخذت جماهير الهلال حقها في ذلك الوقت، وتعاملت مع جماهير المريخ بالمثل، وقفلت الملف بالضبة والمفتاح، وتفرغت للوقوف مع فريقها وتشجيعه كما هي عادتها. يبدو أن الثلاثية (حرقت) دم المريخاب، ويظهر أن تقليص الفارق إلى نقطتين، سبب لهم إزعاجاً شديداً، لكن كان على بني الأحمر أن يتعاملوا مع هذا الواقع دون أن يمسوا الآخرين بالأذى، أو يتجاهلوا تواضع فريقهم. اتهموا جماهير الهلال زوراً وبهتاناً بتكسير كراسي طابق شاخور، وفتحوا جبهة مع الاتحاد العام، وهددوا بمقاطعته وعدم التعامل معه، وكأن معتصم جعفر ومجدي وأسامة هم من سجلوا أهداف مباراة الخميس. التعامل بردود الأفعال لا يليق بنادٍ كبير، وصاحب قاعدة جماهيرية عريضة كالمريخ، لذلك ننصح إعلام هذا النادي وإدارته بالركون الى الهدوء، في مثل هذه الحالات، والتعلم من تجارب ود البرير. صبر رئيس الهلال الأمين البرير صبر أيوب في السنوات الثلاث الماضية، على أعدائه، ونجح في تجاوز العديد من المطبات، الداخلية والخارجية، التي كانت تهدف لإطاحته، لكنه انتزع فرماناً بالبقاء حتى نهاية نوفمبر المقبل. فوز الهلال على المريخ في المباراة الأخيرة، وتأهله لنهائي كأس السودان قبل فترة وجيزة، أكد قدرة ود البرير على تجاوز الصعاب، وأثبت أنه إداري ناجح. لو كانت المصائب التي واجهت الأمين البرير، واجهت نظيره في المريخ جمال الوالي، لتحرج موقف الأحمر كثيراً، ولكان فريقه خارج حسابات المنافسة على الصدارة. وهذا هو الفارق بين الهلال والمريخ. فرق يا مزمل. آخر الكلام أتوقع أن تختفي نغمة "المريخ ما زال في الصدارة" من أعمدة كتاب المريخ قريباً، لأن الفريق الذي شاهدناه أمام الهلال في قمة الخميس، لن يكون بمقدروه المحافظة على فارق النقطتين لأبعد من جولتين. من حسن حظ المريخ أن الجدولة أوقعته مع فريق الأمل بعد مباراته مع الهلال، ذلك لأن الأخير يمر حالياً بأسوأ حالاته، والدليل تحقيقه نتائج سالبة في الجولات الماضية. خسر الأمل من النيل الحصاحيصا متذيل الترتيب في الجولة الماضية بثلاثية بيضاء، وتعادل مع أهلي شندي في الجولة التي سبقتها بدون أهداف، وتراجع للمركز الثامن برصيد 20 نقطة. إذا لم يعد المريخ من عطبرة بنقاط الأمل الثلاث، فإننا نراهن على أنه لن يحقق أي نتائج إيجابية مستقبلاً، وسيكون مرشحاً لفقدان لقب الوصيف، وربما لن يتحصل على مركز وصيف الوصيف. بروز مالك محمد وأتير توماس، ونزار حامد بشكل لافت مع الهلال في قمة الخميس، يؤكد نجاح تسجيلات الهلال، والفضل يعود لرئيس النادي الأمين البرير ومجموعته. سيكون الهلال مرشحاً كالعادة لاكتساح ضيفه الاتحاد مدني غداً في الجولة ال 18، وعلى الأهلي الخرطوم في الجولة 19 وكذلك على النسور وهلال كادوقلي، لكنه قد يواجه مصاعب في الجولتين الأخيرتين عندما يواجه الخرطوم الوطني وأهلي شندي. التعازي الحارة نسوقها للاعب الهلال الدولي السابق عبدالمعز جبارة صبحي وإخوانه في وفاة والدتهم، ونسأل المولى عز وجل أن يتغمدها بواسع رحمته ويسكنها الجنة. أعلن الاتحاد العربي إلغاء بطولة الأندية العربية للأندية للموسم المقبل وقرر مقاضاة الشركة الراعية، بسبب انسحابها المفاجئ، لتعويضه الخسائر المادية والمعنوية التي سيتكبدها من هذا الانسحاب. يا ترى هل أدرك محمد سيد أحمد هذه المعلومة، أم إننا سنسمع منه تصريحاً جديداً يؤكد فيه أن اتحاده اختار المريخ فقط لتمثيل السودان في هذه البطولة. بلا عربية بلا لمة. وداعية: أيهما أصعب وأمر.. كسير الكراسي، أم نزع النقاط؟.